تصريح جديد للقنصلية السعودية حول اختفاء الصحافي جمال خاشقجي

عربي بوست
تم النشر: 2018/10/04 الساعة 05:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/10/04 الساعة 11:55 بتوقيت غرينتش

زادت القنصلية السعودية في إسطنبول من غموض قصة اختفاء الصحفي جمال خاشقجي وقالت إنها "تقوم بإجراءات المتابعة والتنسيق مع السلطات المحلية التركية الشقيقة لكشف ملابسات اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية" بعد ساعات من حديث الجانب التركي بأن الرجل لم يغادر مبنى القنصلية.

القنصلية: "إننا تتابع ما ورد في وسائل الإعلام عن اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي بعد خروجه من مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول".

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية قال الأربعاء، 3 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إن الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي لا يزال داخل قنصلية المملكة.

وقال المتحدث إبراهيم كالن إن السلطات التركية على اتصال مع المسؤولين السعوديين، معبراً عن أمله في حل الوضع.

وفي الوقت نفسه، نفى مصدر سعودي -لم تسمه وكالة رويترز- أن يكون خاشقجي داخل مقر القنصلية، مشيراً إلى أن الإعلامي السعودي أجرى معامته الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، ثم غادر.

دليل جديد من الشرطة

وفجَّرت الشرطة التركية معلومة قد تُضعف من رواية الرياض بشأن خروج خاشقجي من مقر القنصلية.

وبحسب مراسل قناة "الجزيرة مباشر"، فإن الشرطة التركية أفادت بأن الصور والمقاطع التي قدمتها لها القنصلية السعودية بشأن الواقعة، لا تعود إلى الثلاثاء (أمس)؛ بل تعود إلى الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018، حينما زار خاشقجي القنصلية لإجراء المعاملة.

ونفت خطيبة خاشقجي، السيدة خديجة جنجيز، أن يكون الكاتب السعودي قد غادر مقر القنصلية؛ بل تم احتجازه بالداخل.

وقالت جنجيز، التي تحمل الجنسية التركية، لـ"عربي بوست"، إن الإعلامي السعودي كان على موعد مع قنصلية بلاده، للحصول على ورقة تفيد بأنه غير متزوج؛ حتى يمكن له أن يتزوج في تركيا.

هكذا ذهب خاشقجي إلى القنصلية

وأضافت خديجة أن خاشقجي اتّصل، صباح الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بالقنصلية السعودية في إسطنبول، للحصول على هذه الورقة التي قدَّم عليها، يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول 2018. وفور الرد عليه، طلب منه موظفو القنصلية الانتظار بعض الوقت.

وتابعت: "بعدها تلقَّى خاشقجي اتصالاً من القنصيلة يفيد بأن الورقة جاهزة، ويمكنه أن يتسلمها في أي وقت"، فاتفقا على أن يصل إلى مقر القنصلية الساعة الواحدة ظهراً، وهو ما حدث بالفعل.

وبحسب السيدة التركية، ذهب خاشقجي معها إلى منطقة "بيبك"، التي توجد بها القنصلية السعودية، وترك هاتفه المحمول معها، وتواعدا أن يلتقيا بعد أن يُنهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية تركها فيه.

وبعد مرور أكثر من ساعتين لم يأتِ خاشقجي، فذهبت السيدة التركية إلى مقر القنصلية وسألت عنه، فقالوا حينها إنه أنهى معاملته بعد وقت قصير وغادر القنصلية.

وعقب هذا الأمر، تواصلت السيدة التركية مع الأجهزة الأمنية لفهم ما حدث، وبعدها فتحت الشرطة التركية تحقيقاً في الواقعة، ولم تعلن أي جهة رسمية سعودية أو تركية عن أي معلومة حتى الآن.

وأشارت خطيبة خاشقجي إلى أن الأجهزة الأمنية التركية وعدتها بحل المشكلة، والتوصل إلى الإعلامي السعودي في أقرب وقت.

بسبب آرائه

وكتب الباحث في الشأن الخليجي سايمون هندرسون: "قد يكون خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، حيث ذهب للحصول على وثيقة، أو تم نقله جواً إلى المملكة العربية السعودية".

وأضاف في مقال نشره بموقع معهد واشنطن أن الخطيئة المحتملة لخاشقجي هي انتقاد وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإن كان ذلك بصورة غير مباشرة. ففي مقابلة أجرتها معه مجلة "الإيكونوميست"، قال خاشقجي: "أنا أكتب مقالة في سبيلها إلى الصدور، أُشير فيها إلى سبب احتياج محمد بن سلمان إلى صحافة حرة. فولي العهد يشارك في تحول اقتصادي كبير. وبما أنه لا يوجد شخص يجادل هذا التحوّل، [أو] يناقشه، فلن يرى ولي العهد عيوب هذه التحوّلات".

وقد أظهر خاشقجي -وفق هندرسون- بعض التعاطف مع الإسلام السياسي أيضاً. ففي مقالته في "الواشنطن بوست"، في 28 آب/أغسطس، كتب: "لا يمكن أن يكون هناك إصلاح سياسي وديمقراطي في أي بلد عربي دون القبول بأن الإسلام السياسي يشكل جزءاً منه. يبدو الأمر واضحاً.. إن السبيل الوحيد لمنع الإسلام السياسي من لعب دور في السياسة العربية هو إلغاء الديمقراطية، التي تحرم المواطنين أساساً من حقهم الأساسي في اختيار تفضيلاتهم السياسية".

وأضاف: "إذا تم التأكد من أنه قد تم احتجاز خاشقجي و/ أو إعادته جواً إلى السعودية، فمن الواضح أن محمد بن سلمان لم يأخذ في عين الاعتبار الآثار المحتملة لهذه الخطوة في واشنطن، حيث يعيش خاشقجي. وقد يقلل بن سلمان أيضاً من تأثير هذه الإجراءات على مناخه الاستثماري، فهو يريد استثمارات غربية ويحتاج إليها. أما المستثمرون فقد يرحبون بحكومة قوية، لكنهم لا يحبون عدم القدرة على التنبؤ وأي شيء قد يزعج حملة الأسهم. لذا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما الذي يفكر فيه بن سلمان؟ وكما قال لي دبلوماسي أوروبي: "أنا أعلم ما يقوله محمد بن سلمان. لكن لا أعلم ما الذي يفكر فيه".

تحميل المزيد