لا تزال الأحزاب السياسية تتصارع على تشكيل الحكومة، على الرغم من مرور 4 أشهر على إجراء الانتخابات النيابية، التنافس الأميركي الإيراني يؤخر تشكيل الكتلة الأكبر في العراق، والانقسام الشيعي هو الآخر من يعطل تشكيل الحكومة العراقية.
وتنص المادة (76) من الدستور العراقي على أن يقوم رئيس الجمهورية بتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عدداً بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ انتخاب رئيس الجمهورية، ائتلاف سائرون المدعوم من رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر ينافس الفتح المدعوم من جمهورية إيران على تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي.
الأمين العام لعصائب اهل الحق قيس الخزعلي، المنشق عن مقتدى الصدر، في 2007 والمقرب من إيران، يمتلك 15 نائباً في تحالف الفتح الجناح السياسي للحشد الشعبي، يحاول منذ إعلان نتائج الانتخابات تقريب وجهات النظر بين سائرون والفتح لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، بعيداً عن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي.
181 نائباً شيعياً في البرلمان العراقي
يشرح عبد الحسين علي قيادي في التحالف الوطني لـ"عربي بوست"، أن الحكومة في العراق لا يمكن تشكيلها، إلا عن طريق الكتلة الأكبر في البرلمان العراقي، سائرون والفتح كل منهما لا يستطيع تشكيل الحكومة بعيداً عن الآخر، لابد من الأحزاب الشيعية الخمسة المكونة من، سائرون والفتح والنصر ودولة القانون والحكمة، إعادة الحياة للتحالف الشيعي لتشكيل الكتلة الأكبر وبعدها تكليف مرشح هذا التحالف لتشكيل الحكومة العراقية، مثل ما حدث في الحكومات السابقة التي مرت على العراق بعد سقوط نظام صدام حسين سنة 2003.
ويضيف الموسوي، إن الأحزاب الشيعية تمتلك 181 نائباً في البرلمان العراقي، هي وحدها تستطيع تشكيل الكتلة الأكبر والحكومة العراقية بمعزل عن الأحزاب السنية والكردية، إلا أن التحالف الوطني يريد مشاركة جميع الطوائف والمكونات العراقية في الحكومة المقبلة، بدون تهميش جهة على حساب جهة أخرى.
مقتدى الصدر يرفض إعادة الحياة للتحالف الوطني
ولفت الموسوي إلى وجود تحرك سياسي داخل البيت الشيعي لإعادة الحياة للتحالف الوطني، وتكوين الكتلة الأكبر بعضوية سائرون والفتح والنصر ودولة القانون والحكمة، إلا أن رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، رفض إعادة الحياة للتحالف الوطني ومبدأ المحاصصة الحزبية والمذهبية في تشكيل الكتلة الأكبر والحكومة العراقية.
وعلى الرغم من الحوارات واللقاءات السياسية بين قادة سائرون والفتح، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى توافق في الرأي لتشكيل الكتلة الأكبر في مجلس النواب العراقي، بسبب التدخل الخارجي في الشأن العراقي، وتمسك مقتدى الصدر بائتلاف حيدر العبادي كما يؤكد الموسوي.
ويقول مسؤول في الفتح لـ"عربي بوست"، إن قيادات في الفتح لم يتوصلوا إلى اتفاق نهائي مع لجنة التفاوض في ائتلاف سائرون، على الرغم من إجراء سلسلة لقاءات متواصلة منذ انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب العراقي، لم نيأس سنواصل كسب قادة سائرون للانضمام إلى محور الفتح لتشكيل الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة.
والصدر متمسك بالعبادي
وتابع المسؤول أن لجنة التفاوض في ائتلاف سائرون المدعوم من مقتدى الصدر، أبلغت قادة الفتح تمسك الصدر بائتلاف النصر برئاسة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، والأخير أحد مرشحي تحالف الإصلاح والإعمار لرئاسة الحكومة المقبلة، فضلاً عن رفض انضمام دولة القانون إلى هذا التحالف، وهذا ما يرفضه الفتح، مما تسبب هذا الأمر في فشل المفاوضات السياسية بين الجانبين.
وأوضح المسؤول في الفتح، أن هناك تقارباً في وجهات النظر بين سائرون والفتح لتشكيل الحكومة، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى الكثير من الوقت "الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي يحاول منذ فترة بحكم علاقته بمقتدى الصدر والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي تقرب وجهات النظر وتشكيل الحكومة وإبعاد حيدر العبادي عن دائرة المنافسة على منصب رئاسة الوزراء".
ولم تتوصل اللجان التفاوضية بين سائرون والفتح إلى اتفاق سياسي على أرض الواقع، إلا أن جلسة السبت المقبل لمجلس النواب العراقي ستكون مليئة بالمفاجأت، حسب ما يرى النائب عن سائرون مضر السلمان الأزيرجاوي.
لا يوجد اتفاق بين سائرون والفتح على أرض الواقع
الأزيرجاوي يشرح لـ"عربي بوست"، أن "سائرون" متمسك بتحالف الإصلاح والإعمار ويعمل على تشكيل الكتلة في البرلمان العراقي، ائتلاف النصر برئاسة حيدر العبادي، جزء مهم في تحالف الإصلاح ولا يمكن إبعاده عن هذا التحالف مقابل إرضاء جهة أو حزب سياسي، وأن "نواة الكتلة الأكبر التي شكلها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ستبقى متماسكة لتشكيل الحكومة".
وأضاف أن "الحوارات والمفاوضات السياسية بين ائتلافي سائرون والفتح مستمرة بين فترة وأخرى، ولم يتوصلوا إلى اتفاق سياسي على أرض الواقع لتشكيل الكتلة الأكبر، التي يسعى لها الجميع لتشكيل الحكومة المقبلة، إلا أن جلسة السبت المقبل لمجلس النواب العراقي ستكون مليئة بالمفاجآت، على الرغم من ترشيح 9 شخصيات من الأحزاب السنية لرئاسة مجلس النواب.
وسيستأنف مجلس النواب العراقي جلسته الأولى في، يوم السبت 15 أيلول/سبتمبر 2018، لانتخاب هيئة رئاسة مجلس ونائبيه وتشكيل الكتلة الأكبر، على أن لا يتجاوز البرلمان 18 سبتمبر/أيلول من العام الحالي، حسب المدة التي حددها الدستوري العراقي.