نقلت شبكة Sky News البريطانية عن مصدر بالتحقيقات التركية، الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن هناك فريضة يبحث وراءها فريق البحث الجنائي، تشير إلى احتمالية استخدام حمض كيميائي للتخلص من جثة الصحافي السعودي المختفي جمال خاشقجي، عن طريق إذابتها.
قالت أليكس كروفورد، المراسلة الخاصة للشبكة في إسطنبول، إن مصدراً "وثيق الصلة بالتحقيق" نقل إليها أن إحدى النظريات تنطوي على أن بقايا خاشقجي قد تحلَّلَت في "حمضٍ كيميائي سريع المفعول".
وجاءت تلك الأخبار في الوقت الذي ظهرت فيه تفاصيل جديدة عن تسجيلٍ صوتي واضح لعملية التعذيب والقتل التي تعرض لها الكاتب لدى صحيفة Washington Post الأميركية داخل مقر القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.
وأُفيدَ بأنه جرى التخلص من جثة الصحافي في مقر السكن الرسمي القريب من القنصلية، والذي يقطن به القنصل السعودي محمد العتيبي.
وقالت كروفورد إن مصدراً "موثوقاً للغاية" أخبرها بأن التسجيل الصوتي تضمَّن محادثةً بين العتيبي وخاشقجي، تلاها بعد ذلك صوتُ "ضرب".
البحث في 3 أماكن
ومساء الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، حدد فريق التحقيق التركي 3 أماكن في إسطنبول، يُشتبه في أن تكون بقايا جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي في واحد منها.
وعلى مدار يومين، تُجري السلطات التركية أعمال التفتيش بمقر القنصل السعودي محمد العتيبي والقنصلية السعودية أيضاً في إسطنبول؛ لمعرفة مصير جثة خاشقجي.
وانتهت فجر الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018، داخل مقر إقامة القنصل السعودي بمدينة إسطنبول، أعمال فريق التحقيق التركي المشارك في مجموعة العمل المشتركة التي تشكّلت بخصوص اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وقال مراسل "الأناضول" إن فريق التحقيق الذي حضر عصر الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، على متن 4 سيارات، أنهى بعد 9 ساعاتٍ أعمالَه داخل مقر إقامة القنصل، محمد العتيبي، الذي غادر الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تركيا متوجهاً إلى بلاده.
وبعد أن انتهى فريق التحقيق من جمع الأدلة من المكان غادر المنطقة ثانية، ثم بدأ على الجانب الآخر أعمال تفتيش وتحرٍّ أخرى داخل مقر القنصلية العامة الواقعة بحي "لافنت" في مدينة إسطنبول، لينتهي من عمله صباح الخميس 18 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
وفي حين يرافق مسؤولون سعوديون أعمال فريقَي التحقيق التركيَّين، يواصل الصحافيون الانتظار والترقب، لتغطية آخر التطورات في حادثة اختفاء خاشقجي.
واختفت آثار الصحافي السعودي خاشقجي في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول، لإجراء معاملة رسمية تتعلق بزواجه.
وفي حين قال مسؤولون سعوديون إن خاشقي غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها، طالب الرئيس رجب طيب أردوغان المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، وقالت إن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول خاشقجي.
ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك بالقضية. وفي سياق ذلك، أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين 15 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.
في حين أصدرت أسرة خاشقجي، الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بياناً طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية؛ لكشف حقيقة مزاعم مقتله بعد دخوله القنصلية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن مسؤولين أتراكاً أبلغوا نظراءهم الأميركيين أنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت قتل فريق أمني سعودي خاشقجي داخل القنصلية، وهو ما تنفيه الرياض.
7 من المتهمين من حراس محمد بن سلمان
وكان موقع Middle East Eye البريطاني كشف أنّ 7 رجال من بين الأشخاص الـ15 المشتبه في تورطهم بعملية قتل جمال خاشقجي ينتمون إلى وحدة الأمن والحماية الشخصيين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وكما قال مصدر في مكتب المدعي العام التركي بإسطنبول، للموقع، الأربعاء 17 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد أن حصلت الشرطة التركية أخيراً على إذن بتفتيش مبنى مقر إقامة القنصل في اليوم نفسه، إن المشتبه فيهم ذهبوا لتناول العشاء بمقر إقامة القنصل بعد قتل خاشقجي وتقطيع أوصاله داخل القنصلية.