ظهرت أسماء الأسد زوجة رئيس النظام في سوريا، في صورتين جديدتين من داخل مستشفى بالعاصمة السورية دمشق، وذلك عقب إصابتها بمرض سرطان الثدي.
ونشرت صفحة صحيفة "بلدنا نيوز" السورية التي يملكها حيدرة سليمان، ابن سفير سوريا السابق بالأردن بهجت سليمان، مساء أمس الجمعة 31 أغسطس/آب 2018، صورتين للأسد وزوجها في المستشفى التي قالت الصحيفة إنها مشفى المزة العسكري المعروفة بـ"مشفى 601″.
وكان السفير السوري السابق بالأردن، قد أكد في وقت سابق تلقي الأسد العلاج في مشفى المزة 601، وتطابق معه ما أكدته أيضاً مصادر سورية لتلفزيون "الجديد" في وقت سابق.
[ السيدة أسماء الأسد ، تعالج في مشفى ال601 بالمزة ، وتمارس عملها اليومي ..
ولم تسافر للعلاج خارج الوطن . ]— د. بهجت سليمان (@drbahjat49) August 8, 2018
وظهرت أسماء مع بشار الأسد برفقة أطباء من المستشفى، وبدا واضحاً الشحوب على وجهها، حيث تتلقى علاجاً من المرض الذي قالت الرئاسة السورية إنه تم اكتشافه مبكراً.
السيد الرئيس القائد بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد في مشفى ال 601 العسكري بدمشق صباح اليوم.#سيد_الكل#ست_الكل
Geplaatst door بلدنا نيوز Baladna News op Vrijdag 31 augustus 2018
وفي وقت سابق، ذكر مصدر خاص لـ"عربي بوست"، أن الأسد زارت الشهر الماضي عدة قرى في الساحل وبريف حمص، لافتاً إلى أنها التقت رجال دين علويين، للحصول على "كراماتهم"، وهي طريقة علاجية يؤمن بها قبل عقود من الزمن. والمقصود بها أمور خارقة يُجريها الله على يد أوليائه الصالحين.
وتقول وسائل إعلام موالية للنظام، إن الأسد قررت تلقي العلاج في مشفى المزة العسكري "أسوة بمقاتلي الجيش"، لكنّ سوريين أشاروا إلى أن المشفى يتميز بإمكانيات وأجهزة طبية مميزة، نظراً لكونه يقدم العلاج لأهم الشخصيات العسكرية في سوريا.
تاريخ أسود للمستشفى
وللمكان الذي تتلقى فيه الأسد علاجها من مرض السرطان قصص مرعبة تحدث عنها معارضون سوريون، ومعتقلون نجوا من سجون النظام.
ويطلق المعارضون السوريون على هذا المشفى اسم "المسلخ" بسبب ما يقولون إن المعتقلين الذين ينتقلون إليه عندما تسوء حالاتهم الصحية، يتعرضون فيه لتعذيب شديد أدى لوفاة بعضهم.
صحيفة Washington Post كانت قد ذكرت في تقرير مفصل لها، تفاصيل مروعة عما يحدث في المشفى الذي يقع بحي المزة وسط دمشق، والذي يبعد تقريباً مسافة 1 كلم عن قصر بشار الأسد.
وتحدثت الصحيفة عن تعذيب يتعرض له الأسرى والمرضى، واستندت بذلك لشهادات 12 من الناجين، من بينهم محسن المصري، ومعتقلون سابقون وعسكريون يعملون هناك.
ويتحدث ناجون عن جثث متراكمة مُلقاة في غرف المستشفى وحماماتها، ووفقاً لما قاله محمد الحامود وهو فني سابق في المستشفى للصحيفة الأميركية، فإنه رأى السجناء وهم يسحبون على السلالم من شعورهم.
ونقلت الصحيفة شهادة أخرى لشاب يدعى سوما مصطفى، وهو طالب فيزياء من دمشق تم إرساله إلى مستشفى 601 في نهاية عام 2012، قوله إنه رأى المعتقلين وهم مقيدون في أسرتهم بإحكام بالسلاسل.
ووفقاً لشهادات نقلها التقرير عن معتقلين، لم تكن الفترات المخصصة لدخول الحمام كبيرة، حتى أن السجناء كانوا يضطرون لقضاء حاجتهم وهم جالسون، والبقاء في نفس المكان لعدة أيام.
وتحدث تقرير نشرته "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" بعنوان "الهولوكوست المصور"، عن تفاصيل لما يجري داخل مشفى 601، مشيرة إلى أن إدارة المستشفى حوّلت قسم "الرضوض" أو ما بات يعرف بـ"السجن الطبي" إلى معتقل للمعارضين القادمين من الفروع الأمنية.
ونقلت الشبكة المعنية برصد الانتهاكات في سوريا، روايات أربع أشخاص مرُّوا بتجربة العلاج داخل المشفى، وقالت: "كل معتقل يموت داخل قسم الرضوض نظراً لإهمال العلاج. يطلب عناصر الأمن من موظفي التنظيف (وهم مدنيون) أو عناصر السخرة وهم معتقلون، القيام بمهمة النظافة وتوزيع الطعام على باقي المعتقلين ونقل الجثث، وأن يقوموا بفكّ المعتقل من الجنزير المقيد به، ثم يحملون جثة الضحية ويلقونها بالحمام أو في الممر".
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد ذكرت في تقرير سابق أنها تأكدت من أن بعض الصور لمعتقلين سوريين ماتوا جراء التعذيب، التُقطت داخل مشفى 601.