في أول رد رسمي من الرياض بشأن واقعة اختفاء الإعلامي جمال خاشقي بعد زيارته مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، قال مسؤول سعودي الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إن خاشقجي زار بالفعل مقر القنصلية ثم غادر بعدها.
وأضاف المسؤول السعودي لرويترز، أن التقارير الصحافية الواردة من واشنطن عن فقد الكاتب السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول بول "كاذبة".
والتزمت الرياض الصمت لنحو يوم كامل عقب الإعلان عن اختفاء الكاتب السعودي، فيما قال مسؤولون أتراك إن خاشقجي لازال في الأراضي التركية.
ومن جانبها نفت خطيبة الكاتب السعودي جمال خاشقجي تعليق المسؤول السعودي بأن الكاتب السعودي غادر القنصلية.
ومنذ الرابعة من ظهر أمس الثلاثاء، ويكتنف الغموض مصير الإعلامي السعودي بعد زيارته لمقر قنصلية بلاده في إسطنبول من أجل الحصول على ورقة عائلية.
وصباح الأربعاء قال مسؤولون كبار في الحكومة التركية، إن خاشقجي موجود حالياً في القنصلية السعودية في إسطنبول.
تحرّك أمني تركي
على المستوى التركي، فتحت الشرطة تحقيقاً في ادعاءات باختفاء خاشقجي بعد ساعات من دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول للحصول على وثائق عائلية.
وقامت الشرطة التركية بنشر حواجز حديدية على كافة مداخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول، فيما ساد الهدوء محيط القنصلية، وخلا المكان من تواجد أي أحد، سواء من ذوي خاشقجي أو حتى الأمن التركي، باستثناء موظف سعودي كان يقف على بوابتها الرئيسية.
وكانت خطيبة خاشقجي السيدة خديجة، التي تحمل الجنسية التركية، قالت لـ "عربي بوست"، إن الإعلامي السعودي كان على موعد مع قنصلية بلاده، من أجل الحصول على ورقة تفيد بأنه غير متزوج، حتى يمكن له أن يتزوج في تركيا.
وأضافت خديجة أن خاشقجي اتّصل صباح الثلاثاء بالقنصلية السعودية في إسطنبول، من أجل الحصول على هذه الورقة التي قدم عليها، يوم الجمعة الماضي، وفور الرد عليه طلب منه الموظفون في القنصلية الانتظار لبعض الوقت.
وتابعت: بعدها تلقَّى خاشقجي اتصالاً من القنصيلة يفيد بأن الورقة جاهزة، ويمكنه أن يتسلمها في أي وقت، فاتفقا على أن يصل إلى مقر القنصلية الساعة الواحدة ظهراً، وهو ما حدث بالفعل.
وبحسب السيدة التركية ذهب خاشقجي وخطيبته إلى منطقة "بيبك"، التي توجد بها القنصلية السعودية، وترك خاشقجي هاتفه المحمول مع خطيبته وتواعد معها أن يلتقيها بعد أن ينهي معاملته، في مكان قريب من مقر القنصلية تركها فيه.
وبعد مرور أكثر من ساعتين لم يأت خاشقجي، فذهبت السيدة التركية إلى مقر القنصلية وسألت عنه، فقالوا حينها إنه أنهى معاملته بعد وقت قصير وغادر القنصلية.
وعقب هذا الأمر تواصلت السيدة التركية مع الأجهزة الأمنية من أجل فهم ما حدث، وبعدها فتحت الشرطة التركية تحقيقاً في الواقعة، ولم تعلن أي جهة رسمية سعودية أو تركية عن أي معلومة حتى الآن.
وأشارت خطيبة خاشقجي إلى أن الأجهزة الأمنية التركية وعدتها بحل المشكلة، والتوصل إلى الإعلامي السعودي في أقرب وقت.