تحذير إيراني وتهديد إسرائيلي بالاستعداد للحرب.. رسائل متبادلة بين طهران وتل أبيب بسبب الاتفاق النووي

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/07 الساعة 12:41 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/07 الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش

تصاعدت حدة التصريحات بين إيران وإسرائيل الأحد 6 مايو/أيار، مع اقتراب تاريخ اتخاذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لقرار بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني من عدمه، إذ حدد ترمب تاريخ 12 مايو/أيار المقبل موعداً للإعلان عن موقفه النهائي.

وقالت صحيفة The New York Times الأميركية إن إيران حذرت من "ندم تاريخي" في حال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق، في الوقت الذي اعتبرت إسرائيل أن الاتفاق "خطأ فادح".

ودعا مجدداً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأن يتم "تعديل الاتفاق بالكامل أو رفضه بالكامل"، مشيراً إلى أنه رغم تأخير الاتفاق لامتلاك إيران لأول قنبلة نووية، إلا أنه مهد الطريق أمامها لبناء ترسانة نووية كاملة عقب انتهاء فترة الاتفاق.

نتنياهو: الاتفاق خطأ فادح

وخلال حديثه مع الصحفيين يوم الأحد 6 مايو/أيار، رد نتنياهو على منتقديه الذين قالوا إن مجموعة المستندات الإيرانية المسروقة والتي كشف عنها في الأسبوع الماضي لم تذكر شيئاً جديداً. وقال "من يقول أنه لا يوجد أي جديد بالمستندات التي كشفنا عنها لم ير تلك المستندات".

وأضاف نتنياهو أن الاتفاق يعد "خطئاً فادحاً فيما يتعلق بالتسليح"، مشيراً إلى الاستخدام العسكري لليورانيوم المخصب، وقد أثبتت المستندات أنه يستند إلى أكذوبة. وأشار إلى أن المستندات التي تتجاوز 100 ألف صفحة قد تم توزيعها حالياً على أجهزة الاستخبارات بالدول التي شاركت في المفاوضات حول الاتفاق مع إيران، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ورد نتنياهو على هؤلاء الذين يرون أن المستندات لم تثبت أي انتهاك إيراني للاتفاق منذ بدء سريانه عام 2016 قائلاً أنهم لم يدركوا هذه النقطة. وقال "إذا لم تنتهك اتفاقاً خطيراً، لا يجعله ذلك أقل خطورة"، مضيفاً أن الاتفاقية كانت تستند إلى "تقرير إيراني زائف" تم تقديمه إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنكرت به إيران أنها قد خططت لصنع القنبلة.

ورفض نتنياهو أيضاً ما ذكره خبراء بأن المستندات قد أثبتت السبب وراء أهمية الاتفاق فقط. وقال "الاتفاق الذي يساعد إيران على إخفاء والاحتفاظ بكل المعارف المتعلقة بأسلحتها النووية يعد اتفاقاً مروعاً".

وقال إن الاتفاقية قد منحت إيران "تخصيباً غير محدود في كلا الاتجاهين"، لأنها ألغت العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران ومنحتها في نفس الوقت "القدرة على تخصيب اليورانيوم على مستوى التصنيع" حينما تنتهي القيود المفروضة على الاتفاق.

 وقال نتنياهو "آخر ما يمكنك قوله عن الاتفاق هو أنه يعوق كل مسارات إيران نحو تصنيع القنبلة، لأنه يفعل النقيض تماماً. وإذا لم يتم تعديل هذا الاتفاق، سينتهي الأمر بامتلاك إيران ترسانة نووية خلال فترة وجيزة".

روحاني: أميركا ستعاني ندماً تاريخياً

من جهته، الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال إن إدارة ترمب سوف تندم على أي قرار تتخذه بشأن الانسحاب من الاتفاق.

 وذكر روحاني خلال كلمة ألقاها على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الحكومي "إذا ما انسحبت أميركا من الاتفاق النووي، سوف تعاني ندماً تاريخياً". وحذر بتلميحات غير واضحة أن إيران تستطيع أن تدرس إعادة بدء برنامجها المتوقف حالياً للطاقة النووية، والذي يخضع للتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة النووية.

وأضاف روحاني أنه لن يتم التفاوض على الحد من القدرات الصاروخية أو النفوذ الإقليمي لإيران.

 وقال روحاني: "تفي دولتنا بالتزاماتها ولكنها توضح للعالم أجمع في أوروبا أميركا وفي الشرق والغرب أننا لن نتفاوض على أسلحتنا وعلى الدفاع عن بلادنا مع أحد. فالقرار الذي تتخذه دولة إيران للدفاع عن نفسها لا شأن لأحد به".

ويواجه روحاني العديد من المشكلات المحلية جراء تهديدات ترمب بالانسحاب من الاتفاقية، حيث فقد الريال، عملة الدولة الرسمية، نحو 35% من قيمته منذ إعادة انتخابه في مايو/أيار من العام الماضي وتراجعت شعبيته بين الطبقات المتوسطة نتيجة إخفاقه من تحقيق بعض التعديلات الاقتصادية والاجتماعية التي وعد بها. وزاد خصومه في الجيش والحكومة من الهجوم السياسي عليه.

حرب إيرانية إسرائيلية على الأراضي السورية

خاطر نتنياهو بمستقبله السياسي من أجل وقف الطموحات النووية لإيران والتي تشكل خطراً داهماً على إسرائيل؛ ومع ذلك، لا يوجد أي دليل حتى وقتنا هذا على أن حملته قد غيرت من رأي الزعماء الأوروبيين الذين يمارسون الضغوط على ترمب كي لا ينسحب من هذا الاتفاق.

وذكر العديد من الخبراء ومن بينهم مسؤولون أمنيون إسرائيليون سابقون أنه رغم إمكانية وجود أخطاء بالاتفاق، إلا أن وجود الاتفاق أفضل من عدمه. وتطالب الحكومة الإسرائيلية بإعادة فرض عقوبات اقتصادية على طهران من شأنها ألا تحد من طموحات إيران النووية فحسب، بل من قدراتها ونفوذها في الشرق الأوسط.

 وذكر أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية الذي تحدث إلى الصحفيين بشرط عدم ذكر اسمه بما يتفق مع قواعد وكالته الاستخباراتية، أن جزءاً ضئيلاً فقط من المستندات الإيرانية المسروقة قد تم الإعلان عنه. وأضاف أن 99% من المستندات كانت جديدة على إسرائيل فيما يتعلق بكمية ونوعية المعلومات التي قدمتها حول المشروع النووي العسكري لإيران.

وقال نتنياهو إنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء في موسكو وسط تصاعد التوترات حول الجهود الإيرانية لترسيخ تواجدها العسكري في سوريا. وحذر أن إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لإحباط جهود إيران هنا، حتى إذا كان ذلك يعني التورط في نزاع عسكري.

وقال نتنياهو في تعليقات تم بثها يوم الأحد "قام تنظيم الحرس الثوري الإيراني خلال الشهور الأخيرة بنقل أسلحة متقدمة إلى سوريا لمهاجمتنا في ساحة المعركة وعلى الجبهة الداخلية. وقال إن الأسلحة تضمنت طائرات بدون طيار وصواريخ ومدافع مضادة للطائرات من شأنها أن تهدد قواتنا الجوية".

وجاءت تلك التعليقات بينما تستعد إسرائيل لرد فعل إيراني على الاعتداء خلال الشهر الماضي على طائرة إيرانية بدون طيار في إحدى القواعد الجوية بسوريا.

 

 

تحميل المزيد