غادر وفد من حركة "حماس"، السبت 29 سبتمبر/أيلول، قطاع غزة إلى العاصمة المصرية القاهرة عبر معبر رفح البري، جنوبي القطاع، من أجل مناقشة جهود المصالحة الفلسطينية
وقال المكتب الإعلامي للمعبر (تابع للسلطة الفلسطينية) في بيان، نقلته وكالة الاناضول إن "وفداً من حركة حماس غادر قطاع غزة عبر معبر رفح إلى الجانب المصري"، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، أفاد مصدر فلسطيني مقرّب من الوفد بأن الأخير سيبحث مع المخابرات المصرية عدة ملفات من بينها التهدئة مع إسرائيل وجهود المصالحة الفلسطينية.
وذكر المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن الوفد ضم كلاً من أعضاء المكتب السياسي لـ"حماس": خليل الحية، وروحي مشتهى، ونزار عوض الله، إضافة للقيادي بالحركة طاهر النونو.
وفي 23 الجاري، قال المتحدث باسم "حماس"، سامي أبوزهري، خلال لقاء عقدته مؤسسة "بيت الصحافة" (غير حكومية) بغزة، إن وفداً من الحركة سيتوجه قريباً إلى القاهرة تلبية لدعوة من مصر لاستكمال الحوارات مع جهاز المخابرات المصرية في إطار العلاقات الثنائية والملفات الفلسطينية".
والسبت الماضي، وصل وفد أمني مصري يضم اللواء أحمد عبدالخالق (مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات)، والقنصل المصري لدى فلسطين عبدالله شحادة، إلى غزة عبر معبر "بيت حانون" (إيريز)، شمالي القطاع، لبحث المصالحة الفلسطينية مع قيادة "حماس".
واتهم سامي أبوزهري في حديثه لوكالة فرانس برس حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس بـ"أنها معنية بتعطيل الجهود المصرية". وتابع: "موقف فتح واضح. إنها ترفض التهدئة وهي تعمل كل جهد من أجل تعطيلها رغبة من فتح لإبقاء الضغط على قطاع غزة".
وأضاف: "لن تستسلم حماس ومعها الفصائل للأمر الواقع. نحن أعطينا الدور المصري أبعد مدى للتوصل إلى تفاهمات في ملفي التهدئة والمصالحة".
وتتولى مصر بالتعاون مع مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف جهود الوساطة بين إسرائيل من جهة وحماس والفصائل الفلسطينية من جهة أخرى لأجل التوصل إلى تهدئة طويلة الأمد مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عقد على قطاع غزة.
وعلى الرغم من تأكيده على مفاوضات التهدئة، أشار أبوزهري إلى أن "هناك تصعيداً متزايداً في مسيرات العودة (على حدود قطاع غزة) وتوسيع مساحتها وتنوع أدواتها للضغط على الاحتلال، لأن استمرار الحصار غير مقبول".
وقتل شاب فلسطيني وأصيب نحو 90 آخرين بالرصاص والغاز المسيل للدموع في مواجهات اندلعت بين مئات المتظاهرين والجيش الإسرائيلي مساء الاثنين في منطقة السودانية الساحلية في شمال غرب قطاع غزة قرب الحدود مع إسرائيل.
وتقوم مجموعات تسمى "وحدات الإرباك الليلي" منذ أسابيع بالتظاهر قرب السياج الحدودي كل ليلة، بينما يواصل المتظاهرون الفلسطينيون احتجاجاتهم التي بدأت في 30 مارس/آذار الماضي قرب السياج للمطالبة بوقف الحصار على قطاع غزة، وبحق العودة.
وقتل 187 فلسطينياً منذ ذلك الحين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، وجندي إسرائيلي واحد.
واختتم وفد من "فتح" برئاسة عضو اللجنة المركزية للحركة، عزام الأحمد، في 19 سبتمبر/أيلول الجاري، زيارة إلى القاهرة استمرت 3 أيام، بحث خلالها مع المخابرات المصرية سبل إتمام المصالحة الفلسطينية