محافظات جديدة تعزز تقدم الصدر في انتخابات العراق البرلمانية.. تحالف الفتح يخلق المفاجأة والعبادي يتقهقر

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/14 الساعة 21:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/14 الساعة 21:47 بتوقيت غرينتش
Iraqi Shi'ite cleric Moqtada al-Sadr shows his ink-stained finger after casting his vote at a polling station during the parliamentary election in Najaf, Iraq May 12, 2018. REUTERS/Alaa al-Marjani

قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق الإثنين 14 مايو/أيار إن التكتل الانتخابي لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر يتجه لتصدر سباق الانتخابات البرلمانية بعد فرز 91 في المئة من الأصوات في 16 من 18 محافظة عراقية.

وعزز تحالف "سائرون"، بزعامة الصدر، مكاسبه بالانتخابات البرلمانية، بعد تصدره النتائج في محافظتين أخريين، إلى جانب 4 محافظات أخرى تصدرها الأحد.

وأعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات معن الهيتاوي، في مؤتمر صحفي بمقر المفوضية ببغداد الإثنين، أن تحالف "سائرون" تصدر النتائج الأولية في محافظتي النجف وميسان، جنوبي البلاد، من أصل 6 محافظات. إذ أعلنت المفوضية تقدم قائمة "سائرون" في 4 محافظات، وهي بغداد وواسط والمثنى وذي قار.

بينما تصدر ائتلاف "النصر"، بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي النتائج في محافظة نينوى (شمال)، والاتحاد الوطني الكردستاني النتائج في محافظة السليمانية (شمال)، والحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة أربيل (شمال)، وتحالف "قلعة الجماهير الوطنية" بزعامة السياسي السني وعضو البرلمان الحالي قتيبة الجبوري.

وخلف تقدم تحالف سائرون ردود أفعال إيجابية من السعودية، حيث كتب ثامر السبهان وزير شؤون الخليج السعودي، في تدوينة على تويتر، " دعوات بأن يوفق ربي جميع الاخوان في العراق لتجاوز الظروف الصعبة التي مر بها وأن يكون مستقبل العراق والعراقيين أفضل بجهود جميع رجاله المخلصين".

وغرد في تدوينة أخرى: "فعلا انتم (سائرون) (بحكمة ) و(وطنيه) و(تضامن) واتخذتم (القرار) (للتغيير ) نحو عراق يرفع بيارق (النصر)باستقلاليته وعروبته و(هويته) و أبارك للعراق بكم".

 

ووفق المفوضية فإن ترتيب القوائم في تلك المحافظات جاءت على النحو الآتي:

محافظة السليمانية: الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة التغيير، حراك الجيل الجديد، الجماعة الإسلامية الكردستانية، الحزب الديمقراطي الكردستاني، التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني.

محافظة صلاح الدين: ائتلاف قلعة الجماهير الوطنية، تحالف الفتح، ائتلاف الوطنية، ائتلاف النصر، تحالف القرار العراقي، تحالف صلاح الدين هويتنا، عراق الأرض، سائرون، تيار الحكمة الوطني.

محافظة النجف: سائرون، تحالف الفتح، ائتلاف النصر، تيار الحكمة الوطني، ائتلاف دولة القانون، حركة إرادة، ائتلاف كفاءات للتغير، أمة أنصار الحق، تمدن، ائتلاف الوطنية.

محافظة أربيل: الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، حراك الجيل الجديد، التحالف من أجل الديمقراطية والعدالة، حركة التغيير، الجماعة الإسلامية الكردستانية، الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الجبهة التركمانية العراقية.

محافظة ميسان: سائرون، تحالف الفتح، تيار الحكمة الوطني، ائتلاف النصر، ائتلاف دولة القانون، ائتلاف الوطنية، حراك الجيل الجديد.

تراجع مفاجئ لائتلاف العبادي

وكان لافتاً أن ائتلاف العبادي، المدعوم من التحالف الدولي، حلَّ ثالثاً في جميع المحافظات ما عدا نينوى ذات الغالبية السنّية، وكبرى مدنها الموصل التي أعلن العبادي تحريرها من داعش في يوليو/تموز 2018.

وفي وقت سابق، أشار الكثيرون إلى أن العبادي سيحتل المرتبة الأولى بنحو 60 مقعداً في البرلمان، ولكن النتائج بدت مختلفة، مما جعل البعض يعتبرها تعبيراً عن رفض العراقيين الطبقة السياسية الحاكمة.

ومع علمه أنه لا يستطيع الاعتماد على الأصوات الشيعية وحدها، تطلَّع العبادي إلى الاعتماد على قاعدة أوسع للناخبين. وقد قام بحملة في جميع أنحاء العراق من خلال قائمته "تحالف النصر"، وهي الوحيدة التي تتنافس في كل المحافظات العراقية الـ18.

ولم يكن العبادي، الذي درس في بريطانيا، يمتلك آلة سياسية قوية عند توليه منصبه، لكنه عزز موقفه بعد الانتصار على تنظيم "الدولة الإسلامية". وعلى الرغم من تقرُّبه إلى الأقلية السُّنية خلال توليه رئاسة الوزراء، فإن العبادي استعدى الأكراد بعد أن أحبط مساعيهم للاستقلال.

كما أنه أخفق في تحسين الاقتصاد والقضاء على الفساد، ولا يمكنه الاعتماد فقط على أصوات طائفته الشيعية. وسعى العبادي، الذي يُوصف بأنه مدعوم من التحالف الدولي، إلى هزيمة تحالفات مدعومة من إيران، مثل تحالفي هادي العامري ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

في المقابل، سرى حديث عن وجود فيتو إيراني على تولي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ولاية ثانية قبل الانتخابات، حسبما نقل موقع "العربي الجديد" عن  مصادر سياسية.

ولم يقتصر الرفض الإيراني للعبادي ودعم خصومه على الاتفاقات السرية؛ بل وصل الأمر إلى الشارع، الذي شهد حملات دعائية غير مسبوقة ضده، حسب "العربي الجديد". ولكن، يبدو أن هذا الصراع جاء في صالح طرف ثالث كان خارج السلطة.

تحميل المزيد