الأردن أغلقت الحدود وأعلنتها بوضوح ..اكتفينا من السوريين

نازحو درعا يهربون من القصف إلى العراء لا ماء ولا دواء بانتظار فتح الحدود  

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/30 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/30 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
Migrants find shelter from rain and cold weather and warm your hands around the fire.

لم يكونوا بحاجة إلى السلام يوماً مثل الآن..  رغم مرور أكثر من ست سنوات على الأزمة السورية، التي يقبع في خندقها الأول الشعب المعارض لنظام الأسد وسياساته، وفي الخندق الآخر يجلس الأسد رافضاً الاستسلام.

فصول الأزمة السورية تعددت من النظام إلى الجيش الحر وداعش، كل طرف منهم يخدم أجندته الخاصة بعيداً عن وضع المدنيين بالاعتبار، رحلة نزوح وتهجير طويلة طالتهم من الغوطة إلى إدلب ودمشق وحماة، بطول سوريا وعرضها وإلى أبواب البلدان المجاورة فروا باحثين عن مأوى.

شباب يتفقدون ركام القصف في درعا
شباب يتفقدون ركام القصف في درعا

يحاول الرئيس السوري، بشار الأسد، السيطرة على مدينة درعا، التي تعتبر أحد أهم معاقل المعارضة، بكل الوسائل. وفي حين أن انتصاره هناك متوقع، إلا أن ذلك لا يمثل سبباً حتى يطمئن سكانها كما لا يضمن للأسد سيطرته على سوريا كاملةً.

وفقاً لما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الهجمات على درعا، والتي لا تزال مستمرة منذ أسبوع، عن مقتل 22 شخصاً مؤخراً، ليصل عدد الوفيات الإجمالي، خلال بضعة أيام، إلى 100 شخص. وقد اضطر نحو 50 ألف  شخص إلى الفرار من المنطقة.

أشد فصول معاناة المدنيين كانت مع بدء جيش النظام السوري حملة عسكرية برعاية روسية، تنفذ على محافظة درعا جنوبي سوريا، ليبحث عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب عن ملجأ بعيد عن القصف الذي ينفذه الطيران السوري.

نحتاج إلى كل شيء

أبو أحمد وهو اسم مستعار لشخص يجلس في قرية المتاعية المتاخمة للحدود الأردنية، واحد من نحو ثلاثة آلاف عائلة نزحت من قرى بصر الحرير ومليحة العطش منذ نحو أسبوع بهدف الهروب من قصف النظام السوري للمناطق المحيطة بهم.

أبو أحمد يرفض أن يصرح باسمه الحقيقي، تواصلنا معه عبر الإنترنت الذي يجده بعد تشغيله لشريحة هاتف أميركية فعّلها بواسطة الأقمار الصناعية، يقول إنهم يفتقدون الطعام والماء والغطاء، وهم بحاجة إلى كل شيء “حرفياً كل شيء”.

ينتظر أبو أحمد وأسرته أي وسيلة تنقله باتجاه حدود الجولان التي تفصل سوريا عن إسرائيل، بعد سماعه أخباراً لم يتأكد منها، عن وجود خيم في تلك المنطقة لإيواء الفارين من الحرب، ورغم أنها لا تزال هذه الأخبار في مرحلة الشائعات، إلا أنه مستعد للمغامرة.

المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية، ولكن!

الحساب الرسمي لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تويتر أورد تغريدة تتحدث عن لقاء جمعه أمس بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لبحث تحرك دولي لوقف النار في الجنوب وحماية المدنيين ومساعدة الأشقاء داخل سوريا، الصفدي أكد أن اتصالات المملكة تستمر مع كل المعنيين لوقف القتال وضمان تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته نحو المدنيين وإيصال المساعدات لهم في بلدهم.

في تل الشهاب القريب من واجهة الحدود الشمالية بين الأردن وسوريا تجلس مجموعات من الفارين، عددهم بالآلاف يجلسون بين الشجر في الأراضي الزراعية، من دون طعام أو ماء أو دواء، إذ هربوا من قصف النظام خوفاً على حياتهم.

هدنة منتظرة..

“انتظروا الهدنة، ليجلبوا بعض الحاجيات التي تعينهم على العراء، لكن الجيش السوري خرق الهدنة من  اللحظة الأولى، وما زالوا بانتظار الحل”، العدد لا يمكن حصره بدقة، لكن أكبر مجموعة تضم نحو 75 ألف شخص، في الوقت الذي تتحدث فيه الأخبار أن العدد يتراوح بين 150-200 ألف شخص.

يقول أحدهم لعربي بوست “اتفقوا على أحد الأطراف وحلوا القضية، لم نعد مع طرف على حساب الآخر، ما بدنا حرية ولا بطاطا، اتركونا بحالنا، بدنا نعيش ونبطل نشوف أولادنا بموتوا قدامنا”.

هؤلاء المدنيون القابعون في تل شهاب بانتظار الحل من أحد الأطراف، ليس بالضرورة أنهم يرغبون في الدخول إلى الأردن، لكنهم يجلسون في هذه النقطة التي تعد الأقرب إلى الأردن احتماءً من قصف النظام باعتبارها منطقة آمنة وجزء منها يعود للسيادة الأردنية.

الجيش الأردني يمسح المنطقة الحدودية

مصادر وشهود عيان في المنطقة أكدوا لعربي بوست أن الجيش الأردني أطلق فجر الجمعة عدة قنابل مضيئة بعد رصده تحركات معينة على الحدود، يأتي هذا في الوقت الذي سقطت فيه 7 قذائف في المناطق السكنية داخل الأراضي الأردنية، فيما سقطت نحو 20 قذيفة أخرى لم يتم الإعلان عنها وكانت في مناطق قريبة من الجيش وجمرك الرمثا المدينة الملاصقة للحدود السورية.

وزير الخارجية الأردني أورد تغريدة تحدث فيها عن أهم مجريات لقائه مع غوتيريش، والتي تمحورت حول وقف النار جنوب سوريا، وتوفير آليات فاعلة لحماية المدنيين ومساعدتهم في بلدهم.

الأمم المتحدة.. درعا على مشارف كارثة

 يأتي ذلك في ظل تأكيد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز في تصريحات صحفية، عدم قدرة الأردن على استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، فيما أشار الصفدي، أن الاتصالات الأردنية حول الجنوب السوري، حقن الدم السوري ودعم حل سياسي ومساعدة النازحين في الداخل، لا تواجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل.

 ويقول الصفدي “حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما نستطيع ونحمي مصالحنا وأمننا”.

وانتهت أمس الجمعة الهدنة بين الجيش الحر والنظام السوري في درعا، في الوقت الذي جددت فيها الأمم المتحدة، دعوتها إلى وقف العنف محذرة من “كارثة”.

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد، إلى وضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا والتقيد بالقانون الدولي، مشيراً إلى أن مختلف الأطراف استخدمت المدنيين رهائن وإن خطر حصار المدنيين بين قوات النظام وداعش والمعارضة ما زال قائماً.

 

 

الأردن أغلقت الحدود وأعلنتها بوضوح ..اكتفينا من السوريين

الأردن أغلقت الحدود وأعلنتها بوضوح ..اكتفينا من السوريين

نازحو درعا يهربون من القصف إلى العراء لا ماء ولا دواء بانتظار فتح الحدود  

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/30 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/30 الساعة 09:42 بتوقيت غرينتش
Migrants find shelter from rain and cold weather and warm your hands around the fire.

لم يكونوا بحاجة إلى السلام يوماً مثل الآن..  رغم مرور أكثر من ست سنوات على الأزمة السورية، التي يقبع في خندقها الأول الشعب المعارض لنظام الأسد وسياساته، وفي الخندق الآخر يجلس الأسد رافضاً الاستسلام.

فصول الأزمة السورية تعددت من النظام إلى الجيش الحر وداعش، كل طرف منهم يخدم أجندته الخاصة بعيداً عن وضع المدنيين بالاعتبار، رحلة نزوح وتهجير طويلة طالتهم من الغوطة إلى إدلب ودمشق وحماة، بطول سوريا وعرضها وإلى أبواب البلدان المجاورة فروا باحثين عن مأوى.

شباب يتفقدون ركام القصف في درعا
شباب يتفقدون ركام القصف في درعا

يحاول الرئيس السوري، بشار الأسد، السيطرة على مدينة درعا، التي تعتبر أحد أهم معاقل المعارضة، بكل الوسائل. وفي حين أن انتصاره هناك متوقع، إلا أن ذلك لا يمثل سبباً حتى يطمئن سكانها كما لا يضمن للأسد سيطرته على سوريا كاملةً.

وفقاً لما نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أسفرت الهجمات على درعا، والتي لا تزال مستمرة منذ أسبوع، عن مقتل 22 شخصاً مؤخراً، ليصل عدد الوفيات الإجمالي، خلال بضعة أيام، إلى 100 شخص. وقد اضطر نحو 50 ألف  شخص إلى الفرار من المنطقة.

أشد فصول معاناة المدنيين كانت مع بدء جيش النظام السوري حملة عسكرية برعاية روسية، تنفذ على محافظة درعا جنوبي سوريا، ليبحث عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب عن ملجأ بعيد عن القصف الذي ينفذه الطيران السوري.

نحتاج إلى كل شيء

أبو أحمد وهو اسم مستعار لشخص يجلس في قرية المتاعية المتاخمة للحدود الأردنية، واحد من نحو ثلاثة آلاف عائلة نزحت من قرى بصر الحرير ومليحة العطش منذ نحو أسبوع بهدف الهروب من قصف النظام السوري للمناطق المحيطة بهم.

أبو أحمد يرفض أن يصرح باسمه الحقيقي، تواصلنا معه عبر الإنترنت الذي يجده بعد تشغيله لشريحة هاتف أميركية فعّلها بواسطة الأقمار الصناعية، يقول إنهم يفتقدون الطعام والماء والغطاء، وهم بحاجة إلى كل شيء "حرفياً كل شيء".

ينتظر أبو أحمد وأسرته أي وسيلة تنقله باتجاه حدود الجولان التي تفصل سوريا عن إسرائيل، بعد سماعه أخباراً لم يتأكد منها، عن وجود خيم في تلك المنطقة لإيواء الفارين من الحرب، ورغم أنها لا تزال هذه الأخبار في مرحلة الشائعات، إلا أنه مستعد للمغامرة.

المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية، ولكن!

الحساب الرسمي لوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تويتر أورد تغريدة تتحدث عن لقاء جمعه أمس بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لبحث تحرك دولي لوقف النار في الجنوب وحماية المدنيين ومساعدة الأشقاء داخل سوريا، الصفدي أكد أن اتصالات المملكة تستمر مع كل المعنيين لوقف القتال وضمان تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته نحو المدنيين وإيصال المساعدات لهم في بلدهم.

في تل الشهاب القريب من واجهة الحدود الشمالية بين الأردن وسوريا تجلس مجموعات من الفارين، عددهم بالآلاف يجلسون بين الشجر في الأراضي الزراعية، من دون طعام أو ماء أو دواء، إذ هربوا من قصف النظام خوفاً على حياتهم.

هدنة منتظرة..

"انتظروا الهدنة، ليجلبوا بعض الحاجيات التي تعينهم على العراء، لكن الجيش السوري خرق الهدنة من  اللحظة الأولى، وما زالوا بانتظار الحل"، العدد لا يمكن حصره بدقة، لكن أكبر مجموعة تضم نحو 75 ألف شخص، في الوقت الذي تتحدث فيه الأخبار أن العدد يتراوح بين 150-200 ألف شخص.

يقول أحدهم لعربي بوست "اتفقوا على أحد الأطراف وحلوا القضية، لم نعد مع طرف على حساب الآخر، ما بدنا حرية ولا بطاطا، اتركونا بحالنا، بدنا نعيش ونبطل نشوف أولادنا بموتوا قدامنا".

هؤلاء المدنيون القابعون في تل شهاب بانتظار الحل من أحد الأطراف، ليس بالضرورة أنهم يرغبون في الدخول إلى الأردن، لكنهم يجلسون في هذه النقطة التي تعد الأقرب إلى الأردن احتماءً من قصف النظام باعتبارها منطقة آمنة وجزء منها يعود للسيادة الأردنية.

الجيش الأردني يمسح المنطقة الحدودية

مصادر وشهود عيان في المنطقة أكدوا لعربي بوست أن الجيش الأردني أطلق فجر الجمعة عدة قنابل مضيئة بعد رصده تحركات معينة على الحدود، يأتي هذا في الوقت الذي سقطت فيه 7 قذائف في المناطق السكنية داخل الأراضي الأردنية، فيما سقطت نحو 20 قذيفة أخرى لم يتم الإعلان عنها وكانت في مناطق قريبة من الجيش وجمرك الرمثا المدينة الملاصقة للحدود السورية.

وزير الخارجية الأردني أورد تغريدة تحدث فيها عن أهم مجريات لقائه مع غوتيريش، والتي تمحورت حول وقف النار جنوب سوريا، وتوفير آليات فاعلة لحماية المدنيين ومساعدتهم في بلدهم.

الأمم المتحدة.. درعا على مشارف كارثة

 يأتي ذلك في ظل تأكيد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عمر الرزاز في تصريحات صحفية، عدم قدرة الأردن على استقبال مزيد من اللاجئين السوريين، فيما أشار الصفدي، أن الاتصالات الأردنية حول الجنوب السوري، حقن الدم السوري ودعم حل سياسي ومساعدة النازحين في الداخل، لا تواجد لنازحين على حدودنا والتحرك السكاني نحو الداخل.

 ويقول الصفدي "حدودنا ستظل مغلقة ويمكن للأمم المتحدة تأمين السكان في بلدهم. نساعد الأشقاء ما نستطيع ونحمي مصالحنا وأمننا".

وانتهت أمس الجمعة الهدنة بين الجيش الحر والنظام السوري في درعا، في الوقت الذي جددت فيها الأمم المتحدة، دعوتها إلى وقف العنف محذرة من "كارثة".

ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد، إلى وضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا والتقيد بالقانون الدولي، مشيراً إلى أن مختلف الأطراف استخدمت المدنيين رهائن وإن خطر حصار المدنيين بين قوات النظام وداعش والمعارضة ما زال قائماً.

 

 

تحميل المزيد