توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو، الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، فيما أعلن وزير إسرائيلي سعي بلاده إلى إجبار إيران على الخروج من سوريا.
وأجرى نتنياهو سلسلة لقاءات ومحادثات هاتفية مع بوتين على مدى الأشهر الأخيرة، تناولت خصوصاً الوضع في سوريا، وتدخل إيران، خصم إسرائيل، هناك.
وقال نتنياهو قبيل مغادرته إن "الاجتماعات بيننا دائماً مهمة، وهذا الاجتماع تحديداً هو كذلك".
وأضاف "في ضوء الأحداث الجارية في سوريا، من الضروري ضمان استمرار التنسيق بين الجيشين"، الروسي والإسرائيلي.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن "خيبة أملها العميقة" من إعلان ترمب بأن بلاده ستنسحب من الاتفاق النووي الإيراني، في وقت أعلن نتنياهو عن "دعمه الكامل" لقرار واشنطن "الشجاع".
ولطالما عارض نتنياهو الاتفاق النووي الموقّع بين القوى الكبرى وطهران.
ويثير التواجد الإيراني في سوريا، حيث تدعم طهران على غرار موسكو نظام الرئيس بشار الأسد، قلقَ إسرائيل.
وأقامت روسيا "خطاً ساخناً" مع إسرائيل، لتفادي حوادث اصطدام طائراتهما الحربية في سوريا.
وكان نتنياهو تعهد مراراً بعدم السماح لإيران بترسيخ تواجدها العسكري في سوريا المجاورة، حيث يعتقد أن إسرائيل شنّت عدة ضربات عسكرية أشارت تقارير إلى أنها أسفرت في بعض الحالات عن مقتل عناصر إيرانيين.
وسرت مخاوف في إسرائيل من أن تردَّ طهران.
وبكل وضوح، قال وزير المخابرات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأربعاء، إن حكومته تعمل على إجبار إيران على الانسحاب من سوريا.
وذكر كاتس، في مقابلة مع الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، بعد ساعات من هجوم استهدف قوات إيرانية في سوريا: "الإيرانيون لا يفهمون غير هذه اللغة".
وأضاف: "النقطة التي انغلقت فيها إيران على نفسها بين 2003 و2015 بسبب التهديدات الأميركية باجتياحها، وبسبب ضغط العقوبات هي النقطة التي يجب أن نعود إليها، وأن نكون جزءاً أساسياً فيها من أجل دفع إيران للخروج من هذه المنطقة".
وأضاف: "إسرائيل لا تريد احتلال سوريا، لكنه يريد أن تتخذ إيران قراراً استراتيجياً بالانسحاب منها".
وتعرَّضت قاعدة سورية عسكرية لهجوم، الليلة الماضية، بعد إعلان إسرائيل عن حالة تأهب في منطقة الحدود مع سوريا في الشمال، بسبب تحركات ملحوظة تم رصدها في سوريا.
ووقع الهجوم أيضاً بعد ساعات من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وفرضه أقصى درجات العقوبات على إيران.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجوم بشكل صريح، رغم تلميح وسائل إعلام إسرائيلية بذلك.
وقال كاتس: "إيران تهدد بشكل علني أنها ستهاجم إسرائيل، ونحن نتعامل مع ذلك بجدية تامة".
وتابع: "نحن ندافع عن جنودنا ومواطنينا بطرق استخبارية، وكذلك بكافة السبل لتحديد التهديدات والقضاء عليها مسبقاً".
وقال الوزير الإسرائيلي، إن استراتيجية حكومته تهدف إلى "منع اندلاع حرب".
وأضاف كاتس أن نتنياهو توجّه إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل الدفع نحو إخراج إيران من سوريا، لتجنُّب وقوع احتكاكات تؤدي إلى حرب.
وأكد وجود "تعاون مع الولايات المتحدة، وخاصة من ناحية قوتنا وتأهبنا، وقدرتنا الاستخبارية في تحديد تحركات (عسكرية) وإحباطها بشكل استباقي، وكذلك لدينا قوة الردع، والقدرة على العمل، والوقاية، والدفاع عن أنفسنا بشكل فعال".
وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة هجمات، استهدفت قواعد تابعة لإيران في سوريا، ووجهت أصابع الاتهام إلى إسرائيل بتنفيذها.
ودمرت إحدى الهجمات منظومة الطائرات دون طيار الإيرانية في سوريا، وقتل في الغارة سبعة ضباط إيرانيين بينهم المسؤول عن المنظومة.