طلبت كوريا الشمالية من جارتها الجنوبية، مساء السبت 19 مايو/أيار 2018 أن تعيد إلى بيونغ يانغ 12 نادلة كورية شمالية، تقول سيول إنهن فررن إليها بكامل إرادتهن في 2016 بينما تؤكد بيونغ يانغ أنهن خطفن، في قضية تثير جدلاً منذ فترة طويلة.
وفي برنامج يحمل اسم "سبوتلايت" تبثه قناة "جي تي بي سي" ويعد من أكثر برامج التحقيقات شعبية في كوريا الجنوبية، أكد مدير مطعم كوري شمالي في بلدة نينغبو الصينية حيث كانت تعمل النادلات مؤخراً، أنهن وقعن في فخ للاستخبارات الكورية الجنوبية.
وقال بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إن قضية النادلات الـ 12 يمكن أن تقوض العلاقات بين الكوريتين. وأوضح البيان أنه "على السلطات الكورية الجنوبية إعادة مواطناتنا بلا تأخير، والبرهنة على رغبتها في تحسين العلاقات بين الشمال والجنوب".
فرار أم خطف؟
وفي شهادة مثيرة، أكد مدير المطعم الكوري الشمالي أن الجهاز الوطني للاستخبارات الكورية الجنوبية قام بتجنيده في 2014 في الصين، وأوضح أنه طلب بعد سنتين من الاستخبارات تنظيم فراره خوفاً من أن يتم كشفه.
وفي اللحظة الأخيرة طلب منه جهاز الاستخبارات اصطحاب العاملات في المطعم معه. وقال إن "النادلات الـ 12 لم يكن يعرفن إلى أين سيذهبن (…) قلت لهن إننا سنغير مركز عملنا".
وأضاف أن النادلات لم يعرفن وجهتهن إلا بعدما وصلن إلى أمام سفارة كوريا الجنوبية في ماليزيا.
وقالت واحدة منهن في مقابلة بثت خلال برنامج التحقيقات نفسه إنهن ترددن أمام السفارة. وأضافت إن "مدير المطعم هيو هددنا وقال لنا أنه سيبلغ السلطات بأننا نشاهد برامج كوريا الجنوبية وأنه سيتم إعدامنا أو نفينا إلى الريف وأن عائلاتنا أيضاً ستتضرر".
وبعد سنوات من التوتر بشأن البرنامجين الكوريين الشماليين النووي والبالستي، شهدت العلاقات انفراجاً واضحاً بين سيول، وبيونغ يانغ، وعقدتا قمة تاريخية بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان.
وخلال هذه الفترة، أفرجت كوريا الشمالية عن ثلاثة سجناء أميركيين ووجهت دعوة إلى وسائل إعلام أجنبية لتغطية إغلاق الموقع الكوري الشمالي للتجارب النووية، قبل قمة مقررة في سنغافورة بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب.
لكن التوتر عاد إلى الأجواء مع إلغاء كوريا الشمالية محادثات على مستوى عال مع الجنوب احتجاجاً على تدريبات عسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.