أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، الثلاثاء 28 أغسطس/آب 2018، أن الدعم الأميركي للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن ليس "غير مشروط"، في الوقت الذي دافع فيه عن الدور المستمر لبلاده في هذه الحرب.
وتزامنت تعليقات ماتيس مع إعلان محققي الأمم المتحدة أن لديهم أسباباً معقولة للاعتقاد أن الأطراف المتحاربة في اليمن قد تكون ارتكبت "عدداً كبيراً" من الانتهاكات للقوانين الإنسانية التي قد ترقى إلى "جرائم حرب".
وتقدم الولايات المتحدة للتحالف الذي يحارب الحوثيين في اليمن السلاح والمعلومات الاستخبارية، وتزوّد طائراته المقاتلة بالوقود في الجو.
وذكرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن غارتين قتلتا 26 طفلاً على الأقل وأربع نساء، جنوبي مدينة الحديدة التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وقبلها تسببت غارة للتحالف، بداية الشهر، على حافلة في صعدة، معقل المتمردين شمالي اليمن، في مقتل 40 طفلاً.
وقال ماتيس للصحافيين في البنتاغون: "سلوكنا هناك هو محاولة إبقاء الكلفة البشرية للأبرياء الذين يُقتلون عن طريق الخطأ عند الحد الأدنى المطلق".
للدعم الأميركي حدوده
وأضاف: "هذا هو هدفنا حيث نتشارك مع التحالف"، لكنه أشار إلى أن للدعم الأميركي حدوده.
وقال "إنه ليس غير مشروط"، مشيراً إلى أن التحالف يجب أن يفعل "كل ما هو ممكن إنسانياً لتجنّب أي خسارة في أرواح الأبرياء، وإنهم يدعمون عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة".
وخلّف النزاع المدمر في اليمن نحو 10 آلاف قتيل منذ مارس/آذار 2015، عندما تدخل التحالف العربي لمحاربة الحوثيين الذين كانوا يطبقون على آخر معقل لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن هناك نحو 6,600 قتيل مدني في اليمن ونحو 10,500 جريح.
ووصف وزير الدفاع الأميركي مدى تعقيدات الحرب، مشيراً إلى أن الحوثيين استهدفوا السعودية بالأسلحة من أماكن سكنية.
وقال: "نتعاون مع السعوديين والإماراتيين منذ سنوات عدة، مع قيامنا بكل ما هو ممكن للحد من إمكانية إصابة أو مقتل مدنيين"، مضيفاً: "لم نواجه ولا مرة واحدة بنوع من اللامبالاة عندما عبّرنا عن قلقنا".
وتابع ماتيس: "نقر بأن أي خطأ هو مأساوي تماماً، إلا أننا لم نلاحظ أي ازدراء من قبَل الأشخاص الذين نعمل معهم؛ لذلك سنواصل العمل معهم للحد من هذه المأساة".
وأكد "نعلم أن التدريب الذي قدمناه لهم يعطي نتائجه".
وقال الوزير الأميركي أيضاً: "شاهدنا طيارين أدركوا وهم في الجو أن مهمتهم تشكل خطراً، فرفضوا إلقاء القنابل، حتى وهم يملكون الإذن بالتنفيذ كما شاهدنا إجراءات اتُّخذت لتحديد المناطق" التي توجد فيها مدارس أو مستشفيات.
ـــــــــــــــــــــ