قال الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الأحد 12 أغسطس/آب 2018، إن الحزب الحاكم الذي يتزعمه (المؤتمر الوطني) "ليس علمانياً، إنما حركة إسلامية تقوم على مبادئ إسلامية معروفة".
جاء ذلك في خطابه أمام الجلسة الختامية لاجتماعات مجلس شورى الحزب المنعقدة، منذ الخميس الماضي.
كواليس عملية الانقلاب
وتحدث البشير عن عملية الانقلاب التي قادها قبل 29 عاماً، كاشفاً بعض الكواليس التي رافقت العملية.
وقال البشير إن عملية السيطرة على السلطة التي قادتها الجبهة الإسلامية القومية، وأطلقت عليها حينها مسمى "الثورة الوطنية للإنقاذ"، جاءت من مركز قوة.
وأضاف: "حينها استخدمنا 30% من قوتنا داخل القوات المسلحة، وقمنا بتجنيب القوة المتبقية احتياطياً، لأي طارئ آخر حال انكشف الانقلاب".
ولفت البشير إلى أنه أصر على الإسراع في الانقلاب، لورود معلومة إليه تفيد بأن البعثيين ينوون السيطرة على الحكم، مؤكداً أن نسبة نجاح تحركه في تلك اللحظة لم تتجاوز 10%.
وأضاف البشير: "عندما أتذكر أن البعثيين سيتسلمون السلطة أحاور نفسي (عملنا دا لله، وتحركنا، ونسبة نجاحنا 10 بالمائة، ومعروف أن البعثيين إذا تسلموا بعملوا شنو، وعملنا لله و90% ما كتيرة على الله)".
وكشف البشير أيضاً أنه لحظة اتخاذ قرار الانقلاب لم يكن لديهم رجل يتسلم القيادة العامة؛ لأن الجميع كان بالطرف الآخر وسيرفض التنفيذ، ولم نكن نعرف كيف نخترق القيادة العامة.
استمر الأمر على حاله إلا أن تمت مقابلة المقدم "هشام عمر كجو" من أحد المقربين من البشير، وتم إخباره عن الانقلاب الذي سيقوده البشير، ووافق على تأييد العملية.
وحدث الانقلاب منتصف العام 1989؛ ليتولى البشير مقاليد الحكم في البلاد، لنحو 29 سنة، لا تزال مستمرة.
ترشيح البشير للانتخابات المقبلة
وأضاف البشير، في خطابه، أن توصية مجلس الشورى بترشيحه للانتخابات الرئاسية التي تعقد عام 2020، "أمانة ومسؤولية كبيرة على عاتقي لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية للمواطنين في البلاد".
والخميس الماضي، أجاز مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني، توصية بترشيح البشير للانتخابات الرئاسية في 2020 عن الحزب، حسب ما أفاد مصدر بـ "المؤتمر الوطني".
من ناحية أخرى، دعا البشير المسؤولين في حكومة البلاد إلى ضبط السوق وأسعار السلع، ومحاربة الغلاء.
وأفاد قائلاً: "الغلاء إلى زوال، ولدينا رؤية واضحة لمعالجة الأزمة الاقتصادية الحالية".
وصعد معدل التضخم في السودان بنسبة 63.94% على أساس سنوي، في يوليو/تموز الماضي، مقارنة بـ63.86% في يونيو/حزيران السابق له، بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء في السودان.
وتشهد نسب التضخم في عموم البلاد صعوداً متسارعاً منذ نهاية 2017، مدفوعاً بهبوط حاد في سعر صرف العملة المحلية.
ويعاني السودان، منذ انفصال جنوب السودان 2011، من ندرة في النقد الأجنبي، لفقدانه ثلاثة أرباع موارده النفطية، وتساوي 80% من موارده من النقد الأجنبي.
على صعيد ثانٍ، شدَّد البشير على ضرورة استكمال السلام في دارفور (غرب)، وجنوب كردفان (جنوب)، والنيل الأزرق (جنوب شرق).
وذكر في هذا السياق أن "السلام في السودان سيكون من الداخل"، دون مزيد من التفاصيل.
ومنذ 2003، تقاتل 3 حركات مسلحة رئيسية بدارفور ضد الحكومة، هي: "العدل والمساواة" بزعامة جبريل إبراهيم، و "جيش تحرير السودان" بزعامة أركو (مني) مناوي، و "تحرير السودان"، التي يقودها عبد الواحد نور.
كما تقاتل "الحركة الشعبية لتحرير السودان/ قطاع الشمال"، قوات الحكومة السودانية، منذ يونيو/حزيران 2011، في ولايتي جنوب كردفان، والنيل الأزرق.