ناقش المشاركون في المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق، اليوم الأحد 6 مايو/أيار 2018، تداعيات الحاجة إلى التعاون الثنائي نحو نظام أمني جديد في المنطقة.
وأكد المشاركون الذين مثّلوا العديد من دول المنطقة على الحاجة إلى تحقيق الأمن، من أجل حماية مواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تشهد توتراً شديداً.
وانتقد المشاركون حال الدول العربية عقب اندلاع الربيع العربي، وأن المنطقة عادت إلى ولاءات ما قبل الحداثة، وهو المعنى الذي أكد عليه لؤي صافي، أستاذ العلوم السياسية والفلسفة الإسلامية في جامعة حمد بن خليفة.
صافي شدَّد على أن هناك "تعاوناً أمنياً بين دول المنطقة وبين المخابرات المركزية الأميركية، بهدف الإبقاء على المواطنين تحت السيطرة حتى لا يطالبوا بالديمقراطية"، وأضاف أن هنالك ترتيباً أمنياً آخر خاصاً بالصراعات في المنطقة، مثل القائم بين السعودية ومصر والإمارات أمام تركيا وقطر، وفق قوله.
وأشار إلى أن هذا النوع من التعاون ليس ما ينتظره شعوب المنطقة، مؤكداً أن الشعوب تريد ترتيبات أمنية لا تتسبّب في اندلاع الحروب، بل تحافظ على السكان وعلى أمنهم.
إضعاف قبضة الحكام
واقترح لؤي التخفيف من قبضة الحكام في المنطقة، وأشار إلى أنه رغم التصدي لمطالب الشعوب في الربيع العربي، فإن اندلاع الثورات في المنطقة أضعف قبضة الحاكم في دول مثل العراق وسوريا وليبيا من النظام، وأضاف وقريباً ستضعف قبضة الحاكم في مصر، لأسباب قال إنه لن يتحدث عنها الآن.
وأضاف: نحتاج السماح بمساحة للشباب، فلدينا اليوم فرصة سانحة، فالدول الاستبدادية لن تكون قادرة على إحكام قبضتها القوية كما كانت في الماضي".
ولفت الصافي إلى وجود دول تنفق الكثير من المال لتحافظ على الوضع الراهن على حساب المواطنين، الذين لا يستطيعون التعبير عن آرائهم.
من جانبه، قال كايهان بارزيجار، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، إن "هناك ضرورة لتقوية النظام الأمني الوطني والاجتماعي للوصول إلى حوار إقليمي، فلا نريد حلولاً أجنبية، بل حواراً إقليمياً"، معتبراً أن الطريق إلى تقوية النظام الوطني ينطلق من إحياء الشعور الوطني.
واقترح أن يكون هناك دمج اقتصادي بين دول الإقليم، وقال: "هناك فرص، فالدول لا تستطيع أن تتحرك وحدها، لذا هناك حاجة للعمل بشكل مشترك، وهذا يتطلب حواراً إقليمياً لتقوية دول المنطقة، وهذا لن يحدث إلا نتيجة تراكم العمليات التي تستهدف الاستقرار".
وبدوره، أشار محمد اسوتاي، مدير مركز دورهام للاقتصاد والتمويل الإسلامي بتركيا إلى نموذج التعاون غير الجيد على المستوى الأمني بين دول الخليج.
وقال إن الكثير من الانتهاكات تُرتكب في المنطقة الآن باسم حماية أمن الدولة، تؤدي في النهاية إلى العديد من المآسي وعدم إحساس البشر بالأمان.
ويشار إلى أن منتدى الشرق يقيم كلَّ عام مؤتمراً سنوياً حول الأزمات الهامة في الشرق الأوسط، يحضره عدد كبير من الساسة والمحللين في المنطقة العربية والعالم.