بعد قمة طهران لحسم مصير إدلب السورية.. أردوغان يكتب بلغة روسية وفارسية: لن نقف متفرجين ولن نكون شركاء في اللعبة

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/08 الساعة 06:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/08 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه في حال جرى تجاهل قتل عشرات الآلاف من الأبرياء من أجل مصالح نظام بشار الأسد في سوريا، فإن تركيا "لن تكون شريكة ومتفرّجة في لعبة كهذه".

وجاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها أردوغان في حسابه على تويتر، مساء أمس الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018، باللغات التركية والعربية والفارسية والروسية والإنكليزية.

وهذه التغريدات جاءت أيضاً بعد ساعات من انتهاء قمة طهران حول مصير محافظة إدلب السورية، التي جمعت أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني، والروسي فلاديمير بوتين، وكان واضحاً وجود خلاف بين موقف أنقرة من جهة، وموقف موسكو وطهران من جهة أخرى.

وشدَّد أردوغان على ضرورة حلّ مسألة "إدلب" السورية، مع الالتزام بروح أستانا. وأضاف في ذات السياق "ينبغي حل مسألة إدلب من دون مآس وتوترات ومشاكل جديدة، ومع الالتزام بروح أستانا"، مضيفاً أن "المحافظة على المبادئ التي اتفقنا عليها في أستانا تعد مهمة أيضاً من ناحية إيجاد حل سياسي دائم للأزمة السورية".

وأعرب أردوغان، عن رفضه فرض الأمر الواقع، قائلاً: "من الضروري عدم فرض الأمر الواقع في الساحة تحت ستار مكافحة الإرهاب ومعارضة الأجندات الانفصالية، التي تهدف إلى أضعاف وحدة الأراضي السورية والأمن القومي للدول المجاورة".

وأشار أردوغان أيضاً إلى أن "تركيا سعت جاهدة منذ البداية لوقف إراقة الدماء في سوريا، وقامت بحماية الأشقاء السوريين من دون أي تمييز. اليوم أيضاً كما كان في السابق لا نريد أن يصاب أي أحد من إخواننا السوريين".

وبخصوص القمة الثلاثية في طهران، قال الرئيس التركي: "صرحنا في قمة طهران اليوم (الجمعة)، وبكل وضوح عن أن الأساليب التي تتجاهل سلامة أرواح المدنيين السوريين لن تكون لها أي فائدة سوى أنها تخدم الإرهابيين".

واختتم بالقول: "سنواصل كبلد يستضيف أكثر من 3.5 مليون سوري، العمل من أجل تأمين رجوع اللاجئين بطريقة طوعية وآمنة، وإيجاد حل دائم للنزاع السوري، في إطار قاعدة مشتركة لكافة الأطراف".

تباين في المواقف

ولم تنجح القمة التي عُقدت في طهران في تجاوز خلافات تركيا وروسيا وإيران، حول محافظة إدلب السورية، آخر أكبر معقل لفصائل المعارضة السورية، والمهددة بهجوم وشيك من قوات النظام، فيما تتواصل تحذيرات الأسرة الدولية من "كارثة إنسانية" في حال الهجوم.

تباين في مواقف روسيا وتركيا وإيران في قمة طهران حول إدلب السورية
تباين في مواقف روسيا وتركيا وإيران في قمة طهران حول إدلب السورية

وشدَّد الرئيسان الإيراني روحاني، والروسي بوتين على ضرورة استعادة حليفهما الأسد السيطرة على محافظة إدلب، حيث يعيش حوالي ثلاثة ملايين شخص، نصفهم نازحون من مناطق أخرى، بينما حذَّر أردوغان الداعم للمعارضة من "حمام دم"، ودعا إلى إعلان "وقف لإطلاق النار" في المحافظة الواقعة على حدوده.

ودار سجال بين الرئيسين الروسي والتركي حول صياغة البيان الختامي للقمة. ففي تصريحات نقلتها محطات التلفزة مباشرة، قال أردوغان إن "تضمين البيان عبارة هدنة سيضفي عليه قيمة أكبر". وأضاف: "إذا توصّلنا إلى إعلان وقف لإطلاق النار هنا، فسيشكل ذلك إحدى النتائج الأكثر أهمية لهذه القمة وسيهدئ إلى حدٍّ كبير السكان المدنيين".

لكن بوتين أبدى عدم اقتناعه وأعلن بلباقة رفضه اقتراح الرئيس التركي في موقف لقي تأييد روحاني. وشدَّد بوتين على "عدم وجود ممثلين عن مجموعات مسلحة على الطاولة"، مخولين بالتفاوض حول الهدنة. وقال "لا يوجد أي ممثل عن جبهة النصرة أو تنظيم الدولة الإسلامية أو الجيش السوري".

وأضاف بوتين: "أعتقد أن الرئيس التركي محق بشكل عام: سيكون هذا جيداً، لكن لا يمكننا أن نضمن بدلاً عنهم (…) أنهم سيوقفون إطلاق النار أو استخدام طائرات عسكرية مسيّرة".

وحالت هذه التباينات على الأرجح دون التوصل إلى اتفاق على خطوات ملموسة على الأرض في المنطقة التي تشهد حركة نزوح مكثفة، وتظاهرات مطالبة بوقف العملية العسكرية التي يعد لها النظام منذ أسابيع.

وصدر بيان مشترك في ختام القمة، يؤكد أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على معالجة الوضع في إدلب "بروح من التعاون الذي طبع محادثات أستانا"، في إشارة إلى المحادثات التي رعتها الدول الثلاث، وأرست مناطق خفض توتر في سوريا، بينها إدلب.

علامات:
تحميل المزيد