استخدام الطائرات الورقية والبالونات لنقل المواد الحارقة ليس اختراعاً ابتكرته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس"، ففي خلال الحرب العالمية الثانية، أطلق اليابانيون حوالي 9 آلاف بالون حارق من مناطقهم، آملين أن تنقلها تيارات الهواء إلى الولايات المتحدة الأميركية على بعد آلاف الكيلومترات.
وبحسب صحيفة Haaretz الإسرائيلية كانت البالونات مصنوعة من الحرير المغطى بالمطاط أو الورق، ومملوءة بهيدروجين يصل حجمه إلى 500 متر مكعب، ومجهزة بأنظمة تحكم بدائية للمحافظة على ارتفاعها.
وصل 342 بالوناً على الأقل للأراضي الأميركية، ضرب أحدها خط كهرباء عالي الجهد، وتسببت في حريق في موقع إنتاج أسلحة نووية في هانفورد بواشنطن. وكان الضحايا المدنيون الوحيدون في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية هم خمسة طلاب ومعلم ضربتهم قنبلة بالونية قرب شلالات كلاماث في ولاية أوريغون.
وتقول الصحيفة الإسرائيلية رغم إنَّ الطائرات الورقية تكتيك قديم ومعروف، وحتى مع مؤسسات البحث والتطوير المعنية بالدفاع في الدولة الناشئة، وطائراتها الشبحية، وصواريخها المضادة للصواريخ الباليستية، أُخِذَت إسرائيل على حين غرة بهذا التكتيك، حسبما يتبين من الأرض المسودّة جراء الحرائق بالقرب من حدود غزة.
ونقلت قناة إسرائيل 24 في وقت سابق عن قائد وحدة في الجيش الإسرائيلي نادال ليفني، أن قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي طور طائرات بدون طيارة صغيرة الحجم لمواجهة موجة الطائرات الورقية.
وأشار إلى أن فريقاً من الجنود مكوناً من 20 شخصاً يعمل على متابعة ورصد انطلاق الطائرات الورقية من غزة، ثم يرسل طائراته المضادة التي تحتاج أقل من نصف دقيقة لوصول الطائرة وإسقاطها قبل أن تشكل تهديداً. وأشار ليفني إلى أنه تم اعتراض نحو 500 طائرة ورقية وبالونات بواسطة هذه الطائرات الصغيرة (الدرونز).
وحول كيفية عمل الطائرات الإسرائيلية، قال ليفني إن هناك طريقتين تعمل بهما الطائرات الإسرائيلية. الأولى "انتحارية"، حسب وصفه، إذ تصطدم الطائرة بدون طيار بالطائرة الورقية وتهويان معاً إلى الأرض. "لكن هذه الطائرة التي صممناها قوية جداً، ونستطيع أن نستخدمها مرة أخرى حتى بعد وقوعها"، على حد قوله. أما الطريقة الثانية فتعمل على مبدأ أن تسيطر الطائرة المسيرة على الطائرة الورقية في الجو، وتهبط بها داخل منطقة خالية. ولَم يذكر ليفني في حديثه للقناة الرسمية الإسرائيلية تكاليف هذه الطائرات أو عددها، لكنه أكد أن "هناك ما يكفي لمواجهة الطائرات الورقية بنجاعة".
وتصنع الطائرات من الورق أو أكياس البلاستيك، وفي ذيل الطائرة يربط الشبان علبة معدن أو كيساً من الخيش الكثيف، ويضعون فوقه مادة حارقة بطيئة الاحتراق مكونة من الزيت والكاز والبنزين وبعض الإسفنج ثم يرسلون الطائرة إلى الحدود، وحين تصل حرشاً أو أرضاً زراعية يقومون بقطع خيطها فتسقط وتشعل الحرائق. وقال حيدر إن تكلفة الطائرة الورقية لا تتعدى دولاراً أميركياً واحداً، موضحاً أنهم يصنعونها من مواد محلية، "الطائرة نصنعها من خشب البوص، والأكياس البلاستيكية، وبعض الخيوط، والمادة المشتعلة نصنعها لتشبه الزفتة الحارقة لتشتعل ببطء فوق علبة الصفيح أو كيس الخيش". ويبقى التحدي الأكبر لهذه الطائرات الورقية في مليونية القدس يوم الجمعة 8 يونيو/حزيران، التي تستعد لها غزة. وقال حيدر "سنرى من ينتصر طائراتنا أم طائراتهم". موضحاً أن الشباب الفلسطيني في غزة يستعد لزيادة عددها لتصل عشرة آلاف طائرة في اليوم.