انطلقت، الأحد 30 سبتمبر/أيلول 2018، في إقليم كردستان العراق عملية انتخاب برلمان جديد، بعد عام من استفتاء على الاستقلال، قادَه مسعود برزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، باءت محاولته بالفشل في منطقة الحكم الذاتي التي تكافح اليوم لتحسين وضعها الاقتصادي.
وتأتي هذه الانتخابات التشريعية، عشية الاستحقاق الكبير للأكراد في بغداد، حيث ينتخب البرلمان الاتحادي الإثنين رئيساً للجمهورية، المنصب المخصص للأكراد في العرف السياسي منذ 2005.
ويصوت في هذه الانتخابات التي تستمر حتى الساعة 18,00 (15,00 ت غ)، نحو 3 ملايين ناخب، لاختيار 111 نائباً في برلمان كردستان من أصل 673 مرشحاً ينتمون إلى 29 كياناً سياسياً.
ومن المتوقع أن تظهر النتائج الأولية للانتخابات خلال 72 ساعة، بحسب ما قالت المفوضية العليا للانتخابات في الإقليم لوكالة فرانس برس.
قاعدة تأييد للبرزاني
واحتفظ برزاني بقاعدة تأييد رغم سحق الحكومة في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال، وهو ما أسفر عن فقدان الإقليم الكردي لأراضٍ، وتقليص استقلاله الاقتصادي.
وتصاعدت نبرة الانتقاد للمؤسسة الكردية الحاكمة، التي تهيمن عليها أسرتا برزاني والطالباني منذ عشرات السنين، لكن ضعف المعارضة يشير إلى أن الناخبين قد يتمسَّكون بالوضع القائم.
وقالت حليمة أحمد (65 عاماً) وهي تسير متكئة على عصاها في مدينة أربيل، مقرّ حكومة إقليم كردستان العراق "لا أعلم لمن سأُدلي بصوتي، لكن عائلتنا كانت دوماً مؤيدةً للحزب الديمقراطي الكردستاني. ابني سيختار لي مرشحاً".
والانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشير إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين.
وقالت المفوضية العليا للانتخابات، ظهر اليوم، إن نسبة الإقبال على التصويت تراوحت بين 16 و23% في المحافظات المختلفة بمنطقة كردستان.
وتقلَّصت أعداد مَن يُقبِلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة، في الإقليم الغني بالنفط، بعدما قوَّضت سنواتٌ من الجمود السياسي، وتوقُّف صرف الرواتب، والفساد الثقةَ في العملية السياسية.
ومن المقرَّر أن تغلق مراكز الاقتراع أبوابَها في الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (1500 بتوقيت غرينتش). ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 72 ساعة. ويضم برلمان الإقليم 111 مقعداً، منها 11 مقعداً للأقليات العرقية.
كان أداء الأحزاب الكردية ضعيفاً في الانتخابات العامة العراقية، التي جرت في مايو/أيار، وسط مزاعم عديدة اتَّهمت الحزبين الرئيسيين بالتزوير، ولم تتأكد عند إعادة فرز الأصوات فيما بعد.
وضعفت حركة التغيير الكردية (كوران)، التي تمثل المعارضة الرئيسية بسبب صراعات داخلية، ووفاة مؤسسها وزعيمها نيجيرفان مصطفى، العام الماضي.
وقال عمر محمود عبدالله (52 عاماً) في مركز اقتراع في مدرسة شيرين في السليمانية، معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني: "قصدت أن أدلي بصوتي مبكراً. أعطيت صوتي لكوران، وآمل أن يتحقق الأفضل".
وفي مركز اقتراع آخر في السليمانية، قال المحامي حسن دالوش (65 عاماً) أيضاً، إنه سيعطي صوته للمعارضة.
وأضاف: "لدي شعور طيب تجاه هذه الانتخابات إذا لم تزوَّر، لكن الحزبين الموجودين في السلطة يرغبان دائماً في التزوير، فهو السبيل الوحيد لبقائهما في السلطة".
وتابع: "لن أصوّت أبداً لهما، اليوم أعطيت صوتي للمعارضة".
وكان الاستفتاء على الاستقلال، في سبتمبر/أيلول 2017، قد وعد بوضع الأكراد على مسار إقامة وطن لهم، وصوَّت نحو 93% لصالح الاستقلال، رغم الضغوط من الحكومة المركزية في بغداد، والتهديدات من تركيا وإيران المجاورتين.
ورغم ذلك أبدى بعض الناخبين تفاؤلاً بالمستقبل. فوصل سالار كريم إلى مركز الاقتراع برفقة زوجته وطفليه، وجميعهم يرتدون أفضل ثيابهم للمناسبة.
وقال كريم (50 عاماً): "هذا يوم تاريخي للأكراد"، وأضاف: "ننتخب برلماننا وهذا واجبنا، لدي شعور طيب تجاه اليوم".