الشبيهان ترمب وكيم.. عاشا مرفَّهين ولديهما مزاج متقلب، والعالم يترقب منهما مصافحة طويلة فلديهما عادة الإمساك بأيدي الزعماء

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/11 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/11 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
Un periodista lee un periódico local con un artículo sobre la cumbre entre el presidente estadounidense Donald Trump y el norcoreano Kim Jong Un cerca del hotel St. Regis en Singapur, 11 de junio de 2018. REUTERS/Tyrone Siu

تعد القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون واحداً من اللقاءات الدبلوماسية التي كان حصولها حتى الأمس القريب الأقل احتمالاً، وهي تجمع شخصيتين متعارضتين تماماً، لكنهما في الوقت ذاته تتشاركان في أوجه شبه عديدة.

واعتبر ترمب الرئيس الأميركي الأكبر سناً الذي يتولى سدة الحكم في الولايات المتحدة لدى تنصيبه قبل أكثر من 500 يوم. وهو يحتفل بعيد ميلاده الثاني والسبعين الخميس.

أما الزعيم الكوري الشمالي فلا يزال في منتصف الثلاثينات من عمره ويعد بين أصغر رؤساء العالم، وذلك بعد قضائه أكثر من ستة أعوام في السلطة.

وتم اختيار كيم كوريث للسلطة بعد استبعاد أخيه الأكبر غير الشقيق حيث جرى تحضيره على مدى سنوات لتولي رأس الهرم السياسي في بيونغ يانغ.

وفي دولة الحزب الواحد حيث تشير المجموعات الحقوقية إلى أن عشرات الآلاف يقبعون في معسكرات اعتقال سياسي، لا يعيش كيم قلق الانتخابات ولا يخاف من عناوين الصحف في اليوم التالي، ولا من داع للرد عليها عبر "تويتر".

في المقابل، وصل ترامب إلى البيت الأبيض إثر مسيرة مهنية في مجال تطوير العقارات وتلفزيون الواقع، أتبعها بحملة رئاسية شعبوية غير مسبوقة هزت المؤسسات السياسية التقليدية في الولايات المتحدة.

ومع أنه القائد الأعلى في بلاده، لا يحمل كيم لقب رئيس، حيث أن هذا المنصب مقتصر على جده — مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ — الذي توفي عام 1994.

البحث عن الولاء

لكن الزعيمين يتشاركان بعض أوجه الشبه. فقد عاشا حياة رفاهية وانخرطا في مهن عائلتيهما وعينا أقارب موثوقين في مناصب مهمة.

ويعد ارتباط نسب كيم بجده كيم إيل سونغ أساس شرعيته. وتروج بيونغ يانغ لأوجه الشبه بينهما في الشكل والتصرفات وحتى خط اليد.

وبرزت أخته كيم يو جونغ كأقرب مساعديه. وكانت مندوبته إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في الشطر الجنوبي وبقيت إلى جانبه طوال قمته الأولى مع رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن ورافقته إلى الصين للقاء الرئيس شي جينبينغ.

وحضرت يو جونغ إلى سنغافورة مع شقيقها بعدما سافرت على متن طائرة أخرى للحفاظ على ديمومة الحكم في حال وقوع كارثة.

من جهته، كان والد ترامب مطور عقارات صنع نفسه بنفسه. وعين الرئيس ابنته إيفانكا كمساعدة وزوجها جاريد كوشنير كمستشار مقرب فيما لعب نجله دونالد جونيور دوراً في حملته الانتخابية.

وأكد كل من كيم وترامب أنهما غير مستعدين للمساومة في ما يتعلق بإظهار الولاء.

وفي غضون شهر يلي الثامن والعشرين من شباط/فبراير، أقال ترامب أو خسر خدمات مديرة الاتصالات في البيت الأبيض هوب هيكس، وكبير مستشاريه الاقتصاديين غاري كوهن، ومستشار الأمن القومي هيربرت ريموند ماكماستر، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، إضافة إلى وزير شؤون قدامى المحاربين ديفيد شولكن.

وعين كيم مؤخراً مديراً جديداً "للمكتب السياسي العام" التابع للجيش وهو ملازم "موثوق بشكل كبير" في حين عزز سلطته على كل من حزب العمال الحاكم والجيش عبر التخلص من أي منافسين محتملين دون رحمة.

وكان من أبرز ضحاياه زوج عمته جانغ سونغ ثايك الذي أعدم عام 2013 وندد به الإعلام الرسمي واصفاً إياه بـ"الحثالة البشرية المشينة" حيث اتهم بارتكاب عدة جرائم وأخطاء سياسية.

والعام الماضي، تم اغتيال أخيه غير الشقيق كيم جونغ نام في وضح النهار باستخدام غاز مميت للأعصاب في مطار كوالالمبور الدولي في عملية أكد معظم المحللين أن بيونغ يانغ دبرتها.

"سيتوافقان" 

يتشارك الرجلان الشغف بالتصريحات الرنانة  والمزاج المتقلب أيضاً حيث وصف كيم الرئيس الأميركي العام الماضي بأنه "مصاب بالخرف" في حين أطلق الأخير عليه  لقب "رجل الصاروخ الصغير".

لكن في وجهه الدبلوماسي الجديد بدا كيم الذي أجرى أول زيارة له إلى الخارج منذ ست سنوات في آذار/مارس، مهذباً ومحترماً وحتى جذاباً في اجتماعاته مع رئيسي الصين وكوريا الجنوبية.

وقال الأستاذ في جامعة "يونساي" جون ديلوري "أعتقد أنهما سيستمعان إلى بعضهما البعض. أعتقد أنهما سيتوافقان".

وإضافة إلى تصدر ملف الأسلحة النووية جدول أعمالها، يتوقع أن تشهد قمة سنغافورة مصافحة طويلة.

ولدى كيم وترامب عادة الإمساك بأيدي الزعماء الذين يصافحونهم حيث فعلها الرئيس الأميركي مع  نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

من جهته، أمسك كيم بيد مون لعدة دقائق في ختام أول قمة عقدت بينهما.