اعتبرت صحيفة wall street journal الصواريخ التي انطلقت من الأراضي اليمنية صوب الرياض مساء الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، بمثابة إشارة دعم لإيران من حلفائها الحوثيين، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. وقال التقرير إن "هذه الخطوة بمثابة إشارة مبكرة على أن وكلاء إيران بدأوا في استعراض عضلاتهم بالمنطقة، في إطار دعمهم زعيمتهم، إيران، وهو ما يحيل إلى خطر اندلاع صراع على نطاق أوسع".
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن أنظمة الدفاع الجوي السعودية اعترضت 4 صواريخ باليستية، استهدفت اثنتان منها العاصمة الرياض، في حين استهدف الصاروخان الآخران مدينتي جازان ونجران في جنوب البلاد.
اليمن: صواريخ الحوثيين تتضامن مع طهران
وقد جاءت هذه الهجمات، التي لم تسفر عن وقوع إصابات، بعد ساعات عن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قراره انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما مهَّد الطريق أمام إعادة فرض عقوبات اقتصادية شاملة على البلاد.
لا يوجد مؤشر واضح على أن إيران لعبت دوراً في تحديد توقيت إطلاق الصواريخ من قِبل الحوثيين باتجاه السعودية يوم الأربعاء. وعلى الرغم من أن خبراء الأسلحة، إلى جانب لجنة تابعة للأمم المتحدة، توصلوا إلى استنتاج، مفاده أن إيران زوَّدت الحوثيين ببعض القذائف والطائرات من دون طيار، فضلاً عن أنواع مختلفة من الأسلحة- فإن إيران نفت هذه المزاعم.
السلاح النووي: ما هي حدود التصعيد السعودي – الإيراني؟
ومع وضع ترمب حدّاً للصفقة التي أبرمها سلفه أوباما، يتوقع المحللون والمسؤولون تسارع وتيرة الخطوات العدوانية التي يتخذها وكلاء وحلفاء إيران في دول مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وذلك إلى أن تظهر تبعات العقوبات الجديدة على الأقل. ويمكن لهذه الهجمات تأجيج المزيد من أعمال العنف في منطقة تنخرها الصراعات.
وهدد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، بأن السعودية ستعمل على تطوير سلاح نووي في حال سعت إيران لذلك، وسط تزايد التوتر إثر إعلان واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني. "إذا حازت إيران قدرات نووية فسنبذل كل ما بوسعنا للقيام بالشيء نفسه"، حسبما ورد في تصريحات له لشبكة CNN.
ورحبت السعودية، في بيان رسمي، بما لوّح به ترمب من إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
سوريا: مواجهة إيران وإسرائيل المقبلة
من جهتها، حذَّرت إسرائيل، الثلاثاء 8 مايو/أيار 2018، من تصاعُد النشاط العسكري الإيراني في سوريا، البلد الذي ينشط داخله حزب الله، أكثر وكلاء طهران قوةً، والجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من قِبل إيران. ثم ضرب الجيش الإسرائيلي، ليل الأربعاء/الخميس 10 مايو/أيار 2018، عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا؛ رداً على إطلاق صواريخ نسبتها إلى إيران، ضد مواقعها بهضبة الجولان المحتلة، في أكبر صدام وقع الأعوام الأخيرة.
وقالت سوريا إن صواريخ إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري ومستودع ذخيرة وموقع رادار. وأوضح مصدر من القوات الموالية لدمشق، لوكالة فرانس برس، أن "بعض الصواريخ استهدفت مواقعَ في ريف دمشق، بينها فوج الدفاع الجوي، قرب الضمير، واللواء 38 على طريق درعا، ونجحت الدفاعات الجوية في إسقاط صواريخ متَّجهة إلى مطار دمشق الدولي"، حسبما أفاد موقع Sky News Arabia.
السعودية: قلقٌ من استمرار الصواريخ اليمنية
خلافاً لذلك، انتاب السعوديون شعور بالقلق، بعد إعلان ترمب، حيث إنهم باتوا يخشون تصاعد حدة التوتر بين طهران وخصومها، وهو ما سيجعل الوضع الأمني أكثر تردّياً. في هذا الصدد، نقلت wall street journal عن السيدة غزال أمين، (37 سنة)، وتقطن بجدة، قائلةً: "في الحقيقة، أشعر بأن الأمن سيتراجع بشكل كبير. كما أعتقد أن الهجمات الصاروخية ستتوالى وتستهدف المناطق بصفة مباشرة".
في المقابل، يرى آخرون، على غرار إبراهيم آل مرعي، الضابط العسكري السعودي المتقاعد والمحلل المستقل الذي يقطن في الرياض، أن الخطوة الأميركية وحدها لن تؤدي -على الأرجح- إلى الضغط على إيران لتغيير مسار سياستها الإقليمية. ويريد آل مرعي أن يسلط المجتمع الدولي الضوء على دعم إيران للجماعات المسلحة، فضلاً عن برنامجها للصواريخ الباليستية. وقال المسؤول العسكري المتقاعد: "نحن نريد حلاً يجعل الشرق الأوسط أكثر أماناً".
ووفقاً لمصادر تابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، كثَّف المتمردون الحوثيون، خلال الأشهر الأخيرة، هجماتهم عبر الحدود، حيث وصلت صواريخهم إلى عمق الأراضي السعودية. وحيال هذا الشأن، تم إطلاق أكثر من 130 صاروخاً باليستياً نحو الأراضي السعودية منذ التدخل العسكري الذي قامت به قوات التحالف، بقيادة السعودية، في اليمن قبل 3 سنوات.