كشفت وثيقة داخلية نشرت أمس الجمعة 22 يونيو/حزيران 2018، أن البحرية الأميركية تفكر في إقامة مخيمات في قواعد جوية سابقة، لاحتجاز عشرات الآلاف من المهاجرين الإضافيين في الأشهر المقبلة.
وقالت الوثيقة التي نشرتها مجلة Time الأميركية، أن البحرية الأميركية يمكن أن تلبي طلب الرئيس دونالد ترامب بوضع أي سفينة يمكن أن تستخدم لإيواء المهاجرين بتصرف السلطات، وحتى ببناء منشآت جديدة عبر إقامة مخيمات "مؤقتة وبسيطة" في مدارج هبوط لم تعد تستخدم.
ويمكن إيواء حوالي 25 ألف لاجئ في قواعد لم تعد تستخدم بالقرب من موبايل في ولاية ألاباما. كما تقترح الوثيقة أيضاً إنشاء مخيم لـ47 ألف شخص بالقرب من سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، و47 ألفاً آخرين في كامب ميدلتون أكبر قاعدة لمشاة البحرية الأميركية (المارينز) بالقرب من يوما بولاية أريزونا.
ورفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإدلاء بأي تعليق حول هذه الوثيقة الداخلية التي لم تقررها السلطات العسكرية، لكن ناطقاً باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل جيمي ديفيس أشار إلى أن وزارة الأمن الداخلي الأميركية لم تقدم أي طلب رسمي إلى وزارة الدفاع لإيواء مهاجرين.
قواعد عسكرية تنتظرهم
وقال إن "وزارة الدفاع تعد بدقة خططاً وتدرس كل القواعد العسكرية في البلاد لتتمكن من تلبية طلب مساعدة من وزارة الأمن الداخلي لإيواء مهاجرين غير شرعيين بالغين". وأضاف "حالياً ليس هناك طلب من وزارة الأمن الداخلي بأن تهتم وزارة الدفاع بإيواء مهاجرين غير شرعيين".
ووزارة الأمن الداخلي التي تشرف على شرطة الحدود، مسؤولة عن احتجاز المهاجرين غير الشرعيين البالغين حتى تنظيم أوضاعهم إو إبعادهم.
ويعهد بالقاصرين إلى وزارة الصحة التي طلبت رسمياً من البنتاغون يوم الخميس الفائت إيواء 20 ألف طفل مهاجر دخلوا الأراضي الأميركية بدون مرافقين بالغين، في قواعد عسكرية.
وفي المرسوم الذي وقعه يوم الأربعاء الفائت لوضع حد لتفريق عائلات المهاجرين السريين على الحدود، أمر ترمب وزارة الدفاع بأن تضع في حال الضرورة أي سفينة يمكن استخدامها لإيواء المهاجرين بتصرف السلطات المعنية وحتى ببناء منشآت جديدة.
وأدت سياسة "اللا تساهل" مع المهاجرين التي تنتهجها إدارة ترمب إلى فصل 2342 طفلاً عن آبائهم على الحدود الأميركية المكسيكية بين الخامس من مايو/أيار والتاسع من يونيو/حزيران.
وفجرت لقطات فيديو للأطفال وهم يجلسون في أقفاص بعد فصلهم عن آبائهم وتسجيل صوتي لأطفال ينتحبون وصورة مور موجة غضب عالمية من سياسات إدارة ترمب.
ولا يزال مصير 2300 طفل تم فصلهم عن عائلاتهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مجهولاً حتى أمس الجمعة، على الرغم من قرار ترمب بإنهاء فصل عائلات المهاجرين.
وبينما استسلم الرئيس الأميركي للغضب الدولي بشأن فصل العائلات، لم تتمكن الوكالات الحكومية من تحديد مصير الأطفال الذين تم إرسالهم إلى مخيمات وغيرها من المنشآت في أنحاء البلاد ريثما توجه السلطات اتهامات لذويهم بشأن ارتكاب مخالفات تتعلق بالهجرة.
"لا نرى في العودة خياراً"
ويواجه الجمهوريون الذين يحظون بالأغلبية في الكونغرس ضغوطاً متزايدة للتعامل مع مسألة الهجرة غير الشرعية، لكن النواب فشلوا يوم الخميس الفائت في تمرير أي من القوانين في مؤشر على شدة الانقسامات التي تشهدها صفوف الحزب.
وعبر عشرات الآلاف من كل من غواتيمالا وهندوراس والسلفادور وأجزاء من المكسيك التي تعاني جميعها من الفقر والعنف الحدود الأميركية منذ العام الماضي حيث قدموا طلبات لجوء. لكن حملة السلطات الأمنية لم تردعهم.
وقال خوسيه أبل مينديز (28 عاماً) الذي سافر من السلفادور مع زوجته وأطفالهما البالغة أعمارهم عشرة شهور، وستاً وعشر سنوات لوكالة الأنباء الفرنسية قرب الحدود: "لا نرى في العودة إلى حيث أتينا خياراً".
وتنتظر عائلة مينديز المسؤولين الأميركيين للسماح لها بتقديم طلب رسمي للجوء منذ أسبوعين، وهي مدة انتظار طويلة تدفع الكثيرين إلى عبور الحدود بشكل غير شرعي، وفق ما يقول ناشطون.
وقال ويلدر لوبيز من هندوراس الذي كان يتحين كذلك الوقت المناسب للعبور في بلدة تيجوانا "أخاطر في محاولة للحصول على حياة أفضل".