نشرت شبكة "BBC" البريطانية تسجيلاً صوتياً، لم يُنشر من قبل، للكاتب جمال خاشقجي والذي يؤكد مسؤولون أتراك مقتله داخل قنصلية السعودية في إسطنبول.
وفي التسجيل يُعلق خاشقجي على حملة معتقلي الرأي -على ما يبدو- في السعودية، ويقول: "إن من تم اعتقالهم لم يكونوا حتى معارضين!".
وقال: "أنا الآن أعيش متنقلاً بين واشنطن وإسطنبول ولا أظن أنه سيكون بمقدوري العودة إلى السعودية".
يقول الشخص الذي يجلس مع جمال في استوديو الـ "بي بي سي": "لماذا؟"، فيردّ الأخير: "عندما أسمع باعتقال صديق من أصدقائي لم يرتكب ما يستوجب القبض عليه فإن هذا يجعلني أميل إلى عدم العودة. أنا أتكلم، لكن صديقي الذي اعتقلوه لم يكن حتى يتكلم، ربما أبدى مجرد انتقاد لشيء ما خلال تجمّع على العشاء! هذا ما صرنا إليه في السعودية. لم نكن هكذا قط".
الشخص الذي يقابل جمال يردّ: "هل تعني أن الأشخاص صاروا يشي بعضهم ببعض؟ قد تذهب تلبية لدعوة عشاء وتقول شيئاً ما فيُساء فهمه!".
يقول جمال في المقابلة رداً على السؤال السابق: "نعم.. الناس يتساءلون: لماذا ألقي القبض على فلان وفلان، مؤخراً اعتقلت السلطات أحد كتاب المقالات وهو خبير اقتصادي سعودي مقرب من الأسرة الحاكمة. هذا أرعب الكثيرين لأننا نتحدث هنا عن شخص قريب من الحكومة".
وأضاف: "لا أستطيع أن أصف المعتقلين بأنهم معارضون، إنما هم أصحاب رأي".
وقال: "حتى الآن أنا لا أصف نفسي معارضاً، أنا كاتب، أريد بيئة حرة لأكتب وأعبر عن رأيي، وهذا ما أفعله في (صحيفة) واشنطن بوست، لقد منحوني منصة للكتابة بِحُرية".
وتابع: "كما قال أحد ملوك إنكلترا سابقاً، ما يتأثر به الشعب، يجب أن يناقش من قِبَل الشعب، لكن التحول الكبير الذي يحصل في السعودية لم يتم نقاشه مع أحد، الأمير (محمد بن سلمان) يفاجئ الجميع بمشاريع مليونية ضخمة جداً لم تناقش من قِبل البرلمان أو في الصحف حتى".
وقالت شبكة "بي بي سي" إنها سجلت هذا التسجيل للكاتب السعودي قبل ثلاثة أيام من اختفائه، حيث حضر خاشقجي مؤتمراً في لندن أعقب ذلك، ذهابه إلى استوديو Newshour في الـ "بي بي سي" لإجراء مقابلة معه.
وقالت الـ "بي بي سي" في تعليقها على التسجيل: قبل بدء التسجيل المقرر حول عملية السلام في الشرق الأوسط، سألناه عما إذا كان يعتقد أنه سيعود إلى المملكة العربية السعودية.
وأضافت: لا نبث في العادة محادثات الضيوف خارج الهواء سواء قبل أو بعد البرنامج، لكننا قررنا إجراء استثناء، في ضوء الظروف الحالية.