بعد عامين من تطبيق ما يُسمَّى حظر النقاب في إحدى المقاطعات في سويسرا ، تُظهِر أرقام حديثة أنَّ هذا الإجراء ربما لم يصل للأشخاص المقصودين، وفق تقرير صحيفة The Washington Post الأميركية.
إذ ذكرت حكومة مقاطعة تيتشينو السويسرية، في بيان صدر الثلاثاء 7 أغسطس/آب، أنَّها بدأت اتخاذ 37 إجراءً قانونياً فقط، وأعطت بعض التحذيرات منذ بدء سريان القانون في يوليو/تموز 2016. لكن بدلاً من استهداف المسلمات اللاتي يرتدين غطاء الوجه مثل البرقع أو النقاب، انتهى الأمر بالشرطة السويسرية في المقاطعة بتغريم مشجعي كرة القدم الذين يرتدون الأقنعة.
وبحسب بيان إدارة المؤسسات في مقاطعة تيتشينو، فإنَّ الأغلب من بين الحالات العشر التي اتُّخِذت فيها إجراءات قانونية منذ بداية هذا العام 2018، تقع ضمن نطاق "التعصب الرياضي" (أو الظاهرة المعروفة بالهوليغانز). وبحسب وكالة الأنباء السويسرية، أعلنت السلطات أنَّ عدد المسلمات اللاتي تأثَّرن بهذا الحظر قد يُعَد على أصابع اليد الواحدة.
ونُشِرَت تلك البيانات وسط حالة متجدِّدة من الجدل تحيط بالنقاب وأنواع أخرى من أغطية الوجه والشعر الإسلامية في أوروبا، ففي بريطانيا طُلِب من وزير الخارجية السابق بوريس جونسون تقديم اعتذار لمقارنته النساء اللاتي يرتدين النقاب بـ"صناديق البريد"، رغم أنَّه قال إنَّه لا يدعم حظر الزي.
ويوجد لدى بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبلجيكا شكلٌ ما مُقرّ من أشكال الحظر على النقاب، في حين طُرِحَت الفكرة في بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا.
يوجد بمقاطعة تيتشينو السويسرية الناطقة بالإيطالية عدد قليل يزيد عن 350 ألف نسمة، وهي المقاطعة الوحيدة في سويسرا التي حظرت النقاب، لكن هناك حملة تطالب بالحظر على نطاق البلاد بأكملها، وتُظهِر استطلاعات الرأي تأييداً شعبياً واسعاً لمثل هذا الإجراء.
وأجرت مقاطعة تتشينو استفتاءً شعبياً عام 2013، أسفر عن إقرار حظر ارتداء أي ملابس تغطي الوجه في الأماكن العامة. ويفرض القانون غرامةً لا تقل عن 100 فرانك سويسري (100.6 دولار أميركي تقريباً) لتغطية الوجه في الأماكن العامة، مع استثناءات محددة تتعلَّق بإجراءات السلامة والصحة والتقاليد السويسرية.
ومع أنَّ نصَّ القانون لم يحدد صراحةً الأزياء الإسلامية مثل النقاب، إلا أنَّ المدافع الرئيسي عن هذا الإجراء، الصحافي السابق جورجيو غيرينغيلي، قال حينها إنَّ هذا الإجراء كان إشارة ضد "الإسلام المتطرف".
وقال غيرينغيلي في تصريحات لصحيفة 20 Minuti السويسرية هذا الأسبوع، إنَّ معدلات ارتداء النقاب المنخفضة لم تؤثر على رأيه في هذا الموضوع. مضيفاً: "لا ينبغي أن ننتظر مغادرة الثيران حظيرتها قبل التدخل".
ولا يعد انتشار النقاب شرطاً كي يحظر بلدٌ ما ارتداءه، ففي عام 2016 ناقشت ألمانيا حظر غطاء الوجه الإسلامي، وسعى الصحافيون بجدٍّ للعثور على امرأة واحدة ترتدي نقاباً كاملاً. (أشارت التقديرات إلى وجود عدد قليل من النساء، حوالي 300، اللاتي يرتدين نقاباً أقل تقييداً).
وذكرت دراسة أعدَّتها وزارة الداخلية في فرنسا، حيث حُظِر النقاب عام 2011، أنَّ عدداً قليلاً من النساء يرتدين البرقع في البلد، وأنَّ حوالي ألفي سيدة فقط يرتدين النقاب. وقال علماء الاجتماع الذين درسوا تأثير هذا الحظر على المسلمات، إنَّ الكثير من النساء اللاتي كُنَّ يرتدين النقاب من قبل يلازمن بيوتهن، ولا يجازفن بالخروج منها.
ـــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضاً