قالت مصادر الأربعاء 27 يونيو/حزيران 2018، إن السعودية اعتقلت الناشطة الحقوقية البارزة والأستاذة الجامعية هتون الفاسي، موسعةً نطاق حملة شملت أكثر من 12 ناشطاً، وذلك حتى بعد أن ألغت السعودية حظراً كانت تفرضه على قيادة النساء للسيارات.
وأوردت منظمة "القسط"، وهي منظمة حقوقية سعودية مقرها لندن، والناشطة المقيمة بالخارج منال الشريف، أنباء الاعتقال على "تويتر"، لكنهما لم توردا تفاصيل. وأكدت مصادر على اتصال بأشخاص مقربين من هتون الفاسي، نبأ اعتقالها، وقالوا إنهم يخشون الحديث عن الأمر.
ولم يردَّ متحدث باسم وزارة الداخلية أو مركز التواصل الدولي التابع لوزارة الإعلام على طلبات التعليق.
وكان آخر تفاعل من جانب هتون الفاسي على الإنترنت يوم الخميس 21 يونيو/حزيران 2018. وكانت تعتزم أن تصطحب صحفيين في سيارتها يوم الأحد 24 يونيو/حزيران 2018، كما فعلت أخريات؛ احتفالاً بانتهاء حظر قيادة المرأة للسيارة، الذي كان يُنظر إليه منذ فترة طويلة باعتباره رمزاً على قمع النساء في المملكة.
ويأتي إنهاء الحظر، الذي أمر به الملك سلمان في سبتمبر/أيلول 2018، في إطار إصلاحات كاسحة يدفع بها ابنه ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في محاولة لتنويع اقتصاد المملكة، أكبر مصدّر للنفط في العالم، وتحقيق الانفتاح في مجتمعها المغلق.
لكنَّ الإصلاحات تزامنت مع حملة على المعارضين استهدفت ناشطات كنَّ يطالبن في السابق برفع الحظر، ومنهن لُجين الهذلول وإيمان النفجان وعزيزة اليوسف، وكذلك رجالاً منهم إبراهيم المديميغ ومحمد الربيع وعبد العزيز المشعل.
وقال النائب العام السعودي هذا الشهر (يونيو/حزيران 2018)، إن السلطات ألقت القبض على 17 شخصاً إجمالاً، ثم أطلقت سراح 8 منهم. واتهمتهم السلطات بإجراء اتصالات مريبة مع "جهات خارجية"، وقالت إنها تسعى للقبض على المزيد من المشتبه فيهم، ووصفتهم وسائل الإعلام المحلية بأنهم "خونة".
وما زال هناك 9 على الأقل محبوسين، بعد أن قالت السلطات إن أدلة كافية توافرت ضدهم وإنهم اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم.
وهتون الفاسي أستاذة مساعدة في جامعة الملك سعود، ولها إسهامات منتظمة بصحيفة "الرياض" السعودية، وكانت منذ فترة طويلة من الرائدات في الدفاع عن حقوق المرأة، ومنها حقها في قيادة السيارة. وهي متزوجة بمسؤول بارز في مجلس التعاون الخليجي.
وكتبت على "تويتر" يوم السادس من يونيو/حزيران 2018، تقول إنها حصلت على رخصة قيادة سعودية مع مجموعة صغيرة من النساء حوَّلن رخص قيادة حصلن عليها من دول أخرى.
وقالت لصحيفة "أراب نيوز" الأسبوع الماضي: "كأنه أصبح معترَفاً بي كمُواطن على قدم المساواة… الاحتفال هو الهدف الأول، وبعد ذلك سأرى إلى أين أذهب في ذلك اليوم".