ذكر محللون أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصادر يوم الثلاثاء بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران قد منح طهران أسباباً أقل لممارسة ضبط النفس في مواجهة إسرائيل.
قال عفير سالزبورغ، المحلل بالمجموعة الدولية للأزمات: "يؤدي انسحاب الولايات المتحدة إلى سرعة التصعيد بين إسرائيل وإيران. وقال: "تواجه إيران قيوداً أقل فيما يتعلق بتوقيت العملية الانتقامية"، مضيفاً أن إيران ربما كانت تنتظر قرار الولايات المتحدة قبل اتخاذ خطوتها التالية، حسب صحيفة The Washington Post الأميركية.
وبينما كان ترمب يعلن انسحابه في واشنطن، طلب الجيش الإسرائيلي من أهالي الجولان يوم الثلاثاء فتح الملاجئ التي تحميهم من القنابل – وهي المرة الأولى التي يطلب فيها الجيش القيام بذلك خلال الحرب الأهلية التي دامت لسبع سنوات في سوريا المجاورة.
وفي كيبوتس عين زيفان التي تبعد أميالاً قليلة عن الحدود السورية، قرأ ديفيد سبيلمان رسالة نصية أرسلها المجلس الإقليمي على هاتفه بعد دقائق من انتهاء كلمة ترمب. وتطلب الرسالة من الأهالي "توخي الحذر والاستعداد".
وبدا أهالي الجولان معتادين على أن يكونوا على الهامش، بالقرب من أعداء إسرائيل. وقد احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان عام 1981، إلا أن ذلك الإجراء لم يتم الاعتراف به على المستوى العالمي.
وذكر سبيلمان، العضو السابق بالمجلس الإقليمي والذي يعيش في الكيبوتس منذ تأسيسه عام 1968 "هناك مستويات مختلفة من القلق، ولكن الناس هنا مخضرمين".
وقال متحدثاً عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "هناك مراحل معينة ينبغي عندها أن تواجه الأمور بصورة مباشرة؛ وهذا ما يفعله نتنياهو".
وضرب الجيش الاسرائيلي ليل الأربعاء الخميس 10 مايو/أيار 2018، عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية في سوريا رداً على إطلاق صواريخ نسبته إلى إيران ضد مواقعها في هضبة الجولان المحتلة، بحسب ما أعلن متحدث.
واستهدفت العملية التي تمت ليلا وتعتبر من بين الأهم للجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة والأكبر ضد أهداف إيرانية مصدر إطلاق صواريخ ومنشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، بحسب ما أعلن اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس لصحافيين قائلا "نحن لا نسعى للتصعيد العسكري".
وأعلن الجيش الإسرائيلي تعرض مواقع له في هضبة الجولان السورية المحتلة، لهجوم صاروخي "نفذته قوات إيرانية من سوريا" بعد منتصف منتصف ليلة الأربعاء.
إنه وقت عصيب بالفعل
وتحدث أحد مسؤولي المجلس الإقليمي الذي اشترط عدم ذكر اسمه لمناقشة الاستعدادات قائلا "إنه وقت عصيب بالفعل. إننا نطالب المواطنين بممارسة حياتهم المعتادة ويذهب الأطفال إلى المدارس. ومع ذلك، فإن مهمتنا ومهمة الجيش ورجال الأمن تتواصل على مدار 24 ساعة. إن الأمر أكثر قلقا هذه المرة".
وذكر سياح أميركيون بأحد مصانع النبيذ في عين زيفان يوم الأربعاء أنهم لم يكونوا على علم بأن الحكومة الأميركية قد طلبت من موظفيها بالابتعاد عن الجولان لحين استقرار الأوضاع.
وذكر أحدهم "يبدو أنه كثير من اللغط حول لا شيء".
ووسط تحذيرات حول اعتداء محتمل، يعتقد 62% من الإسرائيليين أن هناك حرب وشيكة، وفقا لاستطلاع رأي أجرته قناة حداشوت الإخبارية الإسرائيلية يوم الأربعاء.
وقال جاري سامور منسق البيت الأبيض للحد من أسلحة الدمار الشامل، في أحد المؤتمرات الأمنية في مدينة هرتسليا بإسرائيل: "سوف تشن إيران ضربات انتقامية بالوكالة عاجلا أو آجلاً ضد مواقع عسكرية إسرائيلية في الشمال".
ومع ذلك، ذكر أن كلا الجانبين لا يهتمان بتصعيد النزاع، ولكن هناك جدل في إيران حول كيفية الرد. وقال إن الرئيس الإيراني حسن روحاني يريد تجنب المواجهة لأنه يحاول الحفاظ على الاتفاق النووي مع القوى العالمية. ومع ذلك، يود القادة العسكريون الإيرانيون الانتقام لمقتل الجنود الإيرانيين.