أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس 7 يونيو/حزيران 2018، أن القوات الروسية الموجودة في سوريا لدعم قوات النظام منذ سبتمبر/أيلول 2015، ستبقى هناك ما دامت موسكو "ترى مصلحة في ذلك".
وصرّح بوتين، في برنامج أسئلة وأجوبة سنوي على القنوات التلفزيونية، بأن "العمليات العسكرية الواسعة النطاق، وضمنها (تلك التي) تشارك فيها قواتنا المسلحة، انتهت حالياً" بسوريا.
وقال: "عسكريونا موجودون هناك لتأمين مصالح روسيا في هذه المنطقة ذات الأهمية الحيوية. وسيبقون هناك ما دامت روسيا ترى مصلحة في ذلك وطالما نفِي بالتزاماتنا الدولية". وأضاف: "لا ننوي سحب القوات في الوقت الحالي".
ووصف بوتين التدخل في سوريا بأنه "خبرة وأداة فريدة لتطوير أداء" الجيش الروسي، معتبراً أن "أي تدريب لا يوازي استخدام القوات المسلحة في ظروف حرب". وأشاد باستخدام موسكو أسلحة جديدة في ظروف فعلية، لافتاً إلى أن "سوريا ليست ساحة تدريب، لكننا استخدمنا فيها أسلحة جديدة".
روسيا خفضت وجودها العسكري
وتؤكد روسيا أنها خفضت بشكل كبير، وجودها العسكري في سوريا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2017، إلا أنها لا تزال تحتفظ بوحدات عسكرية عدة، خصوصاً في قاعدتي طرطوس وحميميم.
والإحصاء الرسمي الأحدث عن الوجود العسكري الروسي بسوريا هو عدد الجنود الذين صوَّتوا في هذا البلد خلال انتخابات 18 مارس/آذار 2018 الرئاسية، أي 2954 عنصراً.
وأصبحت قاعدة حميميم العسكرية في شمال غربي سوريا، قاعدة دائمة للجيش الروسي في يناير/كانون الثاني 2017، إثر اتفاق بين موسكو ودمشق قضى بجعلها خاضعة للقانون الروسي. وفي طرطوس أيضاً، تحولت المنشأة البحرية المخصصة للبحرية الروسية إلى "قاعدة بحرية روسية دائمة".
وكان بوتين أكد في مايو/أيار 2018، خلال لقاء عقده مع نظيره السوري بشار الأسد، أن بدء العملية السياسية في سوريا سيسهم في انسحاب "القوات المسلحة الأجنبية"، من دون أن يحدد هوية تلك القوات.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لاحقاً، أن هذه الملاحظة تشمل القوات الأجنبية الموجودة في سوريا، "بحكم الأمر الواقع وفي طريقة غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي"، ما يعني أنها لا تشمل روسيا وإيران، اللتين تؤكدان أنهما موجودتان في سوريا بناء على طلب "السلطات السورية الشرعية".
مشروع موسكو لإبعاد طهران
هناك مشروع جديد تخطط له موسكو ودمشق، لم تبلغ أخباره مسامع العديد من وسائل الإعلام، مشروع يستهدف حليفتهما إيران، حسب تقرير لمجلة Causeur الفرنسية.
إذ التقى فلاديمير بوتين، بشار الأسد في سوتشي الأسبوع الماضي، وبعد تبادل المحادثات علَّق المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على نتائج هذا اللقاء للصحفيين، حيث قال: "لقد جرت محادثات معمقة بين الطرفين، وقد استغل الرئيس الروسي الفرصة لتهنئة نظيره السوري على النجاحات التي حققها الجيش النظامي السوري في محاربة الجماعات الإرهابية، مما أسهم في توفير شروط إضافية لتفعيل العملية السياسية على نطاق واسع".
ويختفي وراء هذا التصريح المراوغ والممل "قنبلة روسية". فحسب الصحافة الروسية، يتطلع بوتين، مع بداية العملية السياسية وفي أكثر مراحلها نشاطاً، "إلى دعوة القوات المسلحة الأجنبية إلى الانسحاب من الأراضي السورية". ولكن، لم يحدد بوتين بالضبط من كان يقصد بالضبط عندما قال "القوات الأجنبية"، فهل يحيل ذلك إلى القوات التركية التي تحتل عفرين أم القوات الأميركية المنتشرة إلى جانب الوحدات الكردية؟ أم تراه يقصد القوات الإيرانية المتمثلة في الحرس الثوري والميليشيات الشيعية وحزب الله؟
رسالة إلى طهران
لا يمكن فهم الغموض الذي يلف تقرير الصحافة الروسية إلا في حال اعتباره إشارةً مرسلة تحديداً إلى طهران، حسب المجلة الفرنسية.
ولكي تصبح الرسالة أكثر وضوحاً، صرح مستشار بوتين المكلف التعاون العسكري والتقني، فلاديمير كوجين، منذ 8 أيام، أي بعد مضي 24 ساعة من زيارة بنيامين نتنياهو لموسكو، بأن بيع أنظمة الدفاع الجوي "إس-300" إلى سوريا ليس من بين اهتمامات موسكو. وقد برر كوجين ذلك، قائلاً إن "الجيش السوري لديه كل ما يحتاجه لمواجهة أعدائه"، مع العلم أنه قبل 15 يوماً فقط كانت الحكومة الروسية ترى العكس.