قالت صحيفة The Times البريطانية، إنه وعلى مدار السنة الأولى العاصفة في البيت الأبيض، لا يبدو أنَّ هناك شيئاً ما قاد الرئيس دونالد ترمب إلى الارتباك، مثل مسألة المحقق الخاص بوب مولر، وفريق محققيه: "الذين ينبشون في مسيرة حياتي وأموري المالية".
وذكَّرت "ساعات الغضب" هذه، روب بورتر، السكرتير السابق لموظفي ترمب بأيام نيكسون الأخيرة في المنصب، التي قضاها في الصلاة، والدّبَّ على السجاد، والتحدث إلى صور الرؤساء السابقين على الجدران.
يواجه ترمب الآن بوب وودورد، الصحافي الاستقصائي الذي ساعدت تقاريره في إسقاط الرئيس الأسبق نيكسون. قدَّم وودورد مؤخراً روايةً مفصلة عن نوبات غضب الرئيس، والمدى غير العادي الذي ذهب إليه موظفوه لمنعه من التصرف حسب غرائزه.
في بعض الأحيان، وفقاً لوودورد، كانت المخاطر تتجاوز رخاء الإدارة والبلاد. ففي أحد الاجتماعات، قال جيمس ماتيس وزير الدفاع إنَّه كان يحاول منع وقوع حرب عالمية ثالثة.
يبدأ كتاب وودورد Fear بسرد أنَّ غاري كوهن، كبير مستشاري الرئيس الاقتصاديين سابقاً، سرق مسودة خطاب من مكتب الرئيس كان من شأنها إنهاء اتفاقية تجارية مع كوريا الجنوبية، والمخاطرة بإنهاء البرامج الاستخباراتية الحيوية في شبه الجزيرة الكورية.
حاول الجنرال ماتيس توضيح أنَّ الاتفاقية كانت تصبُّ في مصلحة الأمن القومي الأميركي، وفقاً لما ذُكر في الكتاب.
تفاصيل أخرى تناولها الكتاب
وكتب وودورد في كتابه: "كانت الحقيقة هي أنَّ الولايات المتحدة في عام 2017 أصبحت رهناً بكلمات وأفعال زعيم عاطفي مضطرب ومتقلب، لا يمكن توقع تصرفاته".
كما يقدم الكتاب بعضَ التفاصيل حول كيفية تعزيز ستيف بانون لاستقرار حملة ترمب الرئاسية. ويكتب وودورد أنَّ بانون كان يراوده القلق من الانهيار الواضح للحملة، في يوليو/تموز 2016، وما قد يعنيه ذلك لموقع Breitbart اليميني، الذي كان رئيساً تنفيذياً له. ويُقال إنَّه أخبر المتبرعة الجمهورية ريبيكا ميرسر: "سيلوموننا على ذلك". كان بانون في البداية يشكك في فكرة ترشح ترمب. وعندما أخبروه عن الفكرة سأل: "مرشح لرئاسة أي بلد؟".
وأفاد وودورد بأنَّ جهوداً كبيرة بُذِلَت لتوضيح أهمية حلف شمال الأطلسي للرئيس الجديد. وفي محاولةٍ للحصول على موافقة ترمب على مستشار مناسب للأمن القومي، يُقال إنَّ بانون قد نصح الجنرال هربرت مكماستر بالظهور في المقابلة بزيٍّ رسمي، وحذره من أن يعظ ترمب. جاء اللواء مرتدياً بذلةً، ويُقال إنَّ ترمب سأل: "مَن هذا الرجل؟ لقد ألّف كتاباً، أليس كذلك؟ يقول أشياءً سيئة عن الناس… ملابسه تشبه بائعي الجعة".
ويقدم الكتاب أيضاً تفاصيل عن نصائح غير تقليدية، قدَّمها ترمب على ما يبدو إلى صديق رداً على حركة #MeToo. إذ قال: "عليك أن تنكر وتنكر وتنكر، وأن تقاوم تلك النساء. قاومهن بقوة… إياك أن تعترف أبداً".
هاجم الرئيس الكتاب البارحة، 11 سبتمبر/أيلول، على تويتر، مشيراً إلى الموظفين الذين أنكروا قول الأشياء التي نقلها وودورد عنهم في البيت الأبيض.
وقالت سارة هاكابي ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن الكتاب كان فعلاً "طائشاً" و"غير مدروس". وأردفت: "خرج عددٌ من الناس وقالوا إنَّ وودورد لم يتواصل معهم للتأكد من صحة الأقوال المنسوبة إليهم، وهو استهتارٌ غير معقول بالنسبة لكتابٍ يقدم مثل تلك المزاعم الفاضحة، دون بذل أي جهد للتأكد من المعلومات. التخاذل عن بذل أي جهود يجعل تأليف الكتاب يبدو فعلاً طائشاً ومستهتراً".