أعلن تلفزيون النهار الخاص في الجزائر، الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أنه تم توقيف رئيس تحرير من طرف ضباط استخبارات أمام مقر القناة، كما ظهر في الصور التي بثتها القناة، قبل أن يطلق سراحه بأمر من النيابة.
وأكد مصدر أمني توقيف الصحافي إسماعيل جربال بسبب مقال انتقد فيه مدير المصالح الأمنية (جهاز الاستخبارات التابع لرئاسة الجمهورية) عثمان طرطاق، نشره في موقع "ألج24″، التابع لمجمع النهار الذي يضم أيضاً صحيفة يومية وموقع "النهار أون لاين".
اعتقال صحفي في تلفزيون النهار بسبب مقال "أزعج مدير المخابرات"
وبثَّ تلفزيون النهار صوراً لكاميرا المراقبة الخاصة بالقناة، تظهر أشخاصاً "يوقفون رجلاً ويقتادونه نحو سيارة قبل الانطلاق بسرعة فائقة". وظهر في الصور شرطيان بالزي الرسمي من الحراسة الموجودة في مكان غير بعيدٍ عن مقرِّ التلفزيون الخاص، حاولا التدخل لكن أحد الضباط حدَّثهما فتراجعا.
وفي شريط الأخبار العاجلة قال التلفزيون "المخابرات هدَّدت (الإثنين) باعتقاله بسبب مقال أزعج مدير المخابرات (الذي) طلب حذفه".
كما جاء في الشريط "الصحافي إسماعيل جربال من أبرز صحافيي النهار، ويشغل منصب رئيس التحرير. جربال كان يمجد ويثني على إنجازات رئيس الجمهورية في كل مقالاته الصحافية".
وذكر موقع "كل شيء عن الجزائر" أن الصحافي إسماعيل جربال نشر مقالاً عبر موقع "alg 24″، يقارن فيه بين رئيس المخابرات السابق الجنرال توفيق، وبين الرئيس الحالي بشير طرطاق، بشأن أزمة البرلمان، المقال تحت عنوان "أين ذهبت مصالح الاستعلامات"، حيث لاحظ الصحافي أنه خلال فترة الجنرال توفيق كانت دائرة الاستعلام والأمن تقوم بالوساطات في مثل هذه الصراعات، ونقل شهادات لنواب تساءلوا أين هي مصالح بشير طرطاق.
قبل أن تتدخل الرئاسة الجزائرية للإفراج عنه
وبعد حوالي ساعتين نشر مدير تلفزيون النهار أنيس رحماني، في تغريدة على تويتر: "اعتقال الزميل إسماعيل جربال من طرف مصالح المخابرات. انتهى. القانون يأخذ مجراه. أشكر السلطات العليا التي رفعت الظلم واتَّخذت الإجراءات القانونية اللازمة".
الحمد والشكر لله على سلامة الصحفي إسماعيل جربال الذي حررته العدالة من إعتقال تعسفي تم خارج الإجراءات القانونية. الشكر لله أولا وللرئيس المجاهد بوتفليقة الذي تدخل صونا للقانون وإحتراما للإصلاحات في القضاء التي وعد بها. أشعر براحة الآن أن القانون يعلو ولا يعلى عليه حمدا وشكرا لله pic.twitter.com/cUzXivZPt6
— Anis Rahmani أنيس (@anisrahmanidz) October 9, 2018
وتابع: "أنا حزين لما يحدث منذ أمس من تهديد ووعيد، لم أكن أرغب في رؤية مثل هذه الأشياء الفظيعة في الجزائر. ثقتي في الرئيس (عبدالعزيز) بوتفليقة كبيرة".
تهمة إهانة الرئيس الجزائري وشقيقه
وقبل إطلاق سراحه، بثَّ تلفزيون النهار مكالمة هاتفية بين أنيس رحماني ومدير مركز للتحريات المركزية، التابع لمديرية الاستعلام، وهي المكالمة التي تمَّت على الأرجح ليلة الإثنين، 8 أكتوبر/تشرين الأول، حيث يتطرَّق أنيس رحماني مع محدِّثه المدعو "إسماعيل" بقضية التقرير الذي كتبه الصحافي إسماعيل جربال.
وقال رحماني في تلك المحادثة: "أرسل له استدعاء عن طريق العدالة.. أنا مصدوم، لقد أهانوا السعيد (بوتفليقة) ولم يتحرك أحد، لقد أهانوا رئيس الجمهورية ولم يتحرك أحد، وعندما نقوم بمقارنة بين توفيق وبشير فهي نهاية العالم"، قبل أن يطلب منه محاوره حذف المقال، وهو ما ردَّ عليه أنيس رحماني بالرفض.
وقال رحماني أيضاً: "أنا لن أحذفه (المقال)، إنه يطلب الكثير (بشير طرطاق)، أؤكد الآن أنه يعاني من مشكلة مع النهار"، قبل أن يضيف "لن أسمح لأي شخص بالاقتراب مني، بشير ذهب بعيداً، وسيندم على ذلك، قل له أن يتوقف عن هذا، أعطني شيئاً واحداً في المقال يمس بالجهاز وسأحذفه، أموت ولن أحذفه".
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أنه بحسب منظمة "مراسلون بلا حدود" التي تهتم بحرية الصحافة، فإن "حرية الإعلام (…) مهددة" في الجزائر، التي تحتل المركز 136 بين 180 دولة في هذا المجال. وكانت محكمة في بجاية (شرقي الجزائر) حكمت على مدون بالسجن عشر سنوات بتهمة "التخابر مع قوة أجنبية"، بعد نشر حوار مع دبلوماسي إسرائيلي.