يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين 4 يونيو/حزيران 2018 في ألمانيا جولة أوروبية تستمر ثلاثة أيام يأمل خلالها إقناع الأوروبيين بتبديل موقفهم المتمسك بالاتفاق النووي مع إيران.
وقال السفير الإسرائيلي في ألمانيا جيريمي إيساشاروف في مقابلة أجرتها معه وكالة الصحافة الفرنسية قبل الزيارة إنه ينبغي منع إيران بأي ثمن من "تطوير أي قدرات نووية".
وتابع "قد تكون لدينا خلافات في وجهات النظر حول سبل مراقبة إيران في المجال النووي، لكننا نسعى لتحقيق هدف مشترك".
ويلتقي نتنياهو المندد بشدة بالاتفاق النووي والنظام الإيراني، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعد الظهر قبل عقد مؤتمر صحافي مشترك قرابة الساعة 14,30 ت غ.
أغادر البلاد الآن للقيام بزيارة هامة إلى أوروبا. سألتقي مع ثلاثة زعماء وسأطرح خلال محادثاتي معهم موضوعين وهما إيران وإيران.
سأطرح ضرورة الاستمرار في ممارسة الضغوطات على إيران حول برنامجها النووي ويجب تشديدها. كما يجب صد العدوان الإيراني في المنطقة. pic.twitter.com/HvjHH0QvI7
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) June 4, 2018
وبعد ألمانيا ينتقل رئيس الوزراء إلى باريس حيث يلتقي الثلاثاء الرئيس إيمانويل ماكرون، ثم إلى بريطانيا حيث يجري محادثات الأربعاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
"الحفاظ على الاتفاق"
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا هي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 بين الدول الكبرى الست وطهران لمنع الجمهورية الإسلامية من حيازة السلاح النووي.
ويدافع قادة هذه الدول عن الاتفاق بشدة رغم انسحاب واشنطن منه في الثامن من أيار/مايو الماضي، ويعملون على إنقاذه بالتنسيق مع روسيا والصين، الدولتين الأخريين الموقعتين على الاتفاق.
واستقبل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الخميس في برلين نظيره الصيني وانغ يي لبحث هذه المسألة، مشيراً إلى أن ألمانيا "تريد الحفاظ على الاتفاق النووي والعمل على إبقاء إيران فيه".
وانتقد الوزير الصيني من جهته قلة مصداقية الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب وقال "من مسلمات القانون الدولي أن نذكر بأن الاتفاقات الدولية يجب أن تحترم" مؤكداً أن "على الدول الكبرى أن تكون القدوة وليس العكس".
وإن كان الأوروبيون يرون أن الاتفاق الموقع هو أفضل وسيلة للحد من طموحات إيران النووية، إلا أنهم يدركون في المقابل حدود تسوية وصفتها ميركل مؤخراً بأنها "غير مثالية".
واقترحوا التفاوض مع طهران على اتفاق مكمل يعالج برنامجها البالستي وسياسة بسط نفوذها في الشرق الأوسط، من لبنان وسوريا وصولاً إلى اليمن، وهي سياسة يعتبرها الغربيون مزعزعة للاستقرار في المنطقة كما تعتبرها إسرائيل تهديداً مباشراً لوجودها.
وقد يتوصل نتنياهو إلى توافق مع محاوريه الأوروبيين حول هاتين النقطتين.
نهاية خلاف
وصرح نتنياهو قبل الزيارة "سأتباحث معهم في سبل عرقلة الطموحات النووية والتوسع الإيراني في الشرق الأوسط" مضيفاً أنها مسائل "حيوية بالنسبة إلى أمن إسرائيل".
وتخشى إسرائيل أن تملك إيران السلاح النووي الذي تعتبر أنه سيكون هدفها الأول، خصوصاً إذا واصلت الجمهورية الإسلامية برنامجها البالستي.
ويخضع الأوروبيون لضغوط مباشرة من الولايات المتحدة في هذا الشأن.
وحددت واشنطن مهلة للشركات الأجنبية لوقف تعاملها مع إيران، في تحذير يستهدف بصورة رئيسية الأوروبيين ولا سيما الشركات الفرنسية والألمانية.
على صعيد آخر، تنهي زيارة نتنياهو لبرلين رسمياً فترة من التوتر الدبلوماسي بين البلدين اللذين يعتبران حليفين تاريخيين، بلغت ذروتها مع نشوب خلاف العام الماضي بشأن سياسة الدولة العبرية حيال الفلسطينيين وانتقاد منظمات غير حكومية لهذه السياسة.
غير أن برلين ضاعفت منذ عدة أسابيع رسائل الدعم لإسرائيل خلال عمليات قصف استهدفت قطاع غزة أو مواقع عسكرية في سوريا.
كما تحذر ميركل باستمرار من عودة معاداة السامية إلى الظهور في ألمانيا نتيجة توافد المهاجرين المتحدرين من دول عربية وصعود اليمين المتطرف في آن.
وفي تصريح ملفت، قال أحد زعيمي حزب "البديل لألمانيا" اليميني المتشدد ألكسندر غاولاند السبت أن أدولف هتلر والنازيين كانوا مجرد "روث طير" وسط تاريخ من الأمجاد الألمانية على حد قوله، ما أثار تنديداً من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.