خصَّ الرئيس الإريتري أيسايس أفورقي، الأحد 8 يوليو/تموز 2018، رئيسَ الحكومة الإثيوبي أبي أحمد باستقبال حافل في أسمرا، قُبيل عقد اجتماع بينهما، الهدف منه وضع حدٍّ للحرب وعقود من العداء بين البلدين الجارين، الواقعين في القرن الإفريقي.
وبث التلفزيون الإريتري مقاطع مصوَّرة للرجلين وهما يحتضنان بعضَهما البعض، فيما نشر رئيس أركان الجيش الإثيوبي صوراً على تويتر، مصحوبة بتعليقه أن "الزيارة توفّر فرصةً رائعةً للمضي قدماً بلا تردد نحو السلام لمصلحة شعبينا".
وفي مشهد لم يكن من الممكن تخيُّله قبل أسابيع فقط، نزل أبي أحمد من طائرة تابعة للخطوط الإثيوبية في مطار أسمرا، ليحيي أيسايس ويحتضنه، قبل أن يسيرا معاً على السجاد الأحمر.
ولم يصدر عن الزعيمين أي تعليق قبل أن يتوجَّها إلى مقر الاجتماع.
رئيس الوزراء الإثيبوبي "آبي أحمد يصل إلى العاصمة الإرترية #أسمره في أول زيارة لمسؤول أثيوبي منذ عام 1997 pic.twitter.com/qC55VKg3YJ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) July 8, 2018
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ميليس اليم لوكالة فرانس برس، إن "الزيارة جزء من مساعٍ لتطبيع العلاقات مع إريتريا. ومن المتوقع أن يتباحث (أبي) مع القيادة الإريترية (حول) كيفية رأب الصدع" بين البلدين.
ويأتي اللقاء إثر إعلان أبي أن إثيوبيا ستنسحب من بلدة بادمي، وغيرها من المناطق الحدودية الخلافية؛ تنفيذاً لقرار أصدرته العام 2002 لجنة تدعمها الأمم المتحدة حول ترسيم الحدود بين البلدين.
وأدَّى رفض تنفيذ إثيوبيا للقرار إلى تجميد العلاقات بين البلدين، اللذين خاضا من العام 1998 إلى 2000 حرباً أسفرت عن حوالي 80 ألف قتيل.
وإريتريا التي كانت منفذ إثيوبيا على البحر بمرفأيها عصب ومصوع، أعلنت استقلالها عام 1993، بعدما طردت القوات الإثيوبية من أراضيها في 1991 بعد حرب استمرت ثلاثة عقود. ومذاك أصبحت إثيوبيا، البالغ عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة بلداً من دون منفذ بحري.
وتولَّى أبي أحمد منصبه في أبريل/نيسان الفائت، بعد سنوات من الاضطرابات المناهضة للحكومة، وسرعان ما أعلن تغييرات غير مسبوقة، بما في ذلك تحرير بعض نواحي الاقتصاد، الذي تسيطر عليه الدولة، والإفراج عن معارضين مسجونين.
لكن أكبر تحوُّل في سياسته حتى الآن هو توجّهه نحو إريتريا، إذ وعد أبي أحمد بالتنازل عن الأراضي التي احتلتها بلاده منذ انتهاء الحرب الحدودية الدامية التي استمرت عامين في عام 2000.
من جانبها، ردَّت إريتريا بإرسال اثنين من كبار المسؤولين إلى إثيوبيا، في 26 يونيو/حزيران، وبعد ذلك تم الإعلان عن لقاء بين أبي وأيسايس، رغم عدم الإعلان عن أي تفاصيل تتعلق باللقاء.
لكن لا يزال يتعيَّن على إثيوبيا الانسحاب من الأراضي المتنازَع عليها، بما فيها بلدة بادمي، التي تسيطر عليها في انتهاك لقرار الأمم المتحدة.