يلتقي وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة 3 أغسطس/آب 2018، في سنغافورة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية الجديدة بين واشنطن وأنقرة على خلفية احتجاز أنقرة لقسّ أميركي.
وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس أندرو برونسون، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي في تركيا بعد اعتقاله عاماً ونصف العام لاتهامه بـ "الإرهاب" و "التجسس".
وتأتي هذه الأزمة، وهي الأخطر بين الحليفين الأطلسيين منذ عقود، فيما صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب النبرة في الأيام الأخيرة مطالباً بإطلاق سراح برانسون.
أنقرة تتوعد بالرد
وأعربت تركيا الخميس عن غضبها بعد عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على وزيرين في حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية اعتقال القسّ.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان: "لا شك في أن هذا سيضر بشكل كبير بالجهود البناءة التي تُبذل لحل المشاكل بين البلدين". وأضافت: "سيكون هناك رد فوري على هذا الموقف العدائي".
وتابعت وزارة الخارجية: "إننا ندعو الإدارة الأميركية إلى العودة عن هذا القرار الخاطئ".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ واشنطن تُواصل تفضيل "النهج الدبلوماسي"، معلنةً عن أنّ الاجتماع بين بومبيو وجاويش أوغلو سيتم الجمعة الساعة 12,30 (04,30 بتوقيت غرينتش)، على أن يكون بعيداً عن الكاميرات.
وتنعكس قضية القسّ الأميركي على العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة منذ نحو عامين.
خلافات أخرى بين البلدين
وهذه القضية ليست سوى شق من الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة اللتين تملكان أكبر جيشين في الحلف الأطلسي.
حيث إن ملف القس يضاف إلى العديد من الملفات التي زادت من تعقيد العلاقات بين البلدين، في مقدمتها تسليم فتح الله غولن، وقضية "بنك خلق"..
وتأخذ أنقرة على واشنطن دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم الدول الإسلامية في سوريا، ورفضها تسليم الداعية فتح الله غولن الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب في يوليو/تموز 2016، فيما هو ينفي أي ضلوع له.
من جانبها، احتجت الولايات المتحدة بشدة على توقيف موظفين محليين في قنصليات أميركية في تركيا.
ما هي التهم الموجَّهة للقس برانسون؟
وفي 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، تم اعتقال برانسون بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمتي "غولن" و "بي كا كا" اللتين تعتبرهما أنقرة "إرهابيتين". كما تضمنت لائحة الاتهام ضده، ارتكاب جرائم باسم "بي كا كا" و "غولن" تحت مظلة رجل دين، وتعاونه مع المنظمتين رغم علمه المسبق بأهدافهما.
وأشارت اللائحة إلى أن "برانسون" كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديِّين من "غولن" والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرِّض على الانفصال، وتتضمن ثناءً على منظمتي "بي كا كا" و "غولن" في كنيسة "ديريلش" بمدينة إزمير (غرب).
في حين وجهت اللائحة إلى "برانسون" تهمة إجراء دراسات ممنهجة بالمناطق التي يقطنها الأكراد خصوصاً، وتأسيس "كنيسة المسيح الكردية"، التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير.
وتم العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص برانسون، تُظهر حضور القس اجتماعات لمنظمة "غولن"، وأخرى فيها رايات ترمز إلى المنظمة الانفصالية "بي كا كا"، وفق لائحة الاتهام.
وأكدت اللائحة توجُّه برانسون، مراراً، إلى مدينة "عين العرب" (كوباني) شمالي سوريا، التي ينشط فيها تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي، وقضاء "سوروج" التركي، المحاذي للمدينة السورية، وذلك في إطار الاستراتيجية العامة لـ "بي كا كا".
كما احتوت اللائحة على رسالة بعث بها برانسون إلى أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين، يُعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016.
اقرأ أيضاً
أنقرة تتوعد واشنطن بالرد على العقوبات.. و4 أحزاب تركية تعتبرها استهدافاً لكيان الجمهورية التركية
منها تسليم غولن وقضية "بنك خلق" والأكراد.. تعرَّف على أهم 5 ملفات تُعقِّد التحالف بين أنقرة وواشنطن