الناخبون في لبنان ملاحقون.. كاميرات مخفية بأماكن لن تتوقعوها لمحاسبتهم على اختياراتهم

عربي بوست
تم النشر: 2018/05/06 الساعة 12:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/05/06 الساعة 14:04 بتوقيت غرينتش
الانتخابات اللبنانية في دورة سابقة (أرشيفية)

في صباح الأحد 6 مايو/أيار المشمس في بيروت، توجه الناخبون نحو صناديق الاقتراع لانتخاب أول برلمان، بعد 9 سنوات من غبار تراكم على تلك الصناديق، سببت بها خلافات سياسية وأحداث أمنية وثلاثة تمديدات لبرلمان 2009.

باسل كان واحداً من هؤلاء المنتخبين رغم أن ما سمعه من أخبار لا يبشر بالخير، فوسط هذه المنافسة الحادة بين السياسيين والحزبيين والقوى المستقلة من هيئات مدنية ونقابية، انتشرت معلومات عن وجود رشاوى انتخابية من قبل مرشحي السلطة.

الرشاوى جاءت على شكل أموال نقدية، أو خدمات استشفائية أو تسهيل بناء مخالفات أو وعود بوظائف أو ضغوط على موظفين في القطاع العام.

فمثلاً، في شمال لبنان وتحديداً في المنية تم السماح لنحو 200 شخص بالبناء بشكل مخالف، يقول المرشح على لائحة "الكرامة الوطنية" العقيد المتقاعد في الجيش اللبناني عادل زريقة لـ"عربي بوست" لقد "كان المشهد خلال 48 ساعة الماضية لا يصدق هناك".

فحركة البناء لم تتوقف بعد حصول المرشحين على ضمانات من "المحسوبين على السلطة" بحسب وصف زريقة، ويضيف "بنوا سقوفاً لإنشاء طوابق جديدة فوق منازلهم".

 

ولكن الخطورة في هذه الانتخابات التي تتولى وزارة الداخلية اللبنانية المسؤولية المباشرة تنظيمها وإدارتها، لا تكمن في الرشاوي فقط، بل بوسائل ضمان أولئك المرتشين انتخاب من قدموا وعودهم لهم من خلال كاميرات مراقبة.

فقد ضبطت عناصر الشرطة اللبنانية قلماً يحتوي على كاميرا تصوير تابعة لماكينة المرشح نقولا فتوش في مدينة زحلة البقاع.

 

 

وأوضح مصدر أمني لـ"عربي بوست" أنه "يتم استخدام هذه الكاميرات من قبل المرشحين للتأكد بأن الناخب أدلى بصوته لمصلحتهم، حيث يقوم بعد الإدلاء بصوته بتصوير القائمة وإعطاء القلم إلى الماكينة الانتخابية التي تتأكد من الصورة وبعدها يتم دفع الأموال له أو تأمين طلباته".

لم يكتفوا بالكاميرا

ولكن بعض مندوبي الأحزاب ذهبوا أبعد من ذلك، ورافقوا الناخبين وراء العازل، بحسب ما ذكرته الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات "LADE".

وحجة هؤلاء المندوبين أن الناخبين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم بحاجة للمساعدة، على الرغم من أن الوعود التي قدموها لهم بتأمين ممرات خاصة لهم وتخصيص مراكز اقتراع في الطبقات السفلية من مراكز الاقتراع، كانت مجرد دعاية ولم يتم تنفيذها، حيث واجه الكثير منهم صعوبة في الوصول إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.

منهم اللبنانية سيلفانا اللقيس، تقول لـ"عربي بوست" إن "وزير الداخلية نهاد المشنوق كذب علينا وعدنا بتأمين تجهيزات لأصحاب الإعاقة ولكنه لم يلتزم".

وانتشرت ماكينات المرشحين عند مراكز الاقتراع بأعلامها ورايات المنتسبين إليهم، وكان لافتاً الفارق الكبير بين تلك الماكينات من حيث التجهيزات والعدد بين مرشح وآخر، بحسب إمكانياته المالية أو قوة حزبه أو تياره السياسي.

فالماكينات التي تتبع لمرشحين بتمويل مالي كبير تملك مظلات كبيرة للحماية من حرارة الشمس ومعها برادات مياه وسيارات مجهزة بالطعام، على عكس تلك التي بدون تمويل.

وبدا لافتاً إقبال السيدات على الانتخاب منذ افتتاح صناديق الاقتراع، حيث أشار محمد السعيد وهو موظف في إحدى ماكينات المرشحين في بيروت "هناك سعي لتنخيب السيدات وكبار السن صباحاً خوفاً من حصول أية إشكالات أمنية".

ولفت إلى أن "بعض الماكينات تعمل على تنخيب مناصريها باكراً، خشية تعرض هؤلاء لضغوط أو إغراءات مالية من قبل المرشحين المنافسين".

وسبق الصمت الانتخابي قبل يومين إطلاق مواقف من قبل العديد من المرشحين يتهمون خلالها السلطة بممارسة ضغوط على الناخبين عبر مؤسساتها الأمنية والمدنية، ومنهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي، الذي قال في تصريح له، "أنا أتهم مرشحين يشغلون مناصب حكومية باستغلال مراكزهم للضغط على الناخبين، كما اتهم أجهزة أمنية بالضغوط أيضاً على الناخبين لإجبارهم على انتخاب مرشحي السلطة، في إشارة واضحة إلى "تيار المستقبل" الذي يرأسه سعد الحريري رئيس الحكومة اللبنانية

تحميل المزيد