تغريدات السخرية من جمال خاشقجي وخطيبته، والتحريض عليها أفرزت نوعاً جديداً من الولاء للقيادة
في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، اختفى الصحافي السعودي جمال خاشقجي لدى مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، وانتشرت أنباء تفيد بقتله داخل القنصلية، في حين نفى السعوديون ذلك.
لكن ورغم التصريحات التي لم تخمد منذ اختفاء الرجل، والصحف العالمية التي نشرت تفاصيل قتله، ووسائل الإعلام التركية التي كتبت عن 15 مشتبهاً دخلوا إلى القنصلية تزامناً مع وجود خاشقجي بها، فإن "لغز خاشقجي" أفرز نوعاً غريباً ردود الأفعال.
بعض المغردين شعروا أن المملكة تبدو وكأنها في موضع اتهام، فقرروا الدفاع عنها على طريقتهم الخاصة عبر تغريدات سخرت من الحادث برمته.
هؤلاء تناسوا أزمة اختفاء خاشقجي وتجاهلوا مشاعر أقاربه وأصدقائه، وراحوا يسخرون منه، ويحرضون على خطيبته التركية خديجة جنكيز، التي أبلغت الشرطة أنه دخل القنصلية ولم يخرج منها حتى اليوم.
هذا النوع من "الولاء" للقيادة التي وجدت نفسها في موقفٍ صعب، أفرز تعدٍ إنساني على شخص فُقد في ظروف غامضة.
خاشقجي عنده واي فاي داخل قبره والله حركات 😏#مسرحية_جمال_خاشقجي pic.twitter.com/U0AkmCxYd1
— خالد بن عبدالله آل سعود 🇸🇦 (@Kafalsaud78) October 10, 2018
أكثر ما أضحكني تقرير على #الجزيرة عن #جمال_خاشقجي جاء فيه أن ماحدث ربما يعيد تقيم أزمة حصار #قطر 🤦♂️🤦♂️🤦♂️
أي حماقة في نظام #الدوحة ، يا #خيال_المآته جمال خاشقجي شيء ومقاطعة الإرهاب شيء آخر بمعنى أوضح لاعلاقة بين الشبك والقنصلية😊— منذر آل الشيخ مبارك (@monther72) October 11, 2018
أكثر ما أضحكني تقرير على #الجزيرة عن #جمال_خاشقجي جاء فيه أن ماحدث ربما يعيد تقيم أزمة حصار #قطر 🤦♂️🤦♂️🤦♂️
أي حماقة في نظام #الدوحة ، يا #خيال_المآته جمال خاشقجي شيء ومقاطعة الإرهاب شيء آخر بمعنى أوضح لاعلاقة بين الشبك والقنصلية😊— منذر آل الشيخ مبارك (@monther72) October 11, 2018
روح السخرية – المختلطة بالشماتة في بعض الأحيان -، لم تبدر من أناسٍ عاديين، بل من رجال في موقع المسؤولية. فقد غرَّد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي الإماراتية ضاحي خلفان، بأن خاشقجي يتناول المندي في السعودية!
قد يكون خاشقجي متغدي مندي اليوم في القنصلية السعودية.
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) October 11, 2018
وذلك بعد وقت قصير من نشره صورة مفبركة لخاشقجي وهو خارج من قنصلية السعودية في إسطنبول، ما لبث أن حذفها لاحقاً.
كما نشرَ استفتاءً ساخراً يغمز فيه إلى ذمة خاشقجي، وحصوله على الأموال.
جمال خاشقجي
— ضاحي خلفان تميم (@Dhahi_Khalfan) October 11, 2018
أما المحامي السعودي عبد الرحمن اللاحم، فشبّه الاختفاء بفيلم سينمائي استعرض أبطاله – ومن بينهم خاشقجي -، دون أن ينسى أن يلمز بعنصرية مناطقية للهجة الصحافي المختفي الذي سمّاه "باحس" بدلاً من "باحث" في إشارةٍ إلى اللهجة الحجازية.
لو تقرر انتاج فلم سينمائي عن اختفاء خاشقجي بعنوان (ليلة اختفاء الباحس ) من ترشح لتجسيد الأدوار التالية :
خاشقجي
خديجة
توكل كرمان
فيصل القاسم
جمال ريان
طوران قشلاقجي (اتمنى كتبته صح)
جابر الحرمي
زكي بيه جمعة
جوعان بن حمد
القعقاع بن حمد— عبدالرحمن اللاحم (@allahim) October 10, 2018
وصمم بعض المتابعين صوراً مفبركة تحمل تصريحات على لسان خاشقجي نفسه.
في سبق صحفي جديد..!!
قناة #الجزيرة تحصل على تصريح حصري من #جمال_خاشقجي يؤكد فيه مقتله في مبنى القنصلية #السعودية ..!!😂😂#تركيا#مسرحية_جمال_خاشقجي #الكذب_والكذب_الاخر pic.twitter.com/i3bvQloWfP— جمال الحربي (@JALHARBISKY) October 9, 2018
تحريض على "خديجة جنكيز"
البعض الآخر وجد في خطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز خصماً، وراح يسخر من إطلالتها تارة ويحرّض عليها تارةً أخرى.
الاخونجي الهارب. " محمد محسوب " طلع هو المتنكر بلبس نسائي ومسمي نفسه خديجة خطيبة خاشقجي – ملامح الوجه ذكوري مع مكياج وبودرة لتنعيم الوجه pic.twitter.com/MF6dFKR2vS
— الدكتور صالح الحمادي (@salehalhmadi) October 10, 2018
بل وصل الأمر لحد السخرية من مظهرها؛ إذ شبهوها بالمعارض المصري محمد محسوب، موجِّهين لها اتهامات بأنها رجل متنكر في زي امرأة!
ما هو لغز المرأة الغامضة خديجة جنجيز
في #مسرحية_جمال_خاشقجي ؟ pic.twitter.com/WLUuqM1HzJ— علي الغفيلي (@alialgofaily) October 8, 2018
حركة مريبة في حساب #جمال_خاشفجي على تويتر .. حذف تغريدات ، وإضافة وحذف أشخاص من الفلوينق .. تم حذف أكثر من 130 تغريدة من الحساب من بعد اختفاءه بيومين وحذف 11 شخص من المتابعة وإضافة 3 أشخاص !!
الإجابة عند خديجة ✋🏻 pic.twitter.com/64pdeMBmRm— طراد الأسمري (@alasmari) October 11, 2018
الاخونجي الهارب. " محمد محسوب " طلع هو المتنكر بلبس نسائي ومسمي نفسه خديجة خطيبة خاشقجي – ملامح الوجه ذكوري مع مكياج وبودرة لتنعيم الوجه pic.twitter.com/MF6dFKR2vS
— الدكتور صالح الحمادي (@salehalhmadi) October 10, 2018
التحريض لم يقتصر على روّاد الشبكات الاجتماعية؛ إذ نشر موقع "العربية" السعودي تقريراً اتهم فيه 3 أشخاص بتأجيج ما وصفها بـ "الفتنة" بين تركيا و السعودية.
وعرَّض الموقع بخديجة جنكيز، والكاتب الصحافي توران كشلاكجي مدير "بيت الإعلاميين العرب" في تركيا، ومراسل قناة "الجزيرة" جمال الشيال.
وكان الصحافي السعودي جمال خاشقجي دخل إلى قنصلية بلاده في إسطنبول الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ولم يخرج. ومنذ اختفائه، تتوالى الروايات المتناقضة عن مصيره.
وسرَّبت الصحف التركية معلومات، كلها تدعم رواية تصفية خاشقجي على يد فريق مكون من 15 عميلاً سعودياً، في ظل تواصل التهرب السعودي من تحمّل المسؤولية عن العملية.