أشار تقريرٌ حديث إلى أنَّ عدد اللاجئين المقبولين في الولايات المتحدة تراجع بنسبة 70% في العام المالي الحالي، ما يجعلها في طريقها لعدم الوفاء بأهداف إدارة ترمب بشكلٍ كبير.
ووجد تحليلٌ للجنة الإنقاذ الدولية، وهي مجموعةٌ إنسانية تُركِّز على اللاجئين، أنَّ 12189 لاجئاً وصلوا إلى الولايات المتحدة في الأشهر السبعة الأولى من هذه السنة المالية. وهذا يضع الولايات المتحدة في طريقها لقبول 21 ألف لاجئ في كامل السنة المالية، وهو ما يقل كثيراً عن هدف 45 ألف لاجئ الذي حدَّدَته إدارة ترمب، بحسب ما نشرته صحيفة Financial Times البريطانية.
في معظم السنوات منذ العام 2000، وافقت الولايات المتحدة على استقبال 70-80 ألف لاجئ. لكنَّها في بعض الأحيان سمحت بدخول عددٍ أقل كثيراً، فتراجع العدد حتى وصل إلى 27 ألف بعد الهجمات الإرهابية، في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهو أقل عدد إجمالي من اللاجئين تستقبلهم الولايات المتحدة منذ بدأت لجنة الإنقاذ الدولية حفظ السجلات في عام 1980. ووضعت إدارة أوباما في آخر سنةٍ لها في الحكم هدف استقبال 110 آلاف لاجئ لعام 2017.
ونقل التقرير عن ديفيد ميليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، قوله: "من الصادم تخفيض عدد اللاجئين الذين تعهَّدت بقبولهم إلى النصف، وإنَّها لصدمة مُضاعفة أن تُخفِّض وعودك بمقدار النصف"، مُضيفاً أنَّ عدم الوفاء بالأهداف ينبع من تأخيراتٍ بيروقراطية "مُمَنهَجة" سبَّبتها المطالب المُتعلِّقة بالتدقيق الإضافي.
السوريون والعراقيون أكثر المتضررين
كان السوريون والعراقيون الفارِّون من العنف هم أكثر المُتضرِّرين من تلك التخفيضات، فتراجع عدد السوريين المقبولين بنسبة 99%، بعد قبول 44 شخصاً فقط، وهو عددٌ أقل من ذلك الذي يقول عمال الإغاثة إنَّه قُتِل في الهجوم الكيماوي الذي وقع في أبريل/نيسان الماضي، في دوما بضواحي دمشق. وتراجع عدد العراقيين بنسبة 98%.
وقال ميليباند: "هذه هي النتيجة الإنسانية لرغبة الإدارة في تقييد هذا البرنامج، وربما التضييق عليه إلى أن يختفي".
يأتي التقرير في الوقت الذي أثارت فيه التغطية للأطفال الذين يجري فصلهم عن آبائهم المهاجرين عند الحدود الأميركية مع المكسيك إدانةً واسعة النطاق، وأحيت نقاشاً أوسع بين مجتمع الشركات الأميركي والبيت الأبيض، حول سياسة الهجرة الأميركية، بحسب Financial Times.
وقال ميليباند إنَّه يعتقد أنَّه يُستمَع إلى أهمية قبول اللاجئين بالنسبة للأعمال، مُستشهِداً بدراسة تُظهِر أنَّ اللاجئين يساهمون بضرائب أكثر مما يحصلون على منافع. وقال إنَّ التراجع في وصول الوافدين ترك أرباب العمل بدءاً من قطاع الضيافة، ووصولاً حتى قطاع تعبئة اللحوم، عاجزين عن ملء الوظائف الشاغرة لديهم.
وشهدت لجنة الإنقاذ الدولية زيادةً في التمويل والدعم العملي من الشركات، بما في ذلك جوجل، وشركة وموقع Airbnb، وفنادق Starwood Hotels، وشركة TripAdvisor.
وقال ستيفن كوفير، الرئيس التنفيذي لشركة TripAdvisor، الذي أعلنت مؤسسته الخيرية تبرعاً بقيمة مليون دولار للجنة الإنقاذ الدولية في عام 2016، ودَعَمَ برامج تساعد اللاجئين على إيجاد وظائف: "هناك الكثير مما يمكن للشركات الخاصة عمله حول العالم، للمساعدة في هذه الأزمة العالمية".
وقال إنَّ إغلاق دولة بثراءِ الولايات المتحدة "عملياً أبوابنا" خلال أكبر أزمة هجرة قسرية في التاريخ المعروف كان "مهزلة". وأضاف: "أعتقد أنَّ ذلك يضر بقوتنا الاقتصادية".
وأضاف جو غيبيا، المؤسس المشارك في شركة Airbnb، التي تعهَّدت بمبلغ 4 ملايين دولار للجنة الإنقاذ الدولية على مدار أربع سنوات، وجاهر برأيه ضد مساعي واشنطن لكبح الهجرة: "إن كان لدى شركتك الموارد التي يمكنها أن تساعد، فإنَّ عليك مسؤوليةً للمساعدة". وقال إنَّ نُزُل شركة Airbnb استضافت أكثر من 11 ألف مُهجَّر، نتيجة الكوارث الطبيعية أو العنف.
وقال ميليباند، إنَّ لجنة الإنقاذ الدولية شهدت زيادةً في التبرعات والتطوع، منذ خفَّضت الولايات المتحدة أهدافها بخصوص اللاجئين المقبولين. وقال: "ما نجده هنا هو أنَّ هناك رد فعل على رد الفعل. الكثير من الأميركيين يقولون إنَّ هذا هو إرث عائلتي، هؤلاء هم رفاق عملي، هؤلاء هم جيراني".
