قدّم مسؤولون أتراك لصحيفة The Washington Post الأميركية صوراً لجوازات سفر قالوا إنها لسبعة رجال كانوا جزءاً من الفريق المتورّط في عملية اغتيال الصحافي جمال خاشقجي داخل مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، والتي وقعت بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول.
وذكرت الصحيفة الأميركية، الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن صور جوازات السفر تضيف المزيد من المعلومات إلى ما أعلنته تركيا حتّى الآن، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد للتوصّل إلى ما حدث بحق خاشقجي، وهو كاتب لدى "واشنطن بوست"، وقد اختفى بعدما دخل إلى مبنى القنصلية 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018 للحصول على مُستند كان في حاجة إليه من أجل إتمام زواجه.
ونشرت الصحيفة صور جوازات السفر، إلا أنها أخفت صور وأسماء الرجال، لأنها لم تتمكّن من التحقق من هويّاتهم بشكل مُستقل.
وبعد أيّام من اختفاء خاشقجي، قال مُحققون أتراك إن تحقيقاتهم توصلت إلى أنه قُتِل داخل مبنى القنصلية وقُطِّعَ جثمانه.
وقالت تركيا إن فريقاً من 15 فرداً أرسلتهم السعودية قد لعبوا دوراً في عملية القتل، وأكّد مسؤولون أتراك أن الأسماء التي تداولتها وسائل إعلامية تركية هي أسماء الفريق المُشتبه فيه، وأن تورّطهم المزعوم هو جزء من الأدلّة التي استندت إليها تركيا حين أشارت إلى أن المملكة هي المسؤولة عن وفاة خاشقجي.
وعلى الجانب الآخر، أنكر مسؤولون سعوديون أي تورّط في اختفاء خاشقجي، ونفوا أن لديهم أي معلومات بشأن مكان تواجده.
وعلى مدار اليومين الماضيين، سمحت السعودية للشرطة التركية بتفتيش مقر القنصلية، إلا أن المحققين عبروا عن استيائهم من عدم تعاون الجانب السعودي، بحسب اثنين من كبار المسؤولين الأتراك الذين أشاروا إلى التأجيل الطويل الذي تعرّضوا إليه قبل السماح لهم بدخول مقر القنصلية.
وأشار المسؤولان التركيّان أيضاً إلى المحاولات السعودية الواضحة لإزالة أي آثار من الموقع، حيث أحضرت القنصلية طاقم تنظيف وأعادت طلاء بعض الحوائط في القنصلية. وقال أحد المسؤولين: "من ليس لديهم شيء يُخفُونَه لا يتصرّفون هكذا".
ولم تُصدِر السعودية أية تصريحات رسمية بشأن الأشخاص الـ15، ولم تقل شيئاً عن سبب تواجدهم في العاصمة التركية إسطنبول بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول. إلا أن قناة "العربية" الإخبارية، المملوكة للسعودية، قالت إنه قد تم اتّهام 15 "سائحاً" اتهاماً زائفاً.
وقال مسؤولون أتراك رفيعو المُستوى- وافقوا على التحدّث بشرط عدم ذكر اسمائهم- إنهم حريصون على مقابلة أعضاء الفريق السعودي المكوّن من 15 رجلاً، والذين يُعتقد أنهم وصلوا إلى مدينة إسطنبول وغادروها في يوم اختفاء خاشقجي.
وليس من الواضح لماذا لم يقدّم المسؤولون الأتراك صور كل جوازات السفر البالغ عددها 15.
يشار إلى أن صور جوازات السفر قد قدّمت إلى الصحيفة في نفس يوم زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الذي التقى بالملك سلمان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كان القنصل السعودي في إسطنبول محمد العتيبي غادر تركيا متوجهاً إلى السعودية الثلاثاء 16 أكتوبر/تشرين الأول 2018، قبيل وصول فريق المحققين الأتراك لمقر إقامته.
ولم يعرف سبب مغادرة القنصل الذي رفض تفتيش منزله منذ الإعلان رسمياً عن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، بعد دخوله مقر القنصلية السعودية في إسطنبول مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال مراسل الجزيرة إن المحققين الأتراك كانوا يخططون للاستماع لإفادة القنصل محمد العتيبي بعد تفتيش المنزل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عمليات التفتيش والتحقيق في قضية خاشقجي مستمرة حتى يتم العثور على الدليل الكامل على اغتياله.
وبحسب مصدر مقرب من المحققين الأتراك، فإن فريق التفتيش حصل على أدلة تفيد بمقتل خاشقجي داخل مقر القنصلية لكنهم لم يعرفوا أين اختفت الجثة.
وكانت وسائل إعلام تركية كشفت قبل أيام أن الأجهزة الأمنية لديها تسجيلات صوتية تؤكد مقتل الإعلامي السعودي في مقر القنصلية بعد دقائق من لقائه القنصل محمد العتيبي.