يتوجه الناخبون في ماليزيا إلى صناديق الاقتراع، غداً الأربعاء 9 مايو/أيار 2018، لتحديد من سيكون رئيس الوزراء السابع للبلاد. تم إعلان اليوم عطلة رسمية. ستكون إحدى أكثر الانتخابات التي تشهد منافسة شديدة في تاريخ البلاد، وستكون هي الأكبر على الإطلاق، حيث يبلغ عدد مرشحيها 2333 مرشحاً.
من هم اللاعبون الرئيسيون؟
تضع هذه الانتخابات رئيس الوزراء الحالي نجيب عبد الرزاق، الذي يتولى السلطة منذ عام 2009، ضد الدكتور مهاتير محمد، الذي كان رئيس وزراء في ماليزيا بين عامي 1981 و 2003، وهي أطول مدة قضاها رئيس وزراء في حكم ماليزيا. في عمر 92 سنة، قرر مهاتير العودة إلى المعركة السياسية. إذا فاز، فسوف يكون أكبر زعماء العالم سناً، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
هذه المعركة شخصية وكذلك سياسية. كان نجيب في يوم من الأيام ربيب مهاتير، وقد هيأه لتولي المنصب وتأكد من أنه سيكون رئيساً للوزراء. الآن، يقول مهاتير عن دوره في صعود نجيب، "أكبر خطأ ارتكبته في حياتي".
بعد تورط نجيب في فضيحة الفساد المعروفة باسم 1MDB في عام 2015، انقلب مهاتير ضده. كان قد تقاعد من السياسة ولكن في وقت سابق من هذا العام أعلن عودته إلى السياسة، وتحويل الولاءات السياسية والانضمام إلى ائتلاف المعارضة بهدف واحد: عزل نجيب.
نجيب هو رئيس المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة، الحزب السياسي الرئيس في الائتلاف الحاكم باريسان ناسونال. وبينما كان مهاتير أيضاً جزءاً من المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة عندما كان في السلطة لأول مرة، أنشأ الآن حزبه السياسي Parti Pribumi Bersatu ، الذي انضم إلى ائتلاف المعارضة، Pakatan Harapan.
الطرف الآخر الذي سيلعب دوراً حاسماً في الانتخابات هو الحزب الإسلامي المحافظ PAS. وفي حين أنه من المرجح ألا يحصل الحزب إلا على عدد قليل من المقاعد، ففي ظل تعاظم احتمالات عدم حصول أي حزب رئيسي على أغلبية، سيكون لدى "PAS" القدرة على اختيار مع من سيشكل ائتلافاً.
كم من الوقت يمكن لرجل يبلغ من العمر 92 عاماً البقاء في الحكم؟
جزء من اتفاق مهاتير لقيادة المعارضة هو أنه بعد عامين سوف يتنازل عن السلطة لأنور إبراهيم. هذا الأخير هو حالياً في السجن، يقضي عقوبة ثانية بتهمة ممارسة اللواط (التي يزعم أنها محاكمة ذات دوافع سياسية). كان أنور أيضاً في السابق ربيب مهاتير، لكن مهاتير كان قد سجنه في عام 1999 عندما بدا أنه كان قوياً أكثر من اللازم وكانت شعبيته تتزايد.
في الوقت الحاضر، نحى الرجلان خلافاتهما جانباً. إذا فاز مهاتير في الانتخابات، سيصدر عفواً عن أنور، ثم يفسح المجال له لتولي منصب رئيس الوزراء، بحسب الصحيفة البريطانية.
ما هي القضايا الكبرى؟
أكبر القضايا هي الفساد وتكلفة المعيشة. كان دور نجيب المزعوم في فضيحة 1MDB، حيث تم اختلاس 2.6 مليار دولار من صندوق حكومي – مع ما يقرب من 681 مليون دولار تم تحويلها إلى حساب نجيب المصرفي الخاص – جزءاً أساسياً من رسالة المعارضة في محاولة تأليب الناخبين ضد باريسان ناسونال. كما أن إدخال نجيب لضريبة القيمة المضافة لا يحظى بشعبية، مما يجعل الحياة اليومية أكثر تكلفة، وبالتالي فإن خفض تكلفة المعيشة كان في صميم دعاية كل من الائتلافين.
من أقرب للفوز؟
وعلى الرغم من أن مهاتير لا يزال يحظى بولاء كبير في جميع أنحاء البلاد، فمن المفترض أن يفوز نجيب بسبب إعادة رسم الحدود الانتخابية في الآونة الأخيرة لصالح التحالف الحاكم. تستخدم ماليزيا نفس النظام الانتخابي المطبق في المملكة المتحدة. وفقاً لمنظمة بريش، منظمة الإصلاح الانتخابي الماليزية، إن نجيب سيكون قادراً على الفوز في الانتخابات بنسبة 16.5٪ فقط من الأصوات الشعبية. كما اعتبر تطبيق قانون "الأخبار المزورة" مؤخراً وسيلة لمنع الناس من التحدث ضد نجيب، وهو الأمر الذي دخل حيز التنفيذ، إذ كان مهاتير من بين أول من حُقق معهم بموجب القانون، لأنه ادعى أن طائرته قد تم تخريبها من قبل الائتلاف الحاكم، بحسب الصحيفة البريطانية.
ومع ذلك، يبدو أن التيار يتحول ضد نجيب. إذا كان أداء نجيب ضعيفاً في الانتخابات، فهناك حديث بالفعل عن تحدي قيادة ما بعد الانتخابات.
وقد توصل استطلاع أجرته مؤخراً مؤسسة "ميرديكا سنتر" لاستطلاعات الرأي المستقلة إلى أن تحالف مهاتير "باكاتان هارابان" من المرجح أن يفوز بنسبة 43.7٪ من الأصوات الشعبية، في حين يتوقع حصول تحالف نجيب "باريسان ناسونال" (BN) على نسبة 40.3٪. إذا فازت المعارضة، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ استقلال ماليزيا في عام 1957.