مزقت لوحة ملك الفنان البريطاني مجهول الهوية بانكسي نفسها في اللحظة التي بيعت فيها في مزاد لدار سوذبيز بأكثر من مليون جنيه إسترليني أمس الجمعة 5 أكتوبر/تشرين الأول 2018
وقالت دار المزادات الشهيرة إن لوحة "فتاة مع بالون" التي تعد أحد أشهر أعمال بانكسي خرجت عن إطارها مروراً بآلة لتمزيق الورق مخبأة داخل الإطار في الوقت الذي هوت فيه المطرقة لتعلن بيع اللوحة مقابل 1042000 جنيه إسترليني (1.37 مليون دولار) وهو مبلغ يعادل السعر القياسي السابق الذي حققه الفنان.
ونشر بانكسي صورة على تطبيق إنستغرام لجمهور مصدوم أثناء مشاهدة اللوحة وهي تتمزق إلى منتصفها تقريباً وكتب تعليقاً يقول "ها هي تضيع، تضيع، ضاعت..".
وقالت دار سوذبيز إن هذه "بالتأكيد" أول مرة يمزق فيها عمل فني نفسه عقب بيعه في المزاد.
ولم يتسن الحصول بعد على تعقيب من دار المزادات على مكان ما تبقى من اللوحة أو كيف اختلفت قيمتها في ضوء تدميرها الذاتي.
ويشتهر بانكسي، الذي يطلق على نفسه هذا الاسم ولا تعرف هويته الحقيقية، برسوم جدارية ساخرة في الهواء الطلق لها موضوعات سياسية منها رسوم على الجدار العازل الذي بنته إسرائيل بالضفة الغربية المحتلة ودمية هوائية بالحجم الطبيعي في هيئة أحد معتقلي خليج غوانتانامو وضعها في أحد متنزهات ديزني لاند.
وأصبحت أعمال بانكسي قيمة جداً بعدما كان يوماً فنان جرافيتي مغموراً من مدينة بريستول بإنكلترا.
يذكر أن الفنان بانسكي، مجهول، ولا يعرف أحد من هو، وكل ما يُعرف عن هويته أنه فنان بريطاني من مواليد بريستول عام 1974. وقد انتشرت أعماله ولمع نجمه في أواخر التسعينيات.
غموض بانكسي بهذه الطريقة لغز حقيقي، فكيف لفنان أن يبتعد عن الأضواء لهذه الدرجة، تاركاً شهرة أعماله العالمية بلا صاحب، وكيف له أن يترك رسوماته تُباع بملايين الجنيهات، يحصدها غيره، لقد فاز بانكسي عام 2007 بجائزة أعظم فنان يعيش في بريطانيا، ولم يحضر لتسلم الجائزة كما توقع الجميع.
الفضول دفع محبي أعمال بانكسي لمحاولة التعرف إليه، والاسمانِ اللذان يرجح الباحثون عنه أنه أحدهما هما روبرت بانكس أو روبن غونينغام، وهو الذي يجمع أغلب الناس على كونه بانكسي، وهو فنانٌ وُلد في بريستول أيضاً عام 1973، وانتقل إلى لندن في عام 2000 مع بداية انتشار أعمال بانكسي هناك. ويقترن اسم غونينغام باسم بانكسي في الغالب إذا ما حاولت البحث عنه من خلال جوجل.
عُرفت أعمال بانكسي في العالم العربي أيضاً، فأعماله تُظهر موقفه من الصراع العربي- الإسرائيلي. وقد رسم في أحد أعياد الميلاد السيدة مريم ويوسف النجار، وهما يواجهان جدار الفصل في طريقهما إلى بيت لحم. وقبل أحد عشر عاماً زار المنطقة، ورسم على الجدار العازل رسوماً عديدة لها نفس ذات المغزى