استغرق الرئيس دونالد ترمب وقتاً أطول من أي رئيس أميركي آخر لتعيين شخص في منصب مستشار للعلوم، قبل أن يعلن عن تعيين عالم سياسي يبلغ من العمر 31 عاماً في هذا المنصب.
إلا أن موقع The Verge الأميركي، كشف أن ترمب عرض الوظيفة على مُؤسِّس شركة Microsoft بيل غيتس، الذي ردَّ بدوره قائلاً إن الأمر "ليس استغلالاً جيداً لوقتي".
ففي اجتماعٍ جَمَعَ بين ترمب بغيتس، في شهر مارس/آذار الماضي، عرض الرئيس الأميركي المنصب على غيتس، إلا أن الأخير رفضه، واقترح على ترمب أن يُعيِّن شخصاً آخر لرئاسة مكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا بالبيت الأبيض، بحسب ما نقله موقع STAT.
ولا يُعَد غيتس عالماً، لكنَّه يعد قريباً من العلوم نوعاً ما، إذ تمول مؤسسة بيل وميليندا غيتس مشروعات تعمل على قضايا مثل التغير المناخي والأمراض المعدية.
وبعد وقت طويل، قرَّر ترمب أخيراً تعيين عالم سياسي يبلغ من العمر 31 عاماً رئيساً لمكتب سياسة العلوم والتكنولوجيا.
الرجل غير المناسب
ونظراً لأنَّ هذا المكتب من المفترض أن يساعد الرئيس في القضايا المتعلقة بالبيئة والهندسة والتكنولوجيا، فإنَّ تعيين عالِم سياسي قد يكون الخيارَ الخاطئ بين العلماء الذين يجب أن يتم اختيارهم لتولي الوظيفة، بحسب الموقع الأميركي.
لكن لا يُعَد ذلك أسوأ تعيين في إدارة ترمب، إذ عيَّن الرئيس التنفيذي لشركة ExxonMobil ليكون وزيرَ خارجيته، إضافةً إلى أنَّ اختياره لتولّي وزارة الطاقة كان لرجل أراد التخلص من الوزارة.
في الآونة الأخيرة، شغل منصب مستشار العلوم جون هولدرن، الذي ساعد أوباما أثناء التسرب النفطي في خليج المكسيك. يقول هولدرن، الآن "يبدو أنَّ لدينا رئيساً يقاوم الحقائق"، وهذا أمر صحيح.
ويضيف الموقع الأميركي: "كان ترمب قد تبنَّى مراراً موقفاً مناهضاً للعلم. على سبيل المثال، يريد ترمب الانصراف عن اتفاقية باريس المناخية، حتى بالرغم من أنَّ قول العلماء إنَّ حتى الالتزام بالاتفاقية لا يكفي لإصلاح التغير المناخي".
وحتى إن عيَّن ترمب شخصاً ما للوظيفة، فإنَّ مدى جودة ما يمكنه تحقيقه بالفعل ليس واضحاً. لأن العلم مع ترمب يبدو أنه يؤدي إلى التهكُّم والإقالة من المنصب بصورة غير رسمية، بحسب وجهة نظر الموقع الإلكتروني.
وكان يُنظر إلى غاري كون، رئيس المستشارين الاقتصاديين، على أنَّه واحد من "الناضجين في الإدارة"، الذي بإمكانه أن يرشد ترمب إلى تبنِّي سياسة أكثر عقلانية. لكن لم يصغِ ترمب لكون، الذي قدَّم بعد ذلك استقالته بسبب سياسة التعريفات التي فرضها ترمب على الحديد.
يجب بالطبع أن يشغل الوظيفة شخصٌ على دراية بأمورها، وضم صوت آخر عاقِل لن يضر. لكن، وبحسب الموقع الأميركي، أفضل المؤهلات العلمية لا تضمن أن يكون المستشار العلمي فعالاً في تغيير طريقة تفكير ترمب، إذ يبدو أنَّه ينصت فقط للأشخاص الذين يرى أنَّهم أقوياء وأغنياء.
ويعلق الموقع الأميركي على رفض غيتس للمنصب بالقول: "ربما يكون من المخزي لنا جميعاً أن يرفض غيتس هذه الوظيفة. لكن في النهاية، ليس من الواضح ما إذا كان ترمب نفسه يعرف ماذا يريد.