أنقذت الجماهير الإثيوبية، السبت 23 يونيو/حزيران 2018، رئيس الوزراء آبي أحمد، من محاولة اغتيال استهدفت تجمعاً جماهيرياً كان يحضره الأخير في ساحة "ميسكيل" الرئيسية بالعاصمة أديس أبابا.
ونقلت وكالة "أسوشيتيد برس"، عن سييوم تيشومي، أحد منظمي التجمع الجماهيري قوله: "رئيس الوزراء كان المستهدف من الانفجار، وحاول شخص إلقاء قنبلة يدوية على المنصة التي كان يجلس عليها، إلا أن الجماهير قامت بمنعه ودفعه إلى الوراء".
وفي السياق، أوضح إبراهام تيلاهون، شاهد عيان أنّ "حامل القنبلة كان يرتدي زي شرطة، وحاول رجال الشرطة القريبين منه منعه سريعاً (من إلقاء القنبلة)". وقال للوكالة الأميركية: "بعد أن حاول رجال الشرطة منعه سمعنا صوت الانفجار، متأكد أن من ماتوا كانوا من رجال الشرطة الذين حاولوا منع المهاجم".
وفي وقت سابق السبت، وصف "آبي أحمد" في تصريح مقتضب بثه التلفزيون الإثيوبي الوطني، الحادثة بالـ"جبانة"، و"غير المسؤولة". بينما أشار "آبي أحمد" في تصريحاته المتلفزة إلى وقوع "عدد قليل من القتلى والمصابين جرّاء الانفجار".
وقال شاهد إن حراساً اصطحبوا آبي بعيداً. وأبلغ شاهد آخر رويترز بأن الشرطة طرحت المهاجم أرضاً قبل انفجار القنبلة.
وقال فيتسوم أريجا مدير مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي إن 83 شخصا أصيبوا بينهم ستة في حالة حرجة. وأشار إلى أن الهجوم لم يسفر عن قتلى لكن تصريحات سابقة صادرة عن السلطات أفادت بسقوط قتلى. وقال مسؤول كبير في الشرطة إن 100 شخص أصيبوا.
As of now, based on reports from Police and Hospitals, 83 people are injured. Of the 83 injured, 6 are in critical conditions. No death so far has been reported.
— Fitsum Arega (@fitsumaregaa) June 23, 2018
فيما قالت وسائل إعلام محلية بينها شبكة "أوروميا للإعلام" (خاص) إن 4 أشخاص قتلوا جرّاء الانفجار. ويشار إلى أن السلطات الأمنية اعتقلت سيدتين ورجلاً على خلفية الواقعة.
تنديد دولي بمحاولة الاغتيال
ونددت إريتريا، التي يرجع تاريخ خلافها مع إثيوبيا حول الحدود إلى وقت طويل، بالانفجار كما ندد به الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وبعد الانفجار، كتب أريجا على تويتر يقول "بعض من امتلأت قلوبهم بالكراهية شنوا هجوماً بقنبلة".
وأضاف "كل القتلى شهداء للمحبة والسلام.. منفذو الهجوم سيمثلون أمام العدالة".
وقالت السفارة الأميركية في أديس أبابا "لا مكان للعنف في الوقت الذي تسعى فيه إثيوبيا لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية جادة".
وقال سيوم تيشومي عضو اللجنة المنظمة للحشد لرويترز "كانت قنبلة. حاول أحدهم إلقاءها على المنصة التي يوجد فيها رئيس الوزراء". وأضاف "رأيت نحو خمسة مصابين بعد الانفجار".
وكتب سفير إريتريا في اليابان إستيفانوس أفورقي على تويتر يقول "تدين إريتريا بشدة محاولة إثارة العنف" في أديس أبابا كما وصف الحشد بأنه "مظاهرة من أجل السلام".
ووقع الانفجار مباشرةً بعد انتهاء "آبي أحمد" من خطابه أمام الجماهير التي تجمعت في مليونية ضخمة لتأييد برنامجه الإصلاحي.
وإلى جانب التعهد بإجراء إصلاحات اقتصادية، فاجأ آبي الإثيوبيين هذا الشهر عندما قال إنه مستعد لتنفيذ اتفاق سلام أبرمته بلاده مع إريتريا عام 2000 لإنهاء حرب استمرت لعامين. واعترى الاتفاق الجمود مما أسفر عن حشد عسكري ضخم من الجانبين.