تُعدُّ أوكرانيا موطناً للعديد من المغامرين العسكريين ذوي الأفكار غير التقليدية، أغلبهم من العهد السوفيتي، حتى وصل الأمر بهم لتطوير برنامج سري يهدف لتدريب الثدييات البحرية لتنفيذ مهماتٍ عسكرية.
ولدى أوكرانيا جيشٌ من الدلافين في مركز عسكري خاص بالقرم، مدربة ومستعدة للانتشار، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
ولكن بعد ضم روسيا للقرم في 2014، أُلقِيَ القبضُ على هذه الدلافين، وطالبت أوكرانيا بإعادتها، لكنَّ القوات الروسية رفضت ذلك.
ويعتقد البعض أن الروس كانوا يُخطِّطون لإعادة تدريب الدلافين كجنودٍ روس، وحسبما ذكر مصدرٌ لوكالة الأنباء الروسية RIA Novosti، فقد كان هناك مهندسون "يُطوِّرون تقنياتٍ لأماكن عيش الدلافين من أجل برنامجٍ جديدٍ لاستخدامٍ أكثر فاعليةً للدلافين تحت الماء".
انتحرت دفاعاً عن أوكرانيا!
أما الآن، وقد مرَّت 4 سنواتٍ، فما يبدو هو أنَّ القليل من تلك الخطط الروسية هو ما تحقَّق، وأنَّ أغلب الدلافين قد ماتت.
لكن مُمَثِّل الحكومة الأوكرانية بوريس بابين في القرم، ادَّعى هذا الأسبوع أنَّ الدلافين انتحرت، وأنها فعلت ذلك دفاعاً عن بلدهم.
وقال إنَّ الدلافين ماتت "بشرف الوطنية"، رافضةً إطاعة الأوامر أو تناول الطعام الذي قدَّمَه لهم "الغزاة الروس"، وأدى بها إضرابها عن الطعام إلى الموت في النهاية.
وصرَّح بابين لصحيفة Obozrevatel الأوكرانية، أنَّ الدلافين كانت وفيَّةً أكثر من بعض الجنود الآدميين: "إنَّ الحيوانات المُدرَّبة لم ترفض فقط الاستجابة للمُدرِّبين الروس، ولكنها رفضت الطعام أيضاً، ما أدى إلى وفاتها بعد ذلك. في حين أن العديد من الجنود الأوكرانيين يعتبرون يمينهم وولاءهم أقلَّ جديَّةً مما تعتبره هذه الدلافين".
رواية أخرى لموتها
وأنكر آخرون هذه الادعاءات، مُلقين باللوم على أوكرانيا ومعاملتها الفقيرة للدلافين.
وعبر إذاعة Sputnik المملوكة للروس، ادَّعى السياسي الأوكراني فلاديمير أولينيك، أنَّ السياسيين في كييف يسعون دائماً لإلقاء اللوم على "تدخُّل موسكو"، في حين أنَّ الواعين من الناس يرون ذلك مجرد دعاية وشائعات، وأن الدلافين لا تهتم بطبيعة نظام الحكم الذي تتبعه.
وادعى ديميتري بيليك، نائب البرلمان الروسي (الدوما) ادعاءً أقل إدهاشاً، وهو أن الدلافين المُدرَّبة التي خدمت في البحرية الأوكرانية قد بيعت إلى كياناتٍ تجاريةٍ أو ماتت لأسبابٍ طبيعيةٍ قبل 2014.
وقال إنَّه "ما مِن شكٍّ في الوطنية الأوكرانية"، لأن أوكرانيا أوقفت النشاط العسكري للدلافين، وجعلتها تشارك لبعض الوقت في أنشطةٍ تجارية.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإنه قد لوحظ أن الدلافين قد أظهرت "ولاءً" كالذي تتمتع به الكلاب، وحماساً في السباحة تجاه الأشخاص الذين التقتهم من قبل.
وحَدَثَ مراراً أن كانت هناك دلافين مُحتَجَزة عُرِفَت برفضها الطعام حين يموت رفيق التدريب، وكان هناك ادعاءٌ أيضاً بأنَّ الدلافين امتنعت عن التنفس بنفسها بعد انفصالها عن البشر الذين اعتادت التعايش معهم. ولذا فربما ليست ادعاءات الأوكرانيين بعيدةً على التصديق كما تبدو.
هناك الكثير من المعلومات المُضلِّلة المنتشرة، ومن الصعب التحقُّق مما حدث بالفعل في مرفق تدريب الدلافين السري في القرم.
وتضيف الصحيفة البريطانية: "إنَّنا نعلم أنه في العام 2016 طرح الروس مناقصةً عامةً لشراء 5 دلافين، واشتروها في النهاية من حديقة حيوان موسكو، على الرغم من أنهم لم يوضحوا أسبابهم قط. ربما لاعتقادهم أن باستطاعتهم إقناع الدلافين الأوكرانية بتحويل ولائها".