تعليقاً على خبر وكالة رويترز عن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، قال مدير تحرير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، فريد هيات: "لو كانت أنباء مقتل جمال صحيحة، فهذا عمل فظيع، ولا يمكن تصوُّره".
وأضاف هيات في تصريحات صحافية، الأحد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن "خاشقجي كان صحافياً شجاعاً، ونأمل أن يكون كذلك في الوقت الحالي، وكان يكتب بحب عميق لبلده، ولكرامة وحرية الإنسان، وكان يحظى باحترام في بلده والشرق الأوسط والعالم، وكُنا نشعر بفخر كبير لنشر كتاباته".
من جانبه، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، كريس مورفي، في تغريدة له على حسابه بموقع تويتر: "ينبغي أن تنتهي علاقاتنا مع المملكة العربية السعودية بقطيعة كاملة، في حال كان خبر استدراج السعوديين شخصاً يعيش بالولايات المتحدة إلى قنصليتهم وقتله هناك".
وكان مورفي قال في تغريدة سابقة، إنه "على السعودية أن توضح على الفور ما حلّ بخاشقجي، الكاتب في (واشنطن بوست)".
15 سعودياً، بينهم مسؤولون، وصلوا إلى إسطنبول على متن طائرتين
وذكرت مصادر أمنية تركية، السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أن 15 سعودياً، بينهم مسؤولون، وصلوا إلى إسطنبول على متن طائرتين، وانتقلوا إلى القنصلية السعودية بالتزامن مع وجود الصحافي السعودي جمال خاشقجي فيها.
وأضافت المصادر، لـ"الأناضول"، أن المسؤولين عادوا لاحقاً إلى البلدان التي قدموا منها.
وأكدت أن خاشقجي لم يخرج من القنصلية بعد دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج.
والسبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلنت نيابة إسطنبول العامة فتح تحقيق في قضية اختفاء خاشقجي.
بدورها، أوضحت مصادر في النيابة العامة، لـ"الأناضول"، أنها فتحت التحقيق في الـ2 من أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو اليوم الذي دخل فيه خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول ولم يخرج.
والأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2018، استدعت الخارجية التركية السفير السعودي في أنقرة، وليد بن عبد الكريم الخريجي؛ للاستفسار عن وضع خاشقجي.
يشار إلى أن متحدث الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، قال الأربعاء، إن المعلومات التي وردتهم إلى الآن تفيد بوجود خاشقجي بالقنصلية، في حين قالت القنصلية من جانبها إنه "غادر" المبنى بعد إنهاء معاملة خاصة به.
تبعات مقتل خاشقجي
وإذا تأكد ذلك، حسب صحيفة Newyork Times، فإن عملية القتل قد تؤدي إلى فضيحة دولية للسعودية، وتشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لولي عهد المملكة، الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر 33 عاماً، والذي وصف نفسه بأنه يقوم بإصلاحات اجتماعية في المملكة.
وأنكر المسؤولون السعوديون أنهم احتجزوا خاشقجي في القنصلية، وقالوا إنهم لا يعرفون مكانه. وفي بيان صدر ليلة السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وصف المسؤولون بالسفارة السعودية في واشنطن مزاعم قتله بأنها "لا أساس لها".
ورغم تدبير ولي العهد السعودي اختطاف رئيس وزراء لبنان، وقيامه بشن حرب في اليمن وإقدامه على حبس مئات من الشخصيات السعودية البارزة في فندق فخم بالرياض، لم تتأثر علاقة الأمير بالغرب، وضمن ذلك حكومة الولايات المتحدة، التي تبنَّت سياساته الاقتصادية والإصلاحات الاجتماعية المحدودة، بحسب الصحيفة الأميركية.
وترى صحيفة Newyork Times الأميركية أن مقتل خاشقجي في تركيا -إذا تأكد- فإنه يمكن أن يغيّر كل ذلك. ومن المرجح أن يُنظر إليه على نطاق واسع، على أنه انتهاك للمعايير الدولية وتصعيد خطير لما وصفه المنتقدون بجهود الأمير محمد المتهورة لتعزيز سلطته وطرد المعارضة في الداخل والخارج.