المئات يحاصرون القنصلية الأميركية في البصرة، والحكومة تعلن حظر التجول.. الاحتجاجات تتزايد، وإيران تغلق الحدود مع العراق

عربي بوست
تم النشر: 2018/09/07 الساعة 19:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/09/07 الساعة 19:05 بتوقيت غرينتش
متظاهرين عراقيين يحاصرون القنصلية الأميركية في البصرة/ رويترز

حاصر المئات من المحتجين الغاضبين، مساء الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018، مبنى القنصلية الأميركية في مدينة البصرة جنوب العراق، بعد وقت قصير من إحراق مبنى القنصلية الإيرانية، وفق مصدر عسكري؛ ما دفع الحكومة إلى إعلان حظر التجول في المدينة.

وفي حديث لـ"الأناضول"، قال الملازم محمد خلف، في الجيش العراقي ضمن قيادة عمليات البصرة، إن "المئات من المتظاهرين حاصروا، مساء اليوم (الجمعة)، مبنى القنصلية الأميركية، القريب من مطار البصرة الدولي، غرب المدينة".

وأضاف خلف أن "قوات الأمن فرضت إجراءات مشددة حول محيط المبنى، ونشرت عشرات الجنود والعربات العسكرية؛ لمنع أي محاولة لاقتحام المبنى".

ووفق المصدر نفسه، فإن "عدد المتظاهرين في ارتفاع مطرد".

وتابع خلف أن "مئات المتظاهرين احتشدوا أيضاً أمام مدخل مجمع القصور الرئاسية في منطقة البراضيعة، وسط البصرة، وأضرموا النيران في إطارات السيارات".

كما لفت إلى أن "تعزيزات عسكرية خاصة وصلت إلى البصرة، اليوم (الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018)، قادمة من بغداد، في إطار خطة للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتوترة بالمحافظة منذ 3 أيام".

وذلك بعد أن أحرقوا مبنى القنصلية الإيرانية في البصرة أيضاً

وبُعيد ذلك، أصدرت الخارجية العراقية بياناً أعربت فيه عن "الأسف الشديد لتعرُّض القنصلية الإيرانية في البصرة لهجوم من قِبل بعض المتظاهرين"، معتبرةً هذا العمل "أمراً مرفوضاً ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم، ولا يتصل بشعارات التظاهر ولا المطالب بالخدمات والماء".

وأقدم متظاهرون، مساء الجمعة، أيضاً، على إحراق منزل وزير الاتصالات حسن الراشد المنتمي إلى منظمة "بدر" الموالية لإيران بزعامة هادي العامري، بحسب شهود.

وسبق للمتظاهرين أن أحرقوا، الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، مسكن المحافظ ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة، بحسب مراسلي "فرانس برس".

وتسعى طهران منذ الانتخابات التشريعية في مايو/أيار إلى وضع ثقلها في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة.

وفي وقت سابق من الجمعة، أحرق متظاهرون غاضبون مبنى القنصلية الإيرانية، في تصاعد لوتيرة أعمال العنف المرافقة للاحتجاجات الشعبية المطالبة بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد.

ومنذ بدء الاحتجاجات بالبصرة، في 9 يوليو/تموز 2018، بلغت حصيلة القتلى بصفوف المتظاهرين 26، حسب أرقام المفوضية العليا لحقوق الإنسان.

وتقول الحكومة العراقية إن مندسين بين المحتجين يعملون على تخريب الممتلكات العامة، وإنها لن تسمح بذلك، لكن المتظاهرين لطالما اتهموا قوات الأمن بإطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم بالقوة.

ورداً على ذلك أغلقت إيران منفذ الشلامجة البري مع العراق

حيث أغلقت السلطات الإيرانية، مساء الجمعة، مَنفذ "الشلامجة" الحدودي البري مع العراق، بعد ساعات من حرق متظاهرين غاضبين قنصليتها في محافظة البصرة.

وقال مصدر في الجمارك العراقية لـ"الأناضول"، فضَّل عدم ذكر اسمه، إن طهران أغلقت المنفذ دون سابق إنذار.

وتابع أن الخطوة ربما تكون مرتبطة بالأحداث في البصرة.

ويقع منفذ الشلامجة الحدودي غرب إيران وجنوب العراق.

والسيستاني يدعو إلى إصلاح الأوضاع في العراق

ودعا المرجع الأعلى للشيعة في العراق، آية الله علي السيستاني، الجمعة، إلى إصلاح الوضع السياسي في بغداد ووقف العنف ضد المتظاهرين، بعد أيام من احتجاجات شهدت سقوط قتلى واجتاحت مدينة البصرة في جنوب العراق وتسببت في إغلاق الميناء البحري الرئيسي بالعراق.

واتهم السيستاني الزعماء السياسيين بالمسؤولية عن التوتر وقال إن الحكومة الجديدة لا ينبغي أن تُشكَّل "وفق الأسس والمعايير نفسها التي اعتُمدت في تشكيل الحكومات السابقة".

وقُتل ما لا يقل عن 10 محتجين منذ يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، في البصرة التي يقطنها نحو مليوني شخص، بعدما أحرق سكانٌ مباني الحكومة المحلية واشتبكوا مع قوات الأمن. ويشكو المحتجون من انهيار البنية التحتية، ما تركهم بلا كهرباء أو مياه شرب نظيفة في حرارة الصيف.

واجتمع المجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الجمعة، وقال إنه يتابع تحقيقاً في سقوط ضحايا خلال الاحتجاجات.

وتحت ضغط لتخصيص مزيد من التمويل لإصلاح الخدمات العامة في البصرة، قال العبادي إنه سيتم صرف الأموال التي جرى تخصيصها سابقاً.

وتجمَّع المئات، بينهم كثير من النساء، في البصرة بعد ظهر اليوم؛ لتشييع محتج، قالت مصادر طبية إنه تُوفي الليلة الماضية متأثراً بحروق أُصيب بها في أثناء إحراق مقر الحكومة المحلية.

كان المحتجون قد صعَّدوا احتجاجاتهم، الخميس 6 سبتمبر/أيلول 2018، بإغلاق ميناء "أم قصر"، الميناء البحري الرئيسي للعراق على بُعد 60 كيلومتراً جنوب البصرة والذي تدخل عن طريقه غالبية واردات البلاد، البالغ عدد سكانها 37 مليون نسمة، والتي تعتمد على استيراد الغذاء.

وقال مسؤولون محليون ومصادر أمنية إن الميناء ظل مغلقاً الجمعة 7 سبتمبر/أيلول 2018. ولم تتأثر صادرات البلاد النفطية التي تتم عبر منصات بَحرية.

وذلك بعد الأداء السيئ من كبار المسؤولين

وفشل السياسيون العراقيون حتى الآن في الاتفاق على حكومة جديدة بعد الانتخابات غير الحاسمة التي أُجريت في مايو/أيار 2018.

واجتمع البرلمان الجديد أخيراً، يوم الإثنين 3 سبتمبر/أيلول 2018، للمرة الأولى، لكنه أخفق في الاتفاق على رئيس له، فضلاً عن تسمية رئيس الوزراء الجديد.

واستدعى الرئيس المؤقت للبرلمان النواب لجلسة طارئة السبت 8 سبتمبر/أيلول 2018؛ لمناقشة أزمة البصرة.

وقال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، الذي حل تكتُّله السياسي بالمركز الأول في انتخابات مايو/أيار 2018، لرئيس الوزراء العبادي على موقع تويتر: "سارِع بإطلاق أموال البصرة وتسليمها بأيادٍ (نزيهة)، لتتم المباشرة فوراً بمشاريع… مستقبلية".

علامات:
تحميل المزيد