وقع وزيرا خارجية اليونان ومقدونيا، اليوم الأحد 17 يونيو/حزيران 2018 في قرية بساراديس الحدودية، اتفاقاً تاريخياً ينهي خلافاً استمر 27 عاماً، ويقضي بتغيير اسم "جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة" إلى "مقدونيا الشمالية".
ومن المفترض أن يسمح هذا الاتفاق الذي يدخل حيّز التنفيذ بعد ستة أشهر مبدئياً، برفع الحظر اليوناني عن انضمام سكوبيي إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وبعد استقلال جمهورية مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة عام 1991، رفضت أثينا اعتماد اسم جارتها الجديدة، بدعوى أنه يعد من تراثها القومي، إذ يطلق على أحد أقاليم البلاد، ذي الأهمية التاريخية بالنسبة لها.
وشكل الخلاف عقبة أساسية أمام بدء مفاوضات سكوبيه (عاصمة مقدونيا) للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، بسبب "الفيتو" اليوناني.
وبعد الاتفاق بين البلدين، ينبغي على البرلمان في مقدونيا أن يصادق عليه، وأن تتم الموافقة عليه عبر استفتاء، وأن يسجّل رسمياً عبر مراجعة دستورية. وبعدها، يفترض أن يقرّه البرلمان اليوناني.
وشاركت جهات راعية للاتفاق في الحفل الذي أقيم على ضفاف بحيرة بريسبس الحدودية، بينها رئيسا الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس، والمقدوني زوران زايف، إضافة إلى مفاوض الأمم المتحدة ماثيو نيميتز، ومسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني.
وصرّح تسيبراس "نقوم في هذا اليوم بواجبنا الوطني (…) خطوة تاريخية لختم جراح الماضي، فتح الطريق إلى التنسيق بين بلدينا، البلقان وكل أوروبا".
وأضاف تسيبراس: "هذه الخطوة لا يجب أن تبقى معلقة (…) لأننا نعطي مثالاً لبناء المستقبل ضد الكراهية"، لكنه حذر من أنه في حال تمت عرقلة الاتفاق من الجانب المقدوني، سيتوقف انضمام سكوبيي إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي.
واعتبر زايف من جهته أن لهذا الاتفاق "أهمية استراتيجية ويمكنه أن يهزّ جبالاً" لتحقيق الاستقرار والازدهار.