بصوت خافت وكلام سريع، تلا الشاب السوري كلماته الأخيرة قبل أن يلقى حتفه على يد عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، التي رمته مذبوحاً بعد نحو 10 أيام من اختطافه إلى جانب 35 آخرين من السويداء جنوب سوريا، ليكون أول رهينة من السويداء تقتلها داعش.
باختصار، التهمة الموجهة للشاب مهند دوقان أبو عمار (19عاماً)، هي فشل المفاوضات بين النظام وداعش، ولكن الأمر الذي أدى إلى قتله
ذبحاً لا علاقة له به، لا من قريب ولا من بعيد.
مجرمو داعش أعدموا أول مختطف من أبناء #السويداء !!!!!!!نشر عناصر من تنظيم داعش على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لإعدام مواطن من مختطفي السويداء لديهم، يوم أمس السبت 4-8-2018.وتوضح مقاطع الفيديو التي نشرها عناصر التنظيم المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، المواطن "مهند ذوقان أبو عمار" يتحدث فيه أن فشل المفاوضات مع داعش كان سبباً لإعدامه، ويقول تاريخ تصوير الفيديو 2-8-2018، أي يوم الخميس الفائت.وفي المقطع الثاني الذي تتحفظ السويداء 24 على نشره لما يحوي من مشاهد قاسية، يظهر أحد مجرمي داعش يقوم بإعدام الشهيد "مهند" ذبحاً.وأكد مصدر من قرية "الشبكي" للسويداء 24 أن "مهند" يبلغ من العمر 19 عام وهو طالب بحوث علمية، وقد اختطفه تنظيم داعش يوم الأربعاء 25-7-2018 بعد الهجوم على قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي.وتناشد السويداء 24 الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره التدخل وإطلاق سراح مختطفي السويداء بشكل فوري، حيث لا يزال التنظيم المتشدد يحتجز ثلاثين مواطناً غالبيتهم من النساء والأطفال.
Geplaatst door السويداء 24 op Zaterdag 4 augustus 2018
يقول أحد معارفه لـ"عربي بوست"، إن الشاب -وهو من قرية الشبكي- طالب بحوث علمية، لا يد له في تلك المفاوضات التي يتحدث عنها التنظيم، الذي نشر مقطع فيديو آخر وهو ينفذ الحكم بحق الشاب بتاريخ 2 أغسطس/آب 2018.
وتتولى روسيا التفاوض مع التنظيم لإطلاق سراح المختطفين خلال هجوم شنه في محافظة السويداء، وفق ما قاله الشيخ يوسف جربوع، أحد مشايخ عقل الطائفة الدرزية في سوريا، لوكالة "فرانس برس".
لكن بحسب المرصد السوري، فإن التنظيم يطالب بإطلاق سراح مقاتلين تابعين له، تحتجزهم قوات النظام السوري من منطقة حوض اليرموك في محافظة درعا المجاورة، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين في الأسبوعين الأخيرين.
لم يقتصر ما يقوم به في تلك المنطقة على الخطف؛ بل قام أيضاً بتنفيذ 3 تفجيرات نفذها انتحاريون بأحزمة ناسفة، تبناها التنظيم ؛ ما أوقع أكثر من 150 قتيلاً ونحو 200 جريح.
التفجيرات التي وقعت وسط أحد الأسواق الشعبية في المدينة وأربكت الأوضاع الأمنية فيها، ترافقت مع هجوم عسكري قاده التنظيم المتشدد على القرى المجاورة، ما سمح له بالسيطرة على ثلاث منها، إلا أنه تراجع عنها بعد عدة ساعات، نتيجة الهجمات العسكرية التي شنتها قوات النظام السوري.
النظام مسؤول
لم تشهد المدينة منذ اندلاع الأزمة في سوريا، أحداث عنف كما حصل فجر الأحد 5 أغسطس/آب 2018، ويلقي الناشطون في السويداء اللوم على النظام السوري، الذي نقل في مايو/أيار 2018، نحو 800 من مقاتلي "الدولة الإسلامية" من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق إلى منطقة الأشرفية والعورة التي تبعد أقل من 10 كيلومترات عن المدينة.
هذه الخطوة تبعها في شهر يونيو/حزيران 2018، سحب النظام السوري جزءاً كبيراً من قواته من بادية السويداء إلى محيط ريف درعا الشرقي من جهة مدينة بصرى الشام، بهدف المشاركة في الحملة العسكرية على درعا.
قال خالد (من السويداء)، لـ"عربي بوست"، إن الأهالي في حالة خوف كبيرة، ولفت إلى أن "قتلى عناصر التنظيم يحملون هويات شخصية تُثبت أنهم من مخيم اليرموك"، وأضاف أن "السكان يعتقدون أن الانسحاب المفاجئ للنظام من البادية، وعدم اتخاذ أي تدابير ووسائل حماية لقرى المنطقة، تسببا في هذا الهجوم".
خطة لإجبار شباب المدينة على الالتحاق بقوات الجيش السوري
مالك أبو خير، الناشط الإعلامي، أوضح في صفحته على موقع فيسبوك، أن المدينة شهدت اجتماعاً بين وجهاء المدينة وممثلين عن النظام، وأضاف أنهم "أكدوا للمرة الألف، رفض مشاركة شباب السويداء في المعارك ضد أي سوري، والبقاء ضمن الجبل؛ لحمايته فقط"، وتابع قائلاً: "اليوم آجى الرد على قرار هالرفض من قِبل تنظيم داعش الي تم نقله بصفقة علنية من مخيم اليرموك نحو بادية السويداء!".
من عدة أيام صار اجتماع بالسويداء، وخلال هالاجتماع تم التاكيد للمرة الالف على رفض مشاركة شباب السويداء في المعارك ضد أي…
Geplaatst door مالك ابو خير op Woensdag 25 juli 2018
منذ عدة سنوات، يرفض أهالي مدينة السويداء إرسال أبنائهم لأداء الخدمة العسكرية في الجيش السوري، وشكلوا قوات من أبناء المدينة، مهمتها حماية المدينة من أي هجوم، وعدم التدخل في المعارك التي يشنها النظام ضد مناطق المعارضة في باقي المناطق.
الهدف كسر الدروز
وروى أحد المصادر المطلعة أن هناك هجمة على السويداء من قِبل النظام وروسيا، بهدف ترتيب أوراق المنطقة الجنوبية بشكل كامل بعد الانتهاء من درعا والقنيطرة، ولفت إلى أن المقصود هو "إثناء حركة رجال الكرامة عن مواقفهم، والعودة إلى الالتزام بقوانين الدولة السورية".
بيّن أن وفداً روسيّاً زار المدينة والتقى بعض الوجهاء ومشايخ العقل، وهو ما يطلق على القيادة الروحية للدروز، وتحدث الروس عن وجود قوات إرهابية ويجب حلها، وهي قوات شيخ الكرامة..
أما حركة "رجال الكرامة" هي حركة تم تأسيسها في عام 2015 على يد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، ومهمتها الأساسية حماية السكان الدروز في السويداء من أي هجوم أو جهة، وتقف موقف الحياد في الأزمة السورية، فهي لا تصنف نفسها على أنها معارضة أو موالاة.
تخضع الحركة لقيادتين من المراجع الدينية؛ هما: الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش، والشيخ أبو حسن يحيى الحجار.
وهما يجمعان ما بين الشؤون الدينية والعسكرية للحركة.
وأتبعت الحركة زيارة الوفد الروسي بإصدار بيان، قالت فيه إن "أي اعتداء على أي شاب من شباب الجبل هو إعلان للحرب التي كنا -وما زلنا- أهلاً لها".
لكن بحسب أعضائها، فقد تأسست الحركة على شعارات حماية محافظة السويداء من تهديدات "داعش" للبادية الشرقية للمحافظة، والتزمت الحياد أكثر مما تبنَّت موقفاً معيّناً من الأزمة السورية. إلا أن المعارضة السورية ترى قوات الحركة من الموالين للنظام على الرغم من الموقف الروسي.
قوات ضد المعارضة، لكنها ليست مع النظام
أما قوات شيخ الكرامة، التابعة للحركة، والتي وصفتها روسيا بالإرهابية، فهي ميليشيا تشكلت بعد مقتل وحيد البلعوس؛ للأخذ بثأره وحماية الجبل وأهله.
وإكمال طريقه عبر رفض إجبار سكان السويداء على الالتحاق بجيش النظام السوري، وهو الموقف الذي أثار غضب النظام.
.
فعلى الرغم من أن قوات شيخ الكرامة لم تخض أي معركة منذ تأسيسها، فإنها قامت بعدة عمليات نوعية.
أما من أمثلة العمليات التي قام بها الفصيل، تحرير الشيخ منير عبد الباقي، عندما أوقفه النظام على حدود لبنان وأخذه للالتحاق بالجيش، فخطفت القوات 15 ضابطاً، ما اضطر النظام إلى إطلاق سراحه في اليوم نفسه.
وبحسب تصريحات صحافية سابقة لبعض قيادات الحركة، فإن الاتهامات الروسية لقوات شيخ الكرامة بأنها تنظيم إرهابي جاءت على خلفية رفض قوات الكرامة الاشتراك في "حملة النظام ضد ثوار درعا".