خلص المشاركون في مؤتمر "نحو ترتيبات أمنية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" إلى أن الوقت بات ملحاً الآن لإنهاء الانقسامات التي تشهدها المنطقة حتى لا تنزلق إلى المزيد من الأزمات.
وقال المشاركون في المؤتمر الذي نظمه منتدى الشرق الأحد 6 مايو/أيار 2018 بإسطنبول إن المنطقة في حاجة إلى أن تثق بقدراتها على حل مشكلاتها بدون التدخل الخارجي
وقال سيد كاظم سجادبور نائب وزير الخارجية الإيراني إن هناك الكثير من الافتراضات الخاطئة حول صعوبة الترتيبات الأمنية بين دول الشرق الأوسط لافتاً إلى أن هذه وجهة نظر غربية هدفها تنظيم المنطقة كما يريدون.
محاولة إبعاد إيران وتركيا عن المنطقة
وأشار إلى أنه لابد أن يكون هناك اعتقاد بأن الإقليم قادر على حل مشاكله وأن يكون هناك حاجة لتثق المنطقة في ذاتها، فاللاعبون الإقليميون يمكن أن يكون بينهم تعاون، إلا أنه أشار أيضاً أن هناك دفعاً خلفياً لإبعاد إيران وتركيا حتى لا تكونا لاعبين في المنطقة.
سجادبور أكد أيضاً على أن السلام الذي يحتاجه الشرق الأوسط يستلزم أن تكون المنطقة قوية وتبحث عن حلولها دون إقصاء أي من الأطراف.
أما الإعلامي السعودي جمال خاشقجي فأرجع أحد الأسباب الرئيسية إلى انقسام المنطقة إلى الربيع العربي الذي اصطف البعض معه فيما اصطفت مجموعة أكبر من الأنظمة ضده، مشيراً إلى أن "السعودية والإمارات ومصر وهم وقفوا في جانب العداء مع ثورات الربيع العربي والتغيير لذا قادوا حرباً إعلامية لمحاربة الربيع العربي وإقناع المواطنين أن الديمقراطية ليست جيدة وأن البديل لها الاستقلال"
وأضاف خاشقجي "هناك دول تعرف نفسها بأنها ليست ضد الربيع العربي مثل إيران والعراق وحزب الله إلا أنهم بالفعل ضد الربيع العربي فهم يقتلون السوريين الأحرار، فالإيرانيون ضد الربيع العربي لأنهم يريدون فرض رؤيتهم العرقية والطائفية ويقتلون الآخرين من خلال طرح طائفي ويدعمون ديكتاتوراً في سوريا" على حد تعبيره.
وأضاف أما المجموعة الثالثة فهي مع الربيع العربي مثل تركيا وقطر ومساهماتهم محدودة وليست قدرتهم كقدرة السعودية والإمارات وما يفعلونه إعطاء منصات إعلامية للربيع العربي لذلك طلبت السعودية إغلاق المنصات الإعلامية التي تقدم متنفساً للربيع العربي، بحسب خاشقجي.
"خلونا وحدنا"
أما المجموعة الأخيرة وهي مجموعة "خلونا وحدنا" مثل السودان وتونس التي تتعامل مع مشاكلها بعيداً عن مشكلات الربيع العربي.
وقال إن السعودية خسرت فرصة للاستفادة من الاستقرار في المنطقة والذي كان سيكون له تأثير إيجابي على المملكة.
وأشار خاشقجي إلى ضرورة أن يكون هناك دعوة لاجتماع تقوده السعودية أو تركيا لمناقشة قرار ترمب بإعادة النظر في الاتفاق النووي وهو القرار الذي قال إنه سيؤدي إلى مشاكل إضافية وانفجار آخر في المنطقة.
وتابع "المنطقة منقسمة بشكل كبير وهناك قائمة من الأمور التي يمكن أن تجمع دول المنطقة مثل الأزمات الاقتصادية والحروب والفوضى ومشكلات المياه".
محاولة إنكار الآخر
أما فلاح مصطفى رئيس قسم العلاقات الخارجية بحكومة كردستان العراق فاعتبر أن جزءاً من مشكلات المنطقة هو التعامل مع بعض المشكلات من برج عاجي يتبعه إنكار وجود الآخر في إشارة إلى نظرة البعض إلى التعامل مع المشكلة الكردية.
وقال لابد أن يكون هناك آلية أمنية في المنطقة يكون الجميع جزءاً منها وفي غياب التنسيق والتعاون لن يحدث الاستقرار، معرباً عن تفهمه اهتمام الدول بمصالحها إلا أنه أكد على أهمية البحث عن أرضية مشتركة من خلال الحوار.
مصطفى أبو شاقور نائب رئيس الوزراء الليبي السابق تحدث من جانبه عن الدور الذي تلعبه بعض الدول الإقليمية في إثارة التوتر بليبيا وقال إن هناك دولتين دون أن يسميهما تحاولان فرض تأثيرهما حيث هناك تدخل مستمر بدعم بعض الفصائل المسلحة حتى لا تستقر ليبيا فهم يريدون أن تبقى على ما هي عليه الآن.
إلا أنه عاد وقال إن تلك الدول تنتمي إلى المجموعة التي تناهض الربيع العربي وقال إن الإعلام في ليبيا ممول من تلك الدول لدفع استمرارية النزاع في ليبيا.
وقال هناك تدخلات دولية ستعمل على الحد من قدرتنا على القضاء على الانقسام، فمن الواضح أن التحالفات تزعجهم.
وقال مسعود أوزجان مدير الأكاديمية الدبلوماسية في وزارة الخارجية التركية نشهد اليوم اللاعبين الرافضين للتغيير يحاولون تغيير الوضع على الأرض.
وقال معظم الملفات في المنطقة تحل من منظور أمني وطلبات التغيير لم يتم الوصول إليها بعد إضافة إلى التحديات الاقتصادية الحالية.
وتابع الشرق الأوسط من أكثر المناطق التي تشهد تدخلاً لللاعبين الغربيين.
ويذكر أن منتدى الشرق يقيم كل عام مؤتمراً سنوياً حول الأزمات الهامة في الشرق الأوسط، يحضره عدد كبير من الساسة والمحللين في المنطقة العربية والعالم.