أفادت منظمة جلوبال ويتنس الحقوقية، في تقرير لها الثلاثاء 23 مايو/أيار 2018، بأن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان يجمعون مئات الآلاف من الدولارات سنوياً من التعدين غير القانوني لمادة التلك، التي ينتهي المطاف بمعظمها في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتشير أرقام وزارة التعدين الأفغانية، التي أوردها التقرير، إلى أن نحو 500 ألف طن من التلك، الذي يستخدم في منتجات تتراوح من الطلاء إلى مسحوق العناية بالأطفال، جرى تصديرها من أفغانستان منذ بداية العام حتى مارس/آذار.
أموال تأتي دون قصد
وذكر تقرير المنظمة أن تلك الكمية ذهبت كلها تقريباً إلى باكستان، حيث جرى تصدير معظمها مرة أخرى. وقال إن باكستان توفر أكثر من ثلث الواردات الأميركية من التلك، وإن كميات كبيرة من تلك المادة تصل أيضاً إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال نيك دونوفان، مدير الحملات بجلوبال ويتنس، في بيان "يساعد المستهلكون الأميركيون والأوروبيون دون قصد في تمويل جماعات متطرفة في أفغانستان"، داعياً إلى رقابة أشد على الواردات.
والتعدين غير القانوني للأحجار الكريمة والمعادن مثل اللازورد مصدر إيرادات كبير لمسلحي طالبان. وذكر التقرير أن الدولة الإسلامية تقاتل من أجل السيطرة على المناجم في معقلها بإقليم ننكرهار.
وبننكرهار، الواقع على الحدود مع باكستان، مكامن ضخمة لِلتَّلك والمعادن الأخرى مثل الكروميت والرخام، وتمرّ بالإقليم طرق رئيسية لتهريب المخدرات والمواد المحظورة الأخرى.
حرب من أجل المنجم
ونقل التقرير عن قائد كبير في الدولة الإسلامية قوله، إن انتزاع السيطرة على المناجم من جماعات مسلحة أخرى في ننكرهار يمثل أولوية للتنظيم. وأضاف "المناجم في أيدي المافيا… سنسيطر على المناجم بأي ثمن".
ويساور مسؤولي الأمن في أفغانستان القلق منذ فترة طويلة بشأن عدم السيطرة والتحكم في مرور سلع مثل التلك والكروميت في ننكرهار.
وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي توجد فيه صعوبة في تقدير قيمة تلك التجارة بالنسبة للدولة الإسلامية، فإن إيرادات التعدين في ننكرهار قد تتراوح من "عشرات الآلاف إلى ملايين قليلة من الدولارات سنوياً". وأضاف أن مئات الآلاف من الدولارات هو تقدير متوسط ومعقول للإيرادات.
وذكر التقرير أن المبلغ لا يبدو كبيراً للغاية، لكن الجيش الأميركي يقدر أن قوة الدولة الإسلامية في ننكرهار تتراوح بين 750 إلى ألفي مقاتل، وهو ما يعني أن هذه الأموال مصدر إيرادات مهم للتنظيم.