أعلن الإعلام السوري الرسمي الأحد 29 أبريل/نيسان التوصل إلى اتفاق إجلاء في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الواقع في جنوب دمشق والذي ينتشر فيه تنظيم الدولة الإسلامية.
واستناداً إلى وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، فإنّ الاتفاق يبدأ العمل به اليوم الإثنين 30 أبريل/نيسان، وينص على "خروج إرهابيي مخيم اليرموك جنوب دمشق إلى إدلب".
ولم يتسنّ على الفور التأكد مما إذا كان تنظيم الدولة الإسلامية معنياً بهذا الاتفاق. ولم تأت وكالة "سانا" على ذكر التنظيم بالاسم، بل اكتفت بالإشارة إلى "مجموعات إرهابية".
ويأتي هذا الإعلان في وقت تُواصل قوات النظام السوري منذ أكثر من أسبوع شن عملية عسكرية كبرى تستهدف مخيم اليرموك وأحياء مجاورة سعياً إلى بسط سيطرتها على دمشق وضواحيها.
وفي وقت لاحق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة فرانس برس إنّ "الاتفاق لا يشمل الدولة الإسلامية لكن يشمل جيباً في مخيم اليرموك حيث توجد هيئة تحرير الشام وفصائل إسلامية".
في المقابل، ستسمح فصائل المعارضة في محافظة إدلب بـ"تحرير المحاصرين في بلدتي كفريا والفوعة والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف على مرحلتين"، بحسب سانا.
وأضافت سانا أنّ "الاتفاق يقضي أيضاً بتحرير مخطوفي بلدة اشتبرق على مرحلتين وعددهم 85 من النساء والشيوخ والأطفال".
تحرير" اليرموك يختلف عن الغوطة"
وتقصف قوات النظام منذ 11 يوماً مخيم اليرموك والأحياء المجاورة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق.
وسمع مراسل وكالة فرانس برس يوم الأحد 29 أبريل/نيسان خلال جولة نظمتها وزارة الإعلام السورية في المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري مؤخراً في غرب اليرموك دوي الغارات العنيفة والقصف المدفعي، كما شاهد سحب دخان تتصاعد من أطراف مخيم اليرموك جراء الغارات.
ويُعتبر مخيم اليرموك ومحيطه أوسع منطقة حضرية يسيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، بعد أن خسر غالبية الأراضي التي كانت تحت سيطرته في البلدين.
وسيطر مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من اليرموك والحجر الأسود منذ العام 2015 فيما سيطروا على حي القدم في هجوم مفاجئ الشهر الماضي.
وقال مصدر عسكري لفرانس برس إنّ المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق تختلف كثيراً عن عملية استعادة الغوطة الشرقية. وأوضح أن "المباني قريبة من بعضها والأزقة ضيقة" في جنوب دمشق، لذا لا يمكن استخدام الدبابات والأسلحة الثقيلة.
وأفاد المرصد بأنّ 85 من عناصر النظام و74 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية لقوا حتفهم خلال عشرة أيام من المعارك في جنوب دمشق.
معارك "نادرة" في شرق البلاد
من جهة ثانية، اندلعت معارك الأحد 29 أبريل/نيسان في شرق سوريا بين النظام وقوات سوريا الديمقراطية، تحالف عربي كردي تدعمه واشنطن، في مواجهة نادرة بين الطرفين رغم وقوع بعض الحوادث الدامية في الأشهر الماضية.
وأفاد المرصد بأن المعارك التي تجري في محافظة دير الزور الغنية بالنفط والتي سبق أن سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية أسفرت عن تسعة قتلى في صفوف القوات الموالية للنظام وستة قتلى في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وتسيطر قوات النظام حالياً على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات في حين تنتشر قوات سوريا الديمقراطية على ضفته الشرقية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن "وحدات من قواتنا المسلحة تمكنت من تحرير أربع قرى شرق نهر الفرات هي (الجنينة ـ الجيعة ـ شمرة الحصان ـ حويقة المعيشية) التي كانت تحت سيطرة ما يسمى قوات سورية الديمقراطية".
لكنّ المرصد ذكر مساء أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من استعادة ثلاث من هذه القرى.
وأكد التحالف الدولي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية أن القوات الموالية للنظام شنت "هجوماً" موضحاً أنه عمل على "تهدئة الوضع" بحسب بيان رداً على أسئلة لفرانس برس من دون توضيحات إضافية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن "هدف النظام هو حماية مدينة دير الزور عبر صد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية الموجودين على الضفة قبالة المدينة".
وأضاف عبد الرحمن أنه سجلت في السابق اشتباكات بين الجانبين، إلا أنها المرة الأولى التي يشن فيها النظام عملية لاستعادة مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية.