أثارت تظاهرات عمّالية في موقع مشروع مطار إسطنبول الجديد، جدلاً حول إمكانية افتتاح المطار في موعده.
فقد خرجت تظاهرات في يوم الجمعة 14 سبتمبر/أيلول، بعد تعرض باص لنقل العُمّال لحادث أسفر عن إصابة 17 عاملاً، وانضم إليها مئات العُمّال، لكنّ السلطات التركية تدخلت لاحتواء التظاهرات، واعتقلت عدداً من العمال المشاركين فيها بعد حدوث ما وصفته بـالاعتداءات”.
وقالت شركة “İGA” التي تدير مشروع بناء مطار إسطنبول الجديد، إنّ العُمّال شعروا بالضغط بعد اضطرارهم للانتظار تحت الأمطار في صباح 14 سبتمبر/أيلول، بسبب تأخر حافلات النقل.
لكن أوزغور كارابولوط، المدير العام لنقابة “ديف يابي إش” المُعارضة المعروفة بـ”DİSK”، قال في حديث لوكالة رويترز إن هذه التظاهرات كانت امتداداً لسلسلة شكاوى لدى العاملين في بناء المطار حول ظروف العمل، وذكر أن الشكاوى تنوعت بين الأجور والطعام وأماكن المعيشة ومستويات الأمان، مُحذراً من التأثير السلبي لذلك على موعد افتتاح المطار.
شكاوى من ظروف العمل
وقالت اتّحادات نقابية مُعارضة، في بيان لها يوم الأحد 16 سبتمبر/أيلول، إن العمال يشتكون من “تأخر دفع الأجور، وتدني جودة الطعام، وانتشار حشرات في أماكن المعيشة”، ووصفت موقع بناء المطار الجديد بأنه “يشبه المعسكرات”.
لكن غوكهان سينغول، مدير الاتصالات في شركة İGA، أكد أن إدارة الشركة التقت بالعُمّال وتعهّدت باتخاذ خطوات سريعة لحل هذه المشاكل، مؤكداً أن “العُمّال يعملون حسب الجدول الزمني المُحدّد، وليس هناك اضطراب في هذا الشأن”.
وعزا غوكهان تظاهرات يوم الجمعة، إلى “بعض المُستفزّين الذين جاؤوا إلى موقع العمل، مثل مُمثّلي النقابات العُمّالية”، مشيراً إلى أن الشركة “بدأت بتطوير بعض ظروف العمل مثل تعقيم الغرف وزيادة عدد حافلات نقل العمال من وإلى المشروع”.
“الدخلاء” سبب الشغب
وبعد ثلاثة أيام، أعلن والي إسطنبول واصب شاهين، أنّه تمّ إطلاق سراح 275 من أصل 401 عاملاً تم اعتقالهم، وقال: “إن المعتقلين الذين لم يرتكبوا أي جُرم سيتم إطلاق سراحهم”.
كما أشار شاهين، إلى أن بعض المشاركين في التظاهرات كانوا “دُخلاء، وليسوا عمّالاً”، وقال إنّهم وصلوا إلى مكان التظاهرات للقيام بـ”أعمال استفزازية”، وأكد أن مسؤولين من بينهم قائد قوات الدرك في الولاية وصلوا إلى الموقع للمساعدة في جهود التنسيق والحديث إلى العُمّال.
ويُذكر أن أكثر من 36000 عامل، يعملون في موقع بناء مطار إسطنبول الجديد، ويصل مجموع العاملين في المشروع من موظفين ومتعاقدين فرعيين إلى 100 ألف، ويتوقع أن يصل عدد موظفي المشروع عند اكتماله إلى مليون ونصف مليون موظف.
ويمتد المطار الجديد، على مساحة 76.5 مليون متر مربع، ويقع شمال إسطنبول على بُعد 35 كيلومتراً عن وسط المدينة، ويُنتظر أن يُصبح أكبر مطار في العالم عند اكتمال بنائه.
ويُتوقع أن تُفتتح المرحلة الأولى من المطار في 29 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بقدرة استيعابية 90 مليون مسافر سنوياً، على أن تصل إلى 200 مليون مسافر سنوياً عند اكتمال مراحله الأربعة، وأن يستضيف رحلات إلى أكثر من 300 وجهة.