العراق في مأزق بسبب موقف ترمب من نظام الملالي.. حكومة العبادي تلتزم بعقوبات أميركا على إيران، وطهران تتهمها بالخيانة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/16 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/16 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
Iraqi Prime Minister Haider al-Abadi speaks during the Tokyo Conference on Supporting Job Creation and Vocational Training to Facilitate Weapons Reduction for Iraqi Society in Tokyo, Japan, April 5, 2018. REUTERS/Toru Hanai

ذكرت صحيفة The Washington Post الأميركية هذا الأسبوع، أنَّ تصاعُد الخلاف بشأن استمرار احتجاز تركيا رجل الدين الأميركي، القس أندرو برانسون، وفرض عقوبات على طهران ، أجج أزمة بين العراق وإيران

بعد أن تحوَّلت مشكلة القس الأميركي إلى أزمة تُعد الأسوأ بين البلدين منذ أكثر من 4 عقود.

إذ زاد ترمب بحماسةٍ التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات التركية؛ ما أدى إلى تردي الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها في نهاية الأسبوع. وردَّت تركيا معلنةً، الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، أنَّها ستفرض بدورها تعريفاتٍ جمركية على مجموعةٍ من المنتجات الأميركية، حسبما رصدت صحيفة Washington Post الأميركية.

تصعيد ترمب مع إيران يدفع بالعراق إلى دائرة الاشتباك مع البلدين

وقالت الصحيفة الأميركية إن هذا الصراع العنيف المتصاعد بين حليفي الناتو سيئ بما فيه الكفاية، لكن هناك أزمة أكبر تلوح في آفاق العراق المجاور، الذي طالته آثار محاولات ترمب الضغط على إيران.

والأسبوع الماضي، أقر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأنَّ بلاده لا تملك خياراً آخر سوى الالتزام بالعقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترمب على إيران. وتشير التقارير إلى أنَّ الولايات المتحدة ستفرض عقوباتٍ على أي بنكٍ عراقي ينتهك الحظر الأميركي على التعامل التجاري مع الجمهورية الإسلامية.

وقال العبادي: “نحن غير راضين عن هذه العقوبات، ولا نعتقد أنَّها ملائمة… لكنَّنا ملزمون بحماية شعبنا”.

لكن ردود الفعل العنيفة من الطرفين دفعت العبادي إلى تغيير موقفه؛ إذ لم يقتصر الأمر على غضب بعض العراقيين فقط، لكن -على ما يبدو- ألغى الإيرانيون اجتماعاً مع رئيس الوزراء، كان من المقرر عقده هذا الأسبوع.

وذكر تامر الغباشي ومصطفى سالم، المراسلان بصحيفة The Washigton Post الأميركية، في تقريرٍ نشرته الصحيفة يوم الثلاثاء 14 أغسطس/آب 2018: “في يوم الإثنين 13 أغسطس/آب 2018، تخلى العبادي عن التزامه السابق، موضحاً أنَّ العراق لن يمتنع إلا عن ممارسة الأعمال التجارية مع إيران بالدولار الأميركي.

وقال إنَّ بلاده لم تقرر بعدُ ما إذا كان العراق سيتوقف عن استيراد السلع الرئيسية من إيران أم لا.

وفي تنازلٍ لجاره القوي، قال العبادي إنَّ رسوم التأشيرة على الحجاج الإيرانيين إلى الأماكن المقدسة الشيعية في العراق ستنخفض؛ لتعويض القيمة الضعيفة للريال الإيراني”.

وقال الباحث حسن حسن في حسابه على “تويتر”: “يمكن للمرء أن يقول إنَّ سياسة ترمب في إيران تنجح بالفعل”.

التوتر بين إيران والعراق وصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر منذ عقد؛ بسبب التزام بغداد بالعقوبات التي أعيد فرضها من جديد.

وهو ما دفع طهران لاتهام العراق بالخيانة ونكران الجميل

وقالت “الواشنطن بوست” الأميركية إن “إيران تتهم العراق بالخيانة، وألغى رئيس وزراء العراق رحلته إلى طهران، إضافةً إلى الهتافات المناهضة لإيران في أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في جنوب البلاد”.

 

ويتولى العبادي دفة قيادة الحكومة الانتقالية، في حين ما يزال السياسيون العراقيون يتصارعون حول تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد للبلاد.

وهو في موقف حساس لا يُحسد عليه: على الرغم من أنَّه يحظى بشعبية في واشنطن، فهو أيضاً مَدين بالفضل للمصالح الإيرانية ونفوذها داخل بلاده وأحزابها السياسية المختلفة.

ولا يمكنه تحمُّل قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الأمني المهم، ولا الخوض في قتالٍ حقيقي مع طهران، التي تدخل بلاده معها في معاملاتٍ تجارية سنوية تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، وتتشارك معها روابط ضخمة أخرى.

وقد تصبح الأمور أكثر تعقيداً في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تزامناً مع فرض جولةٍ أخرى من العقوبات الأميركية الأكثر صرامة على صناعة النفط في إيران.

وصرَّح نبيل جعفر، أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، لموقع Al-Monitor، بأنَّ العراق قد “يُحرم من تصدير نفطه” إذا لم تمتثل بغداد لتلك الإجراءات.

لكنَّ جانفييف عبدو، الباحثة بالمؤسسة العربية المقيمة في واشنطن، جادلت في موقع Politico الأميركي، بأنَّ العراق ليس لديه أي خيار سوى انتهاك العقوبات.

فإذا التزم العراق بمطالب إدارة ترمب، فمن الممكن أن تقطع إيران عن جارتها الموارد التي تحتاجها بشدة.

وسيزداد نقص الكهرباء المزمن في العراق، سوءاً بدرجة كبيرة إذا جفَّت إمدادات الغاز الطبيعي الإيراني، وقد يؤدي ذلك إلى جفافٍ أكثر حدةً إذا حوَّلت إيران تدفقات المياه بعيداً عن الأنهار.

وكتبت جانفييف قبل أن توضح المفارقة المتمثلة في الأمر: “يعتمد العراق على جارته الشرقية في كل شيء، بدءاً من إمدادات الغاز حتى الكهرباء والمياه والمنتجات الغذائية.

ولا يعيش العراق فقط موقفاً لا يمكن تحقيق الفوز فيه؛ بل الحقيقة أنَّ مَن وَضَعَه في هذا الموقف هو الولايات المتحدة، التي ما تزال تحتفظ بنحو 5200 جندي في العراق، فتزايُد اعتماد البلاد على التجارة الإيرانية والخدمات العامة بشكل كبير كان بسبب غزو الولايات المتحدة عام 2003″.

ومع ذلك، فالإدارة الأميركية ترى أن مشكلتها وحدها مع إيران ولا دخل للعراق فيها

وقالت الصحيفة الأميركية إن ترمب وحلفاءه يرون أنَّها مشكلة العراق وحده.

ويعتزم البيت الأبيض دحر التأثير الإيراني عبر الشرق الأوسط، وإعاقة النظام الثيوقراطي في طهران.

ويجادل المنتقدون بأنَّها مهمة تتسم بالحماسة المفرطة من شأنها أن تحجب أي طرقٍ للتعاون، لا سيما في العراق، حيث عملت إيران والولايات المتحدة على كبح جماح تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، وتتسبب كذلك تلك المهمة في المغالاة بمستويات التهديد الإيراني.

فميزانية طهران العسكرية أقل من تلك الخاصة بإسرائيل والإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهم 3 حلفاء لأميركا في المنطقة يعادون إيران بضراوة.

وكتب ترمب في حسابه على “تويتر”: إيران تلعب بالنار، فهم لا يقدِّرون مدى (الطيبة) التي كان يتعامل بها الرئيس أوباما بها معهم. لكنَّني لستُ أوباما!”.

 

وكتب ستيف سيمون وجوناثان ستيفنسون، المسؤولان السابقان في إدارة ترمب، بمجلة Foreign Affairs: “معاملة الولايات المتحدة لإيران على أنَّها منافس استراتيجي أمر خطير وغير منطقي من أصوله. إيران لا تشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة الأساسية.

فهي تمتنع عن مهاجمة القوات الأميركية أو استخدام الإرهاب لاستهداف الأصول أو الأراضي الأميركية، وتتعايش مع الولايات المتحدة في العراق دون احتكاكاتٍ كثيرة، إضافةَّ إلى أنها وافقت على القيود المفروضة على برنامجها النووي.

وجديرٌ بالذكر أنَّ إيران نادراً ما تردَّ على الهجمات الإسرائيلية بسوريا، حيث لا تحتفظ سوى بقوة صغيرة منتشرة في الجبهة الأمامية تلحق بها ميليشيات شيعية متنوعة أفغانية وعراقية وسورية”.

في تلك الأثناء، يلقي أفراد الشعب الويلات في حين تلعب القوى الأجنبية لعبتها. كان للانخفاض الحاد للريال الإيراني، الذي نتج عن حل ترمب للصفقة النووية، عواقب غير مقصودة على البلدان المجاورة.

إذ غادر مئات الآلاف من العمال المهاجرين الأفغانيين إيران على مدار العام الماضي (2017) مع انهيار الاقتصاد

وحذر تقريرٌ أصدرته مؤخراً إذاعة أوروبا الحرة، أنَّ رحيلهم (وانخفاض التحويلات المالية التي تُرسل إلى العائلات الأفغانية الفقيرة في بلادهم) من شأنه جلب عواقب وخيمة على الجار الغربي لإيران، وقد يؤدي إلى تغذية النزعة القتالية.

وكما ذكر المراسلان الغباشي وسالم بصحيفة The Washington Post، فإنَّ عدداً لا يُحصى من العراقيين الذين استثمروا مدخراتهم في المشروعات التي طرحتها البنوك الإيرانية يشهدون انخفاض قيمة أموالهم بسرعة.

أقدم العراقيون على تلك الاستثمارات على الأغلب قبل بضع سنوات، عندما بدا الوضع عبر الحدود أكثر استقراراً مما كان عليه في العراق، حيث كان “داعش” يسيطر على مدن بأكملها.

أما الآن، فما بدا رهاناً أكثر أماناً تحوَّل ليصبح مصدراً جديداً للبؤس.

ويرى حسين الكعبي، وهو مستثمر عقاري يبلغ 41 عاماً تحدث إلى الصحيفة، أنَّ الفوضى الحالية أعادته إلى الوراء عقداً من الزمان.

وأخبر الكعبي الصحيفة: “الأميركيون لم يفعلوا أي شيء يصب في مصلحة الشرق الأوسط. فكل ما يفعلونه يدمرنا، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو المالية”.

العلاقات بين العراق وإيران كانت ضحية العقوبات الأميركية المفروضة على طهران الأيام الماضية

العراق في مأزق بسبب موقف ترمب من نظام الملالي.. حكومة العبادي تلتزم بعقوبات أميركا على إيران، وطهران تتهمها بالخيانة

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/16 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/16 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
Iraqi Prime Minister Haider al-Abadi speaks during the Tokyo Conference on Supporting Job Creation and Vocational Training to Facilitate Weapons Reduction for Iraqi Society in Tokyo, Japan, April 5, 2018. REUTERS/Toru Hanai

ذكرت صحيفة The Washington Post الأميركية هذا الأسبوع، أنَّ تصاعُد الخلاف بشأن استمرار احتجاز تركيا رجل الدين الأميركي، القس أندرو برانسون، وفرض عقوبات على طهران ، أجج أزمة بين العراق وإيران

بعد أن تحوَّلت مشكلة القس الأميركي إلى أزمة تُعد الأسوأ بين البلدين منذ أكثر من 4 عقود.

إذ زاد ترمب بحماسةٍ التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات التركية؛ ما أدى إلى تردي الليرة التركية إلى أدنى مستوياتها في نهاية الأسبوع. وردَّت تركيا معلنةً، الأربعاء 15 أغسطس/آب 2018، أنَّها ستفرض بدورها تعريفاتٍ جمركية على مجموعةٍ من المنتجات الأميركية، حسبما رصدت صحيفة Washington Post الأميركية.

تصعيد ترمب مع إيران يدفع بالعراق إلى دائرة الاشتباك مع البلدين

وقالت الصحيفة الأميركية إن هذا الصراع العنيف المتصاعد بين حليفي الناتو سيئ بما فيه الكفاية، لكن هناك أزمة أكبر تلوح في آفاق العراق المجاور، الذي طالته آثار محاولات ترمب الضغط على إيران.

والأسبوع الماضي، أقر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بأنَّ بلاده لا تملك خياراً آخر سوى الالتزام بالعقوبات الجديدة التي فرضتها إدارة ترمب على إيران. وتشير التقارير إلى أنَّ الولايات المتحدة ستفرض عقوباتٍ على أي بنكٍ عراقي ينتهك الحظر الأميركي على التعامل التجاري مع الجمهورية الإسلامية.

وقال العبادي: "نحن غير راضين عن هذه العقوبات، ولا نعتقد أنَّها ملائمة… لكنَّنا ملزمون بحماية شعبنا".

لكن ردود الفعل العنيفة من الطرفين دفعت العبادي إلى تغيير موقفه؛ إذ لم يقتصر الأمر على غضب بعض العراقيين فقط، لكن -على ما يبدو- ألغى الإيرانيون اجتماعاً مع رئيس الوزراء، كان من المقرر عقده هذا الأسبوع.

وذكر تامر الغباشي ومصطفى سالم، المراسلان بصحيفة The Washigton Post الأميركية، في تقريرٍ نشرته الصحيفة يوم الثلاثاء 14 أغسطس/آب 2018: "في يوم الإثنين 13 أغسطس/آب 2018، تخلى العبادي عن التزامه السابق، موضحاً أنَّ العراق لن يمتنع إلا عن ممارسة الأعمال التجارية مع إيران بالدولار الأميركي.

وقال إنَّ بلاده لم تقرر بعدُ ما إذا كان العراق سيتوقف عن استيراد السلع الرئيسية من إيران أم لا.

وفي تنازلٍ لجاره القوي، قال العبادي إنَّ رسوم التأشيرة على الحجاج الإيرانيين إلى الأماكن المقدسة الشيعية في العراق ستنخفض؛ لتعويض القيمة الضعيفة للريال الإيراني".

وقال الباحث حسن حسن في حسابه على "تويتر": "يمكن للمرء أن يقول إنَّ سياسة ترمب في إيران تنجح بالفعل".

التوتر بين إيران والعراق وصل إلى أعلى مستوياته منذ أكثر منذ عقد؛ بسبب التزام بغداد بالعقوبات التي أعيد فرضها من جديد.

وهو ما دفع طهران لاتهام العراق بالخيانة ونكران الجميل

وقالت "الواشنطن بوست" الأميركية إن "إيران تتهم العراق بالخيانة، وألغى رئيس وزراء العراق رحلته إلى طهران، إضافةً إلى الهتافات المناهضة لإيران في أثناء الاحتجاجات التي اندلعت في جنوب البلاد".

 

ويتولى العبادي دفة قيادة الحكومة الانتقالية، في حين ما يزال السياسيون العراقيون يتصارعون حول تشكيل الائتلاف الحاكم الجديد للبلاد.

وهو في موقف حساس لا يُحسد عليه: على الرغم من أنَّه يحظى بشعبية في واشنطن، فهو أيضاً مَدين بالفضل للمصالح الإيرانية ونفوذها داخل بلاده وأحزابها السياسية المختلفة.

ولا يمكنه تحمُّل قطع العلاقات مع الولايات المتحدة، الحليف الأمني المهم، ولا الخوض في قتالٍ حقيقي مع طهران، التي تدخل بلاده معها في معاملاتٍ تجارية سنوية تبلغ قيمتها 12 مليار دولار، وتتشارك معها روابط ضخمة أخرى.

وقد تصبح الأمور أكثر تعقيداً في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، تزامناً مع فرض جولةٍ أخرى من العقوبات الأميركية الأكثر صرامة على صناعة النفط في إيران.

وصرَّح نبيل جعفر، أستاذ الاقتصاد في جامعة البصرة، لموقع Al-Monitor، بأنَّ العراق قد "يُحرم من تصدير نفطه" إذا لم تمتثل بغداد لتلك الإجراءات.

لكنَّ جانفييف عبدو، الباحثة بالمؤسسة العربية المقيمة في واشنطن، جادلت في موقع Politico الأميركي، بأنَّ العراق ليس لديه أي خيار سوى انتهاك العقوبات.

فإذا التزم العراق بمطالب إدارة ترمب، فمن الممكن أن تقطع إيران عن جارتها الموارد التي تحتاجها بشدة.

وسيزداد نقص الكهرباء المزمن في العراق، سوءاً بدرجة كبيرة إذا جفَّت إمدادات الغاز الطبيعي الإيراني، وقد يؤدي ذلك إلى جفافٍ أكثر حدةً إذا حوَّلت إيران تدفقات المياه بعيداً عن الأنهار.

وكتبت جانفييف قبل أن توضح المفارقة المتمثلة في الأمر: "يعتمد العراق على جارته الشرقية في كل شيء، بدءاً من إمدادات الغاز حتى الكهرباء والمياه والمنتجات الغذائية.

ولا يعيش العراق فقط موقفاً لا يمكن تحقيق الفوز فيه؛ بل الحقيقة أنَّ مَن وَضَعَه في هذا الموقف هو الولايات المتحدة، التي ما تزال تحتفظ بنحو 5200 جندي في العراق، فتزايُد اعتماد البلاد على التجارة الإيرانية والخدمات العامة بشكل كبير كان بسبب غزو الولايات المتحدة عام 2003″.

ومع ذلك، فالإدارة الأميركية ترى أن مشكلتها وحدها مع إيران ولا دخل للعراق فيها

وقالت الصحيفة الأميركية إن ترمب وحلفاءه يرون أنَّها مشكلة العراق وحده.

ويعتزم البيت الأبيض دحر التأثير الإيراني عبر الشرق الأوسط، وإعاقة النظام الثيوقراطي في طهران.

ويجادل المنتقدون بأنَّها مهمة تتسم بالحماسة المفرطة من شأنها أن تحجب أي طرقٍ للتعاون، لا سيما في العراق، حيث عملت إيران والولايات المتحدة على كبح جماح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتتسبب كذلك تلك المهمة في المغالاة بمستويات التهديد الإيراني.

فميزانية طهران العسكرية أقل من تلك الخاصة بإسرائيل والإمارات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهم 3 حلفاء لأميركا في المنطقة يعادون إيران بضراوة.

وكتب ترمب في حسابه على "تويتر": إيران تلعب بالنار، فهم لا يقدِّرون مدى (الطيبة) التي كان يتعامل بها الرئيس أوباما بها معهم. لكنَّني لستُ أوباما!".

 

وكتب ستيف سيمون وجوناثان ستيفنسون، المسؤولان السابقان في إدارة ترمب، بمجلة Foreign Affairs: "معاملة الولايات المتحدة لإيران على أنَّها منافس استراتيجي أمر خطير وغير منطقي من أصوله. إيران لا تشكل خطراً على مصالح الولايات المتحدة الأساسية.

فهي تمتنع عن مهاجمة القوات الأميركية أو استخدام الإرهاب لاستهداف الأصول أو الأراضي الأميركية، وتتعايش مع الولايات المتحدة في العراق دون احتكاكاتٍ كثيرة، إضافةَّ إلى أنها وافقت على القيود المفروضة على برنامجها النووي.

وجديرٌ بالذكر أنَّ إيران نادراً ما تردَّ على الهجمات الإسرائيلية بسوريا، حيث لا تحتفظ سوى بقوة صغيرة منتشرة في الجبهة الأمامية تلحق بها ميليشيات شيعية متنوعة أفغانية وعراقية وسورية".

في تلك الأثناء، يلقي أفراد الشعب الويلات في حين تلعب القوى الأجنبية لعبتها. كان للانخفاض الحاد للريال الإيراني، الذي نتج عن حل ترمب للصفقة النووية، عواقب غير مقصودة على البلدان المجاورة.

إذ غادر مئات الآلاف من العمال المهاجرين الأفغانيين إيران على مدار العام الماضي (2017) مع انهيار الاقتصاد

وحذر تقريرٌ أصدرته مؤخراً إذاعة أوروبا الحرة، أنَّ رحيلهم (وانخفاض التحويلات المالية التي تُرسل إلى العائلات الأفغانية الفقيرة في بلادهم) من شأنه جلب عواقب وخيمة على الجار الغربي لإيران، وقد يؤدي إلى تغذية النزعة القتالية.

وكما ذكر المراسلان الغباشي وسالم بصحيفة The Washington Post، فإنَّ عدداً لا يُحصى من العراقيين الذين استثمروا مدخراتهم في المشروعات التي طرحتها البنوك الإيرانية يشهدون انخفاض قيمة أموالهم بسرعة.

أقدم العراقيون على تلك الاستثمارات على الأغلب قبل بضع سنوات، عندما بدا الوضع عبر الحدود أكثر استقراراً مما كان عليه في العراق، حيث كان "داعش" يسيطر على مدن بأكملها.

أما الآن، فما بدا رهاناً أكثر أماناً تحوَّل ليصبح مصدراً جديداً للبؤس.

ويرى حسين الكعبي، وهو مستثمر عقاري يبلغ 41 عاماً تحدث إلى الصحيفة، أنَّ الفوضى الحالية أعادته إلى الوراء عقداً من الزمان.

وأخبر الكعبي الصحيفة: "الأميركيون لم يفعلوا أي شيء يصب في مصلحة الشرق الأوسط. فكل ما يفعلونه يدمرنا، سواء من الناحية العسكرية أو السياسية أو المالية".