أغلقت صناديق الاقتراع في انتخابات برلمان إقليم شمال العراق عصر الأحد، بنسبة مشاركة أولية ما بين 45 و50 في المائة، حسب مصدر بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات.
وأعلن حزب كردي ذو نفوذ في شمال العراق إنه لن يعترف بنتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت اليوم الأحد مما يزيد الغموض السياسي في منطقة لا تزال مرتبكة منذ محاولة فاشلة للاستقلال عن العراق قبل عام.
وقال حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إن قراره بتجاهل نتائج الانتخابات، التي لم تعلن بعد، اعتمد على ما وصفه بالتلاعب في عملية التصويت.
ويتنافس الحزب مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في الانتخابات في أجواء يشوبها تنامي الاستياء من مزاعم فساد وصعوبات اقتصادية.
وفي ظل معارضة ضعيفة فإن من المتوقع أن يستمر الحزبان الرئيسيان في اقتسام السلطة في إقليم كردستان العراق شبه المستقل الذي يقطنه ستة ملايين نسمة.
ونجح مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في الاحتفاظ بقاعدة تأييد رغم سحق الحكومة في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال مما أسفر عن فقدان الإقليم الكردي لأراض وتقليص استقلاله الاقتصادي.
وتشير الانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين.
وتصاعدت نبرة الانتقاد للمؤسسة الكردية الحاكمة التي تهيمن عليها أسرتا برزاني والطالباني منذ عشرات السنين لكن ضعف المعارضة يشير إلى أن الناخبين قد يتمسكون بالوضع القائم.
وقالت حليمة أحمد (65 عاماً) وهي تسير متكئة على عصاها في مدينة أربيل مقر حكومة إقليم كردستان العراق "لا أعلم لمن سأدلي بصوتي لكن عائلتنا كانت دوماً مؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني. ابني سيختار لي مرشحاً".
ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 72 ساعة. ويضم برلمان الإقليم 111 مقعداً منها 11 مقعداً للأقليات العرقية.
الإقبال على الانتخابات البرلمانية كان ضعيفاً
وقالت المفوضية العليا للانتخابات ظهر اليوم إن نسبة الإقبال على التصويت تراوحت بين 16 و23 بالمئة في المحافظات المختلفة بمنطقة كردستان.
وفي مركز اقتراع داخل إحدى مدارس الفتيات قال أحد العاملين بالمركز إن الإقبال حتى الساعة الثالثة (1200 بتوقيت غرينتش) كان أقل من 35 في المئة.
وقال محام ومراقب مستقل إن نسبة الإقبال كانت ضعيفة للغاية.
وتقلصت أعداد من يقبلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة في الإقليم الغني بالنفط بعدما قوضت سنوات من الجمود السياسي وتوقف صرف الرواتب والفساد الثقة في العملية السياسية.
وقال مراقبون من حزبين معارضين إن بعض الأشخاص حاولوا التصويت باستخدام بطاقات هوية مزيفة لكن جرى منعهم. ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من التحقق من صحة هذه الواقعة.
وكان أداء الأحزاب الكردية ضعيفاً في الانتخابات العامة العراقية التي جرت في مايو/أيار وسط مزاعم عديدة اتهمت الحزبين الرئيسيين بالتزوير ولم تتأكد عند إعادة فرز الأصوات فيما بعد.
وضعفت حركة التغيير الكردية (كوران) التي تمثل المعارضة الرئيسية بسبب صراعات داخلية ووفاة مؤسسها وزعيمها نيجيرفان مصطفى العام الماضي.
كانت الانتخابات البرلمانية انطلقت، الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، في إقليم كردستان العراق بعد عام من استفتاء على الاستقلال، قادَه مسعود برزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، باءت محاولته بالفشل في منطقة الحكم الذاتي التي تكافح اليوم لتحسين وضعها الاقتصادي.
وتأتي هذه الانتخابات التشريعية، عشية الاستحقاق الكبير للأكراد في بغداد، حيث ينتخب البرلمان الاتحادي الإثنين رئيساً للجمهورية، المنصب المخصص للأكراد في العرف السياسي منذ 2005.
ويصوت في هذه الانتخابات التي تستمر حتى الساعة 18,00 (15,00 ت غ)، نحو 3 ملايين ناخب، لاختيار 111 نائباً في برلمان كردستان من أصل 673 مرشحاً ينتمون إلى 29 كياناً سياسياً