هدَّد وزير الداخلية الألماني، هورست زيهوفر، الإثنين 18 يونيوحزيران 2018، بإغلاق حدود ألمانيا أمام المهاجرين اعتباراً من يوليو/تموز 2018، في حال عدم توصُّل المستشارة لاتفاقات مع الشركاء الأوروبيين، لكن أنجيلا ميركل رفضت مهلة الأسبوعين التي حددها الوزير لها.
وقالت ميركل إنها ستسعى للتوصل إلى اتفاق مع دول أوروبية خلال قمة للاتحاد الأوروبي في 28 و29 يونيو/حزيران 2018، لكنها شددت على أنه لن يكون هناك أي "إغلاق تلقائي" للحدود أمام طالبي اللجوء حتى في حال الفشل على المستوى الأوروبي.
وحذرت الوزيرَ أيضاً من مغبة تحدِّيها، قائلةً إنها في النهاية المسؤولة عن سياسات الحكومة.
لكن زيهوفر، أحد أشد منتقدي سياسة ميركل المتساهلة مع الهجرة، قال إن على ألمانيا أن تغير مسارها المتعلق بالهجرة.
وأضاف في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع قيادة حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي: "لا يمكنني القول إننا نمسك بزمام القضية".
وقال إنه لم يدرك سوى، مؤخراً، أن المهاجرين الذين سبق أن رفضت ألمانيا طلباتهم للجوء، أو مُنعوا من الدخول مجدداً، ما زال يُسمح لهم بالدخول. وقال: "في الجوهر، هذه فضيحة".
وإثر وصول أكثر من مليون طالب لجوء إلى ألمانيا منذ 2015، برزت انقسامات عميقة في البلاد، ودخل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف البرلمان للمرة الأولى، في الانتخابات العامة التي جرت في سبتمبر/أيلول 2017.
الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، دخل هو الآخر على خط الأزمة السياسية الدائرة في ألمانيا حول ملف الهجرة، معتبراً أن الألمان "ينقلبون" ضد المستشارة أنجيلا ميركل بسبب هذه المسألة.
وكتب ترمب في تغريدة: "الشعب الألماني ينقلب على قادته، فيما تهز الهجرة التحالف الهش أساساً في برلين. معدل الجريمة في ألمانيا مرتفع جداً. خطأ كبير في كل أنحاء أوروبا السماح بدخول ملايين الأشخاص الذين غيَّروا لهذا الحد وبعنف، ثقافتهم".
It is the Democrats fault for being weak and ineffective with Boarder Security and Crime. Tell them to start thinking about the people devastated by Crime coming from illegal immigration. Change the laws!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) June 18, 2018
وأضاف الرئيس الأميركي: "لا نريد أن يحصل معنا ما يحصل في ملف الهجرة بأوروبا".
ويواجه ترمب انتقادات شديدة في بلاده؛ بسبب تشدده الكبير في سياسة الهجرة، ومن مظاهره فصل الأطفال عن ذويهم في حال لم يكونوا يحملون أوراقاً قانونية.
ويبدو المستقبل السياسي للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على المحك، في ضوء مطالبة الجناح اليميني بالائتلاف الحكومي الألماني بمزيد من التشدد مع المهاجرين على الحدود.
